
وهاهو الواقع يذكر بناء على ذلك، وتأسيسا عليه؛ أن قوات الحملة الأمنية المشتركة، بمحافظة لحج؛ قد تمكنت أيضا قبل أسبوع من ضبط شحنة من الأسلحة والذخائر؛ كانت مهربة، وفي طريقها إلى مليشيات الإرهاب الحوثية، عبر مديريتي المضاربة، ورأس العارة؛ الواقعتين بمحافظة لحج، فيما ضبطت، وأتلفت الأجهزة الأمنية في محافظة المهرة- من جهتها، وفي وقت مقارب- أكثر من أربعة أطنان من مخدر الحشيش و(200) كيلوجرام من مخدر الشبو، المتلف للدماغ، تم العثور عليهما (أي الصنفين) وهما في طريقهما للحوثة، بأيدي مهربين، بعضهم من إيران..
ومن خلال النظر في هذه الواقائع، نجد أنفسنا نقف وجها لوجه أمام إعداد خبيث لحرب قذرة، واضحة البنى والأهداف، يعمل الحوثة، وكأنهم يريدون مسابقة الزمن؛ لشنها على الوطن وأهله، وبكل الوسائل والسبل، وأن يد الإرهابي، الحوثي؛ قد صارت اليوم على الأقل طليقة إلى حد كبير، حيث أنه (أي الحوثي) ماعاد يشعر- كما يبدو- بأنه يخاطر، والأهم؛ أن هذه العملية، وأمثالها، مما سبق ولحق؛ تدل على أن الحوثة بالفعل في عجلة من أمرهم؛ وخصوصا بعد أن أمنوا بطش الأمريكيين من البحر والجو، وأن من المحتمل أن يكون جدول أعمالهم لذلك متخما بكثير من عمليات الغدر والانتقام المعدة ضد جيش الشرعية، وضد المقاومة الشعبية؛ التي تلقنه (أي الحوثي) دروسا يومية في الرجولة والاستبسال، والدفاع عن الشرف العسكري، وعن الوطن، في مختلف الجبهات، وخصوصا في مأرب، وتعز، والحديدة؛ التي تم خذلانها مؤخرا، للمرة الثانية بعد خذلانها في المرة الأولى، إثر اتفاق استكهولم الظالم.
وإذا كانت تلك البشارة؛ التي طاشت في جعجعة التكتيكات العمياء؛ قد خيبت آمالنا مؤخرا؛ دون شك؛ إلا أن الميدان مع ذلك مازال يعح بالرجال الأشاوس، ويزلزل الجبهات بحمم وبراكين الأفعال الرجولية، المتوثبة، التي ستظل مع مايدبر من المؤامرات؛ أرقاما صعبة، عصية، لاتقبل التجاوز، ولا ترضى بالاختزال.
وبثقة نقول في الأخير؛ إن النصر قادم، قادم لاشك، وإن دماء رجال سبتمبر وأكتوبر مازالت، وستبقى حية، متحركة، متدفقة في شرايين كل الأحرار اليمنيين.. متوثبة، متقدة على الدوام، ولن تموت..