يعكس العيد الخامس والأربعون لثورة 26 سبتمبرفي قلبي وقلب كل يمني حر بهجة وفرحا كبيرين .لاول مرة يرقص قلبي على عزف أوتاره وشجون ذكرياته الخضراء التي لم أعشها !ومن بين كل تلك الشجون ، سافرت إلى جزيرة الماضي لاحط مرساتي على ضفاف الحلم .. وأمعن النظرفي لوحات الامل المرسومة على وجوه أبناء الشعب.وكأني أستنشق عبير ذلك اليوم .وتشنف أذني بهتافاتهم ، بصوتهم ..بأهازيجهم ، وفرحهم ، ودقات قلوبهم ..فها هو شعبي الذي مزقته الفرقة ، ونأت به المسافات .فرزح تحت الظلم والاستبداد الامامي لسنوات .وأضطهده الاستعمارالبريطاني قرابة المئة وتسعة وعشرين عاما .حملتني شجوني لأاسير بين طرقات الامس واليوم .فأخذت أجول في أحياء الماضي والحاضر .كان زمانا لم تكن توجد فيه تلك الاحياء الجديدة والمدارس ، والجامعات ، والمستشفيات الا ما نذر.كان زمانا بائسا عزل فيه الانسان اليمني عن العالم .فلم تكن هناك أبسط وسائل اتصالات تربطه بعالمه الكبير .فكان الجهل وكان الظلام يسيطر على عقول الناس .كان قهر وكان خراب .كان مرض وكان وباء .كان الناس يعيشون في أنفاق الخرافات ودهاليز الاساطيرالتي يغزل نسيجها الامام وأتباعه ليبقى شعبا أخرسا. أرادوه شعبا نائما في سبات عميق.. شعبا بلا روح .لا يعرف سوى السمع والطاعة دون مقاومة . أخذت أهة طويلة وأنا اسير في أحياء الحاضر مستحضرة زفير الماضي فأحياء الحاضرتزدان بالعمران ، بالمدارس والمستشفيات بالجامعات ، بكل وسائل التطور والتقدم وهاهو شعبي يتمتع بكامل حريته وديمقراطيته . فلم يعد هناك خوف أو قمع .هاهو بلدي يتجه نحو المستقبل ، بخطى حثيثة .وهاهي أهداف الثورة اليمنية تتحقق .وبقليل من الصبر ستكتمل .مادام أكبر هدف قد تحقق وهو وحدتنا ، التي هي قوتنا وقوة كل فرد في هذا الوطن الكبير.وحدتنا التي خلصتني وخلصت كل أبناء شعبي من التشتت والانقسام.
عيد مجيد
أخبار متعلقة