غضون
- أمسك الرئيس علي عبدالله صالح بمقاليد الحكم في شمال اليمن في 17 يوليو 1978م واستؤنفت مهمته في سدة الحكم بعد تحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب عام 1990م بالإجماع وبرضا وطني ليصبح رئيساً للجمهورية اليمنية ، وحتى اليوم يكون قد أمضى في منصب الرئاسة طوال العهدين (30) عاماً بالتمام والكمال .. إن فترة رئاسته قبل الوحدة وبعدها تبدو طويلة ، لكن أطول الطرق شقت في هذا البلد في عهده ووجدت في اليمن أشياء جديدة لم تعرف إلا في عهده .. فقيادته للبلاد كانت بمثابة ثورة جديدة وهي الآن بعد مرور (30) عاماً أكثر إنتاجاً فلا توجد اليوم في اليمن منطقة خارج سيادة الدولة.. ولا توجد منطقة ليس فيها مدرسة أو مركز صحي أو طريق أو كهرباء أو مشروع ماء .. والمنصف يمكن أن يقيم إنجازات صاحب هذه السنوات الثلاثين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسيصل إلى نتيجة إيجابية للغاية. - تحدث كثير من المجاملين عن جرأة وجسارة الرئيس علي عبدالله صالح لأنه تقبل القيام بهذا الدور في 17 يوليو 1978م عندما كان المناخ غير صاف وكانت التعقيدات كبيرة وكثيرة .. وكأن الرجل لم يجتز امتحاناً غير ذلك ، ولم يكن جسوراً إلا في أيامه الأولى بينما في حقيقة الأمر ظل الرئيس علي عبدالله صالح يعمل في مناخات غير صافية بالمرة خلال السنوات الثلاثين وحتى هذه اللحظة .. فقد واجه في الأيام الأولى الانقلاب الناصري من قبل تنظيم مدعوم خارجياً أراد الإطاحة به وتحمل متاعب الجبهة الوطنية وحرباً بين الشطرين والانقسامات في الشمال والجنوب وحروباً أخرى في الداخل والخارج وآخرها التمرد الظلامي في صعدة .. ومع ذلك نجح وفاز وأنقذ شعبه من تلك المتاعب. - إن كل تلك المتاعب والتحديات والعواصف الهائلة لم تؤثر سلباً في قناعات الرجل الفكرية والسياسية .. لم تدفعه إلى التخلي عن مبادئه في التسامح وهو مبدأ ملتزم به بحكم إيمانه في رفض إذلال أو استضعاف أي إنسان يمني حتى لو كان خصماً ، ولم تمنعه من مد جسور التواصل والحوار مع الشركاء والخصوم ولم تدفعه لاتخاذ أي إجراء يمس الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة .. ذلك أنه مؤمن أن هذه قيم ومبادئ غير قابلة للجدل ولا لإجراءات استثنائية تحت أي ظروف قاهرة .. إن الناس في مجتمعنا يحبون أن يكون الحاكم في صورة تجسد طموحاتهم .. لذلك ظلوا يتمسكون بهذا الرئيس (الصالح) وتلك هي إرادتهم.