غضون
مبارك لنساء اليمن عقد المؤتمر العام الثاني لاتحادهن الذي تأخر موعده قليلاً عن الموعد الأصلي, جرياً على العادة اليمنية في «تأخير مؤتمر اليوم إلى الغد»! مع ذلك تظل النساء اليمنيات المتحدات أفضل من أي حزب أو جمعية أو منظمة رجالية في الانتظام واحترام العمل في المنزل والإدارة والوزارة .. وهذه الشهادة لا أتطوع بها لوجه الله إلا لأني خبرت نفسي وخبرت الرجال الذين يقلون العمل ويحسنون تزيين الكلام والحجج ويسبكون الأعذار بعناية لدرجة أن زميلاً أمات أمه أربع مرات ليبرر غيابه عن العمل وليحصل على مساعدة بينما «المرحومة» ما تزال تشقى في الحياة أكثر من ابنها. قلت مرة إن النساء يحسن إدارة شؤون البيت والإدارة المالية للعائلة والتأثير الجيد في الأولاد, وأن هذا الأداء الحسن في البيت الصغير يحدث مثله في البيت الكبير أو في المناصب والمؤسسات التي تديرها نساء .. واقترحت أن نذهب نحن الرجال الأجلاف الذين نتفاخر بقوة عضلاتنا وأشيائنا الذكورية الأخرى إلى المكان المناسب لنا وهو المزارع والمصانع والمناجم وقيادة الشاحنات والآلات التي تشق الجبال وتحفر الأرض, وأن نترك للنساء إدارة الوزارات والإدارات, فذلك أفضل من أجل استغلال طاقاتنا الحقيقية في مجالها, ووضع العامل المناسب في المكان المناسب .. وما زلت مقتنعاً بهذا الاقتراح مع تعديل بسيط, وهو أن النساء المتشبهات بالرجال في مظاهر الفساد والكسل والعنجهية والكبر يجب أن يلتحقن بموكب السائرين إلى المزارع وحفاري الآبار والقبور. أعرف أني هنا أمني النساء بأماني كبيرة, ولذلك لن تصدق قولي امرأة واحدة, وهذا حسن للغاية, لكن بالمقابل, ومن باب الإنصاف أن لا يصدقن الرجال غيري الذين أشبعوهن كلاماً عن حقوق النساء وهم في الواقع يخذلونهن أو يسلبونهن حقوقهن .. وأكبر الذكور والكذابين في هذا المجال هي الأحزاب .. لذلك أقول لا أحد سيصعد بالمرأة إلى مكانها الذي تستحقه ولا أحد سيحمي حقوقها غير النساء .. أو بالأصح نضال النساء الشجاعات.