
تألقت مؤسستا “صرح للتنمية الثقافية والإنسانية” و”أرم للتنمية الثقافية والإعلامية” برونقهما الجديد، حيث كان لهما دور كبير في خلق منصات جديدة للاحتفاء بالفن والإبداع. لقد قدّمتا لنا أعمالًا تناطح آفاق الفن، واستطاعتا جذب الجمهور بمواضيعهما الجذابة وأدائهما المتميز، مما جعل التنافس بين المؤسسات الثقافية المحلية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص يخلق انطلاقة رائعة للفن التعزي.
ومن بين الفعاليات المتنوعة، لا يمكنني نسيان “عيدنا تعز” الذي نظمته مؤسستا “رينادا” و”ميون” وكذا عسجتي غير. كان هذا الحدث تجسيدًا حيًا للتراث، حيث استحضرت الفرق الفنية الحكايات الشعبية والزي التقليدي، وخلقت رابطًا بين الماضي والحاضر. لقد كانت أصوات الشابات تتردد في الأجواء، حاملة معها قصص الجدات، مما أعطى للمشهد الفني عمقًا ورونقًا خاصين.
في هذا السياق، كان حضور النساء ضرورة ملحة، حيث أضفن لمسة من الجمال والتراث والإبداع بألوانهن المتعددة. إنهن يمثلن القوة الحقيقية في المجتمع، ويعكفن على استعادة الزمن الجميل رغم التحديات التي فرضتها الحرب والوضع الحالي. لقد أبدعت النساء في تقديم فنهن، مستحضرات الماضي بشغف وأمل، وشققن طريقهن نحو مستقبل مشرق.
ما أدهشني حقًا هو التنافس الذي شهدته الساحة الفنية، والذي يعكس حيوية جيل جديد من الفنانين الذين يحتاجهم المجتمع من أجل بناء السلام الداخلي. إن تعز تلد كل يوم جيلًا من المبدعين، وتستمر في إبهارنا بإبداعاتهم، مما يجعلنا نشعر بالأمل في مستقبل أفضل.
في النهاية، يظل الفن هو اللغة العالمية التي توحدنا، وتمنحنا القوة للتعبير عن أنفسنا وتجسيد أحلامنا. فلنحتفل جميعًا بهذا التنوع، ولنبنِ معًا غدًا مشرقًا مليئًا بالفن والجمال في تعز.