
أنور احمد خان تاريخ وصفحات ناصعة من النبل والأخلاق والوفاء والطيبة والكرم، وانور تاريخ من العطاء والنشاط والعمل الوطني والنقابي والاجتماعي، وأنور نجم من النجوم الرياضية في الزمن الجميل فقد كان أحد نجوم فريق نادي القطيعي لكرة القدم في مدينة كريتر في ستينيات القرن الماضي.
وعند التحاقه بالخدمة العامة في بداية حياته العملية التحق بالعمل في شركة البرق واللاسلكي كيبل اند وايرلس (CABLE&WIRELESS) بالتواهي وأصبح واحدا من أهم كوادر الشركة. كما كان واحدا من القيادات النقابية في نقابة النقل والمواصلات حتى النصف الثاني من السبعينيات ثم انتقل الى العمل في وزارة الثروة السمكية وعمل في العديد من المشاريع التي نفذتها الوزارة وكونه يجيد اللغة الانجليزبة فقد انتدب للعمل مع الشركات الأجنبية التي نفذت عددا من مشاريع الثروة السمكية على امتداد محافظات الجنوب، كما شغل العديد من المناصب القيادية المهمة في وزارة الثروة السمكية ومثل الوزارة في العديد من المؤتمرات والندوات الخارجية وتدرج في المناصب حتى أصبح الرجل الأول في فرع الوزارة بعدن من خلال شغله لمنصب مدير عام فرع الوزارة بعدن إلى أن تمت احالته قسراً إلى المعاش التقاعدي وهو في اوج قمة العطاء.
ونتيجة إمكانياته وقدراته العملية وخبراته المتراكمة ولغته الانجليزية استمر يعمل والتحق بالعديد من شركات القطاع الخاص وحقق نجاحات كبيرة في حياته العملية في تلك الشركات وكان موضع ثقة ملاك الشركات من رجال الأعمال.
اما نشاطاته ومشاركاته في النشاط الثقافي والاجتماعي فقد كان من أنشط من عرفناهم وتعاملنا معهم من الزملاء ، فهو يعتبر واحدا من مؤسسي جمعية تنمية الموروث الشعبي في العام 1996م إلى جانب عدد من الزملاء حيث شغل مهمة سكرتير العلاقات الخارجية للجمعية في أول تشكيل لهيئتها الادارية وكان مشاركاً فعالاً في فعاليات ونشاطات الجمعية وقدم كل ما لديه من إمكانيات في سبيل نجاح نشاطات الجمعية وكان يشاركه في فعالياتنا في الجمعية رفيق دربه الأخ العزيز ابوبكر محمد الوزان شفاه الله وعافاه وكذلك الأخ عبدالله معدان اطال الله في عمره .
كان رحمه الله لطيف المعشر، والابتسامة لا تفارق شفتيه، والرضاء لا يفارق محياه دخل إلى قلب كل من عرفه وحُظي بحب واحترام كل أصدقائه، كانت له علاقات طيبة ومحبة متبادلة مع كثير من الشخصيات الثقافية والادبية والفنية والاجتماعية اذكر منهم على سبيل المثال الشاعر الغنائي الكبير والباحث احمد بو مهدي رحمه الله الذي أحب انور كثيراً وكان انور دائماً ماتردد على زيارته في منزله وكنا عندما نذهب إلى منزله ويتعذر مجيء انور معنا لظروف خاصة كان بومهدي رحمه الله يكرر السؤال عنه كما ربطت الفقيد انور علاقة قوية بالفنان الكبير محمد محسن عطروش والفنان الكبير محمد سالم بن شامخ والشاعر احمد سيف ثابت رحمهما الله والكاتب الكبير الأستاذ محمد عمر بحاح والمخرج التلفزيوني الكبير محمد محمود سلامي رحمه الله والفنان الرائع عصام خليدي والفنان القدير نجيب سعيد ثابت والكابتن عوضين رحمه الله والقائمة تطول بمن ربطتهم علاقات وطيدة بالفقيد انور خان من الشخصيات من مختلف شرائح المجتمع.
قال عنه الكاتب الكبير الأستاذ محمد عمر بحاح (أمثال انور خان يعيشون بصمت، يمرضون بصمت، يتألمون بصمت ويموتون بصمت بعد أن يكونوا قد أعطوا الوطن كل شيء يستطيعونه بسخاء دون أن يأخذوا شيئاً.
لهذا ليس غريباً اننا لم نسمع بمرضه ، ولم يزره أحد من المسئولين، أو حتى يكتب عن مرضه أحد ! ولم تطلب أسرته العفيفة من أحد نقله إلى الخارج للعلاج ! ولم تنعه اي جهة رسمية، أو حزب، أو حتى نقابة، أو اتحاد.
كان أنور مواطناً بامتياز، فوق الاحزاب، وفوق السلطات لهذا لم ينخرط في مؤامراتهم، ولم يشارك في حروبهم القذرة وناله من الظلم والآلام ما نال كل مواطن في عدن والوطن من إهمال... باختصار لانه مواطن عدني فقط!! ولم استغرب).
رحم الله فقيدنا الغالي والعزيز أنور احمد خان (ابو إيهاب) وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. إنا لله وإنا اليه راجعون .