
تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات:
أثارت تسريبات وتصريحات إسرائيلية حديثة تتعلق بإيران مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهة جديدة، وسط تحذيرات من مسؤولين عسكريين واستخباراتيين من أن سوء التقدير أو الرسائل الملتبسة قد تدفع طهران إلى ردّ غير محسوب.
وتشير التقارير إلى أن موجة الإحاطات الإعلامية والتسريبات، التي تتحدث عن تصاعد التوتر مع إيران وتروّج لفكرة تنفيذ جولة جديدة من العمليات ضدها، يُتوقع أن تتكثف مع اقتراب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن لاحقًا هذا الشهر.
وبحسب مسؤولين، فإن هذه التسريبات، التي تُنسب في الغالب إلى "مسؤول دبلوماسي رفيع" أو "مصادر استخباراتية غربية"، لا تكتفي بصرف الأنظار عن قضايا داخلية ملحّة، مثل لجنة التحقيق في هجمات السابع من أكتوبر وتأخر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بل تحمل خطر إشعال تصعيد فعلي مع إيران.
ويحذّر هؤلاء من أن أي سوء تواصل قد يؤدي إلى صدام واسع لا يرغب فيه أي من الطرفين حاليا.
وأفاد مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي بأن التعامل غير الدقيق مع الملف الإيراني قد يكون الشرارة الأخطر لتجدد القتال، أكثر من وجود نية حقيقية لدى إسرائيل أو إيران لبدء حرب.
وأشاروا إلى أن تقديرات التهديد لدى طهران باتت تعتمد بدرجة كبيرة على ما يُنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في ظل تراجع قدرة الاستخبارات الإيرانية على العمل داخل إسرائيل، حيث أُحبطت عشرات محاولات التجسس منذ اندلاع الحرب.
وحذّر مسؤول أمني رفيع من أن "إعطاء انطباع بأن رياح الحرب تهب مجددًا قد يدفع إيران إلى التفكير بضربة استباقية"، معتبرًا أن الصمت يكون أحيانًا أقل خطورة من الإغراق الإعلامي بتسريبات غير دقيقة، لافتا إلى أن بعض التحركات التي رصدتها استخبارات غربية داخل إيران قد تكون رد فعل على شائعات متداولة عبر قنوات إسرائيلية.
وفي ظل غياب أي آلية دولية فاعلة أو ترتيبات دبلوماسية لكبح طهران، بدأت إيران، بحسب التقديرات، بإعادة بناء قدراتها الصاروخية فور انتهاء المواجهة الأخيرة، مع استمرار تدفق التمويل والخبرات إلى حلفائها في المنطقة، من اليمن إلى لبنان.
