سطور
كنت أظنها مزحة عابرة عندما جاءني الفنان الشاعر الملحن صادق عبده خالد ليخاطبني قائلاً:- البقية في حياتكم بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشاعر المبدع الشيخ محمد الصبري.فقلت ماذا:فقال لقد توفي في طريق أبين إثر حادث مروري مساء الخميس الموافق 9/ 7 /2009م وهو في طريق عودته إلى عدن.فهنا أيقنت بأنني أقف أمام مصاب جلل لشاعر عرفته عن قرب دمث الأخلاق يتمتع بحاسة شعرية مطبوعة في السجال الشعري وبالتحديد المساجلات الشعرية (البدء والجواب) على أوزان (الدان)،(البال)،(اللال) كونه سريع البديهة متوقد الذهن بالبيان والمنجز الشعري على وجه الخصوص الشعر الشعبي منه حيث يشهد لشاعرنا الراحل شيخ محمد الصبري الكثيرون من الشعراء والمبدعين بالإجادة والتفوق في السجال الشعري والدان الجمالي وقدرته على التصوير الفني والبراعة في الإشباع لحروف الروي والقافية المصحوبة بموسيقاها الشعبية العذبة.وهو من كان يكلم الناس بلطفٍ مدرار جياش الفؤاد المليء بالدانات والنغمات الإيقاعية التي تروي عطش النفس وتعبر عن الفكرة الشعرية ومصوغاتها تحتوي مضمون القصيدة بشوق جارف ونهر لا يتوقف عن الجريان في التحليق في دوران الزمن وتقلبات الحياة ومناخاتها وضراواتها مبدياً رأيه في استباق غير مسبوق في ذاكرة وجدان الشعر الشعبي المطبوع كما عبر عن ذلك من خلال آخر قصيدة كتبها ونشرت له بمجلة (الحسيني) بعددها (41) والصادرة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع/لحج والقصيدة بعنوان(من وحي مهرجان الأدب) في دورة عبدالله هادي سبيت حيث قال:( الحمد لله باسمه قد بديتذي يقبض الروح من بعد الحياهيا ما لك الملك عالعرش اعتليتومن لك العبد قايم بالصلاهأبو علي قال عاني لك أجيتللحج مخصوص أتنفس هواهوأشارك اليوم في دورة سبيتومهرجان الوفاء بعد الوفاهما ينفع الآه أو من قال ليتولا احتفالات تنسينا أساهبا نذكره دوب بن هادي سبيتوالعفو لو فاتنا ذكرى عزاهمن أبين الخير للحوطة ضويت وجيت أشارك مع باقي الهواهللحج أم الوفاء في كل بيت في مهرجانه عليه واحسرتاهعبدالله هادي الذي ماشي لقيتشاعر مثيله تمرس بالحياة) إلخهذه بعض الملاحظات الأولية والسريعة عن الشاعر المطبوع شيخ محمد صبري والذي وافاه الأجل عن عمر ناهز الخامسة والخمسين عاماً وهو ما زال في ريعان عطائه الإبداعي والشعري ممتشقاً ريشته المبدعة في خيلاء العاشق المستهام تاركاً خلفه ديوانين من الشعر كان قد قام بطباعتهما على نفقته بسوريا في تسعينات القرن المنصرم و(سبعة أبناء صالحين بإذن الله تعالى «إنا لله وإنا إليه راجعون».