د. فهد محمود الصبريتتعرض امرأة واحدة من 8 نساء للإصابة بسرطان الثدي ويتم تشخيص أكثر من 1.1 مليون امرأة سنوياً بالإصابة بسرطان الثدي في العالم وهو مسؤول ايضاً عن وفاة أكثر من 410,000 امرأة. مع أنه من السرطانات التي يمكن علاجها بشكل ناجح اذا ما توفر الوعي بهذا النوع من السرطان وطرق الكشف عنه ولهذا سوف نذكر هنا ما يتعلق بالمرض وتجنب مخاطره.ويصنف سرطان الثدي إلى أنواع عديدة وذلك بناء على ثلاثة عوامل وهي مكان نموه (القنوات أو الفصوص أو الأنسجة الضامة)، مدى انتشاره إلى الأنسجة المجاورة في الثدي أم عدم انتشاره (في موقعه)، وأخيراً شكل الخلايا تحت المجهر فسرطان الخلايا الغازية (المنتشر) هو السرطان الأكثر خطورة بين النوعين، ويحدث عندما تنتشر الخلايا غير الطبيعية من داخل القنوات والفصوص والخروج إلى الأنسجة المحيطة للثدي، ما يتيح والعظام في مراحل متقدمة. في الماضي، كان يعتقد أن سرطان الثدي ينمو بشكل منظم، بحيث يتقدم من ورم صغير في نسيج الثدي مكوناً ورماً أكبر، كما كان يعتقد بتتابع انتشار السرطان بحيث ينتقل إلى الغدد الليمفاوية القريبة بعد ذلك، ومن ثم إلى البعيدة منها، وأخيراً ينتشر في الأجزاء الأخرى من الجسم. في حين أنه يعتقد الآن أن الخلايا السرطانية قادرة على الانتقال من الثدي عن طريق الدم والغدد اللمفاوية في مرحلة مبكرة من مسار المرض، ومع ذلك قد لا تبقى الخلايا السرطانية على قيد الحياة خارج نطاق الورم. أما سرطان الخلايا غير المنتشرة (في الموقع) عندما تنمو خلايا غير طبيعية داخل فصوص أو قنوات الحليب بدون أن ينتشر إلى الأنسجة المحيطة أو خارجها، فيسمى السرطان في هذه الحالة بسرطان الخلايا في الموقع. وعبارة (في الموقع) تعني في نفس مكان الخلايا غير الطبيعية، ويستخدم هذا التعبير لوصف أن السرطان لا يزال قائماً داخل القنوات وفتحات الحليب حيث نشأ في البداية، وهناك فئتان رئيستان من سرطان الخلايا في الموقع وهما السرطان في موقع القنوات والسرطان في موقع الفصوص.على الرغم من أن كلمة (سرطان) مستخدمة في العنوان، الا أن الخلايا ليست سرطانية بشكل تام وذلك لأنها لم تطور القدرة على غزو الأنسجة خارج القنوات أو الفصوص أو الانتشار لأعضاء الجسم الأخرى، ولهذا فإنه غالباً ما يشار إليها بأنها تسبق السرطان أما لأنها يمكن أن تتطور إلى أو تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الخلايا الغازية.أن المعلومات السابقة تثير تساؤلاً ملحاً عن أسباب هذا المرض فالحقيقة أن أسباب سرطان الثدي غير معروفة حتى الآن بشكل تام أي أن هناك عدة عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي وهذه تسمى (عوامل الخطر)، وعوامل الخطر هذه ليست بالضرورة سبباً لسرطان الثدي، لكنها ترتبط بزيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي فقد نجد بعض النساء لديهن العديد من عوامل الخطر لكنهن لا يصبن بسرطان الثدي، وفي المقابل هناك نساء يكاد ينعدم تواجد عوامل الخطر لديهن لكنهن أصبن بالمرض. ومن هذه العامل :النوع إذا أن النساء معرضات للإصابة بدرجة رئيسية نتيجة نشاط الثدي ووظيفته للنساء.التقدم في العمر ـ فكلما تقدم العمر، زاد خطر الإصابة بسرطان الثدي.وجود طفرة في جينات سرطان الثدي الموروثة BRCA1 أو BRCA2 أي وجود قصة مرضية بسرطان الثدي في العائلة.وجود ورم سابق في الثدي .وجود كثافة عالية من الثدي حسب تصوير الأشعة.التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع، مثل تكرار تصوير العمود الفقري بالأشعة السينية لاعوجاج العمود الفقري الخلقي أو علاج داء (هودجكن) في سن مبكرة.الإصابة بسرطان المبيض أو سرطان آخر.انقطاع الطمث بعد سن 55 سنة.عدم الإنجاب.إنجاب الطفل الأول بعد عمر 35 سنة.ارتفاع كثافة العظام.زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث أو اكتساب الوزن الزائد لدى البالغين.تناول الكحول.الجمع بين استخدام الأستروجين والبروجسترون والعلاج بالهرمونات البديلة.البلوغ المبكر ـ بداية الطمث في عمر 12 سنة.ولهذا يجب على النساء اللاتي تمتلك عاملاً أو كثر من عوامل زيادة الإصابة إتباع نمط حياة صحي وذلك من خلال الحفاظ على وزن صحي وتجنب زيادة الوزن وأكل الدهون، تناول الغذاء الصحي المتوازن والإكثار من الخضروات والحمضيات والبقول والحبوب، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كما يجب استشارة الطبيب إذا كنت تستخدمين الهرمونات البديلة وإذا استعملت المرأة موانع الحمل الهرمونية لمدة تزيد على أربع سنوات يجب أن تكون تحت استشارة طبية بخصوص طرف بديلة لمنع الحمل، الاستمرار بالرضاعة الطبيعية، تجنب التدخين بأنواعه، والاستشارة المستمرة إذا كان هناك قصة مرضية في العائلة بسرطان الثدي. إن جميع النساء معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي وهذا الخطر يتزايد مع تقدم العمر والاكتشاف المبكر بسرطان الثدي قد ينفذ حياتك ونعني بالكشف المبكر المراقبة كل شهر للثدي بواسطة الفحص الذاتي وإذا كان هناك تغير أو علامات معينة نلجأ إلى الفحص السريري عند الطبيب المختص أو كل سنة أو ثلاث سنوات إذا لم يكن هناك علامات اوتغيرات في الثدي وإذا اقتضى الأمر نلجأ للتأكد بواسطة الفحص الإشعاعي للثدي (الماموجرام) أو كل سنتين للنساء اللاتي تجاوزت الأربعين من العمر.أفضل طريقة لضمان الشفاء من سرطان الثدي هي الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي من خلال إجراء كشف دوري للثدي، الفحص الذاتي للثدي الفحص السريري للثدي والماموجرام.
خطر يهدد النساء
أخبار متعلقة