
الغموض يلف القضية
رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على ارتكاب الجريمة، لم يُقبض على القاتل حتى الآن. لا معلومات رسمية، ولا توضيحات من الجهات الأمنية، ولا حتى تصريح بسيط يجيب عن سؤال الشارع: أين وصل التحقيق؟
كل ما تملكه أسرة مرسال اليوم هو جثمان دُفن بعد يأس وانتظار، في جمعة حزينة لم تكن كما تمنتها الأسرة، التي كانت تنتظر عدالة لا جثة.
العدالة.. لمن يملك “الركبة”!
الصمت الرسمي تجاه القضية فتح أبواب الشك لدى كثيرين. يتساءل البعض:
هل السبب في تجاهل القضية أن أسرة الضحية بسيطة الحال ولا تملك المال أو “الركبة” التي تفرض صوتها؟
أم أن القاتل يملك نفوذًا وجاهًا يمنحه الحماية والتغطية؟
ولماذا لم تتحرك الأجهزة الأمنية بنفس السرعة التي نراها في قضايا أخرى أقل حساسية؟
سؤال الشارع: لماذا مرسال؟
في كل يوم تقريبًا، تعلن الأجهزة الأمنية عن ضبط مجرمين وقتلة في قضايا متنوعة، وغالبًا ما يتم تصويرهم وهم في قبضة الأمن، ويُنشر الخبر على نطاق واسع.
لكن، لماذا لا نسمع شيئًا عن قاتل مرسال؟
ألم تكن صرخته كافية لتحرّك ضميرًا أو جهازًا أو مسؤولًا؟
أم أن العدالة لا تتحرك إلا حسب موقعك الاجتماعي وقدرتك على الضغط؟
صرخة لن تموت...
مرسال العيدروس لم يكن مجرد مراهق قُتل، بل كان صوتًا لكل من لا يملك سوى الحياة، وفقدها ظلماً.
إن استمرار الصمت الرسمي وعدم كشف الحقيقة لا يضر فقط بأسرة مرسال، بل يهز الثقة بالعدالة، ويضع ألف علامة استفهام حول مستقبل القضايا التي يكون فيها الضعيف هو الضحية.