قلة قليلة من الناس تعرف أن العمل بمدفع رمضان كان سارياً في عدن قبل نحو أربعين سنة شمسية (14 سنة قمرية).وكان مدفع رمضان ينطلق من فوق (جبل حديد) مع غروب الشمس نهاراً أيام الصوم حتى جاء أمر إيقافه في اليوم الثالث من شهر رمضان للعام الهجري 1386هـ .. ووراء أمر ايقاف مدفع رمضان حكاية طريفة أوردها من خبر نشرته صحف عدن في ذلك الزمان .فبحسب صحيفة "الأخبار" العدد 1115 الاثنين 19 / 12 / 1966م حدث يوماً أن تصادف موعد إطلاق مدفع رمضان من على (جبل حديد) مع مرور دورية عسكرية بريطانية ، يبدو أن طاقمها لم يكن يعلم بمدفع رمضان .. فما أنطلقت قذيفة المدفع استنفر جنود الدورية لدى سماعهم الانفجار فصوبوا بنادقهم نحو مصدر الصوت .. وإذا بهم يفتحون النار بهستيرية ، كان "المدفعي" موظف البلدية وآسمه / عبدالعزيز محمد قد تفاجأ بالرصاص المنهمر من حواليه ،و صادف أن ابنه كان معه ، فأصيب الطفل المسكين من جراء إطلاق الرصاص .. وصرخ بأعلى صوته محاولاً إفهام الجنود أن عمله هذا مرخص من بلدية عدن ويدعوهم أن يكفّوا عن إطلاق الرصاص ، غير أن الجنود أصروا على إطلاق النار ، بل وصعدوا الجبل باتجاه المدفع وصاحبه ، وأحاطوا بموظف البلدية المسكين .. بيد أن عبدالعزيز محمد أطلعهم على الأمر البلدي المرخص له بتفجير رطل بارود من المدفع مع موعد الإفطار .. وعندها فقط تركه الجنود وشأنه .. حدث ذلك في مغرب يوم السبت 17 ديسمبر 1966م .وفي اليوم التالي أمر السيد فؤاد محفوظ خليفة رئيس المجلس البلدي في عدن بإيقاف العمل بمدفع رمضان من تاريخه ، والاكتفاء بأذان المغرب الذي كان يذاع من محطة إذاعة الجنوب العربي من عدن .[c1]* من إرشيف مركز الأمل للدراسات والصحافة الذي يرأسه الزميل الأستاذ / سعيد أحمد الجناحي - صنعاء . [/c]
آخر مدفع رمضان في عدن
أخبار متعلقة