جاء إلي معاتبا ، تعتري وجهه ابتسامة هادئة .قال لي بكل لطف : لم يعجبني ما كتبتيه في مقالك الذي وجهتيه للرئيس. اصغيت اليه بانتباه .لم أكن أعرفه جيدا ، كل ما أعرف عنه أنه زميل يعمل معنا في صحيفة 14 أكتوبر.كان الوحيد الذي عاتبني على تلك الرسالة التي وجهتها للسيد الرئيس في الشهر الماضي .الوحيد الذي أخذ ينتقدني ، من بين كل اللذين أبدوا أعجابهم بمقالي الذي طالبته فيه بتنفيذ الهدف الوحيد الذي لم يتحقق من أهداف الثورة اليمنية وهو إزالة الفوارق بين الطبقات .قلت له ذلك لأن الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادون غنى بدلا من أن تتقلص الفوارق بينم !!كثيرون تحمسوا لما جاء في مقالي باستثناء من على رلأسه ريشة كما يقولون !!. الذين تحمسوا لمقالي أرادوا أن يقولوا لفخامته ما قلته أنا .وهم من بين اللذين يحملون ذات المشاعروذات الأحاسيس تجاه كل شبر في بلادهم.نحو كل ما يتعرض له الغالبية من أبناء الشعب .عاتبني قائلا : نحن نعي جيدا ما قلتيه لفخامته وهو كذلك يعي كل هذا ! شبعنا كلمات ، ووعود ا .هو يعرف ونعرف أن هناك فسادا وفاسدين وأغنياء مترفين وفقراء معدمين .غلاء وفقر أوضاع صعبة نحن نريد حلولا ، نريد أن نقول له : عن أهمية الاصلاحات الادارية التي تحتاجها بلادنا.نريد أن نقول له أنه من الاهمية بمكان اقتلاع جذور الفساد .والاخذ بمصلحة الوطن والمواطنين في المقام الاول . قلت له : أنا لا أعي من كل هذا الا أن سيادته القائد الذي وحد الوطن .هو الذي حقق الامان والاستقرار لهذا الوطن الكبير. وأفهم جيدا أن هناك فسادا وهناك اختلالات ادارية ، و أن هناك فقر وفقراء .وفي ذات الوقت هناك برامج اصلاح .يحاول سيادته من خلالها سد الثغرات واصلاح الوضع .ولن يكون وحده المسؤول عن كل هذه الاختلالات الادارية إذا ما بدأ المواطن بذلك.صرنا نسمع ونقرأ أن سيادته قام بخطوات في هذا الجانب .قام بتحويل الموائد الرمضانية التي كانت تقام للمسؤوليين وكبار رجال الدولة إلى الحمعيات الخيرية . سعى بجدية الى إحتواء المتقاعدين من العسكريين بإنشاء لجنة تقصي أحوالهم ومشاكلهم . دعا لحوار مفتوح لجميع التنظيمات والاحزاب السياسية الموجودة على الساحة.حرص على توسيع المشاركة السياسية في معالجة الاختلالات والظواهر السلبية التي تؤثر على السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية .نعم انها خطوات بدأها سيادته لإنقاذ يمننا الحبيب الذي تحاول القوى الخارجية زعزعة استقراره والتآمر على وحدته الوطنية والسعي الى تقسيمه بالاستعانة بقوى سياسية مهزومة .إضعاف هذا الوطن يسعد أعداءه المتربصين به .يثلج صدورها أن يقتل الاخ أخاه !ثم ينقضون لينهشوا في أجسادهم ، ويغتالوا آمالهم .لا أعرف ولا أفهم شئ سوى أنني يمنية ، وأهلي يعيشون في كل شبر من هذا الوطن لا أفهم ماذا يعني الشمال أو الجنوب سوى أنها جهات في الجغرافيا تعلمناها في المدرسة الابتدائية . !!ترعبني حالة التشتت والانقسام ، تحرقني ، فكرة الحروب والصراعات .ليست القضية قضية جنوب أو شمال وشرق وغرب .إنها قضية شعب و وطن عانى من التفرق والتمزق لسنوات طويلة .لن تأتي تلك الاصلاحات في ليلة وضحاها .لهذا ننتظر من فخامة رئيس الجمهورية أن يقف الى جانب هذا الشعب الذي طحنته عجلة المتغيرات المتسارعة التي يمر بها العالم ، والتي يستغلها المغرضون ..ننتظر منه اصلاح أوضاع النا س المعيشية وإيقاف عجلة الفساد والشلل في بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية أينما وجدت.ننتظر منه أن ينقذنا من المتنفذين وسارقي ألاراضي ، وناهبي الاموال بغير وجه حق .أن يكون هناك توزيع عادل لثروات هذا الوطن ، ليعود خيرها الى الوطن وبالتالي الى أبناء هذا الوطن .ننتظر أن ينقذنا من هوة الوقوع في بحر من الصراعات تجر الوطن الى مصير مجهول!أنت القائد الذي بيده إنقاذنا من اللذين يمتصون دماءنا دون رحمة !عندما نريد اقتلاع شجرة يلزمنا أن نوجه عدة ضربات لجذورها حتى تهوي .. وهكذا هي جذور الفساد والفاسدين والفوارق بين الطبقات تحتاج إلى مراحل لاجتثاثها مهما ضربت في الارض .بيدك أن تقوم بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية والادارية الشاملة في كل أنحاء الوطن.تحية لك لما قمت به سيدي من خطوات جريئة ، ننتظرأن تكملها بخطوات أكبر .
شكراً سيدي الرئيس
أخبار متعلقة