


عدن / 14 أكتوبر/ خاص:
قبل أن أبدأ الحكاية عن هذه الرئاسة الخامسة الجديرة بالاهتمام لما اتسمت به من مواقف شجاعة في مواجهة الأحداث الرياضية المختلفة حينها، علماً بأنني كنت فضلت أن آخذ نفساً وراحة من الكتابة والسرد ولكن علي الاعتراف ان ما شجعني على المواصلة هو طلب الاعزاء الذين تابعوا واطلعوا على مضمون ما كتبته عن الرئاسة التلالية الأولى للعميد للفترة 1975م حتى 1978م، وعن علاقتي بهذه الرئاسة وحكايتها وخاصة الرئاسة الأولى خصوصا ما وردني بالواتساب من الدكتور الصديق العزيز ابن شبوة الغالية علي سالم بن يحيى وهو الصحفي والإعلامي البارز الذي يشار اليه بالبنان، والذي عبر عن سعادته بما كتبته في مقالي الجميل بالصحيفة عن حكايتي مع الرئاسة الأولى للعميد، وقال انه ينتظر مني الجديد مع المزيد من الحكايات في الرياضة بميادينها الرحبة، وكذلك الأخ العزيز ابن نادي التلال وعدن، الذي ينتمي إلى أسرة مناضلة بعدن الأستاذ الكابتن/ خالد عبدالله زوقري، أخو أول شهيد طلابي المناضل هشام عبدالله زوقري زميل دراستي للمرحلة الابتدائية وابن الحارة في حافة القاضي.
والكابتن خالد زوقري كان مقربا من الأستاذ / إبراهيم روبله، رئيس الجمعية الرياضية العدنية لكرة القدم، الشخصية الرياضية والتربوية الكبيرة، زوج شقيقته الكبرى التي تعتبر بمقام أمه وكان يعتبر إبراهيم وبله بمثالة والده، وخالد زميل رافقني بمسيرة الرياضة بنادي التلال وفي وزارة الشباب والرياضة بصنعاء وأثناء فترة عملنا السابقة، ومازال يقدم للرياضة الكثير خاصة من خلال لعبة كرة السلة كأمين عام منتخب للاتحاد وحتى الآن، والذي باطلاعه وقراءته للحكاية عن الرئاسة الأولى للعميد التلال اثنى على المقال الرائع – حسب قوله - في الحكاية في الرئاسة الاولى والسرد التاريخي لفترة زمنية مهمة من تاريخ التلال الرياضي العريق وقد طلب مني في مضمون رسالته بالواتساب التطرق لبقية الألعاب ولو حتى بأسطر قليلة لأنه واحد من مؤسسي كرة السلة بالنادي والمنتخب الوطني الجنوبي كلاعب مع الكابتن المؤسس الاول للعبة في نادي التلال في عدن الاستاذ/ عبدالاله أمان، الله يشفيه ويعافيه، ورددت عليه بالواتساب «إن شاء الله أتمكن مستقبلاً بالرغم أنه لهذا الجانب رجاله المختصون وهم كثر، واتاحة الفرصة لهم ومن لديه المقدرة في التلال أو الاعلام الرياضي، ضمير الحركة الرياضية، لتناول ذلك بالاعتماد على الوثائق الرياضية والمرجعيات المتاحة أكان في الألعاب الفردية أو الجماعية وللجنسين (بنين – بنات)».
وحتى لا تأخذني هذه المقدمة والإسهاب بعيدا عن التركيز على ما أنا بصدده، الرئاسة التلالية الخامسة للعميد، التي ترأستها شخصية وطنية من أبناء الرياضة في عدن الباسلة هو الأخ العميد المناضل الوطني والعسكري/ مراد علي عبد القادر شطارة ابن مدينة الصمود كريتر، الذي بدأ حياته المهنية موظفاً بالبنك الشرقي ثم البنك الأهلي بعد التأميم، والذي انتدب بحكم أنه يتمتع بصفات النزاهة والقدرة المالية للعمل الحسابي ليعمل في الرقابة على النقد.. حقاً كان مراد شطارة شخصية رياضية ووطنية عدنية واجتماعية وعسكرية ومصرفية وهي صفات قلما تجدها في آخرين في هذا الزمان متميزا بنظافة اليد والجيب والإخلاص المتفاني في العمل المصرفي والرياضي والعسكري.
شغل شطارة منصب رئيس نادي التلال العريق للفترة المشار اليها سابقاً، وفي ظل رئاسته حقق النادي عدة بطولات في عدد من الألعاب أبرزها كرة القدم، كما انه كان يحب لعبة البادنتان (الريشة الطائرة) وكان يمارسها في ساحة النادي إلى جانب ممارسته للعبة كرة القدم عندما كان حارساً للمرمى في نادي العيدروس درجة أولى ثانية قبل الاستقلال وأولى بعد الاستقلال حسب التصنيف وهو النادي الذي اندمج مع نادي القطيعي في فبراير 1968م تحت اسم نادي التضامن ثم التضامن المحمدي عندما اندمج التضامن مع الاتحاد المحمدي في عام 1971م ثم التضامن المحمدي مع الاحرار اندمج في عام 1973م ثم اندمج الاحرار مع النادي الأهلي المكون من الحسيني والشباب الرياضي وتم الدمج والإشهار في 18 /7 /1975م باسم نادي التلال الجديد.
الذي دعاني الى سرد حكايتي مع الشخصية الوطنية والعسكرية الاخ/ مراد شطارة هو حبي الصادق له واعتزازي بشخصيته القيادية وما كان يتمتع به من صدق ونكران للذات ونزاهة حقيقية وحرص على المال العام بالنادي، حيث كان يشرف - شخصيا - على مراجعة إيراد النادي وصرفياته فصلياً بالأرقام بغرض اطلاع الجمعية العمومية بالنادي الأعضاء واللاعبين على التقارير المالية من خلال إبرازها بلائحة الإعلانات الجدارية للنادي موقعة منه كرئيس، والمسئول المالي حينها الفقيد / نجمي عبدالحبيب، وهو الحريص الآخر على المال العام بالنادي، وهذه تعتبر قيادات نادرة لم يعط لها حقها وخاصةً الاخ/ مراد شطارة الذي ظلموه حتى الآن، والذي غادر الحياة ورحل بصمت في 3ز/10 /2021م، وتخاذلوا في تكريمه «النادي وكل الجهات المعنية بالرياضة»، وفي هذا العام تحل الذكرى الرابعة 3 /10 /2025م ومن خلال هذه المساهمة المتواضعة من قبلي أوجه دعوة مفتوحة للإخوة في نادي التلال والاتحاد العام لكرة القدم وفرعه بعدن للعمل على تكريمه نظير ما تحمله من مسؤوليات عديدة حتى وصل الى منصب الامين العام المساعد للاتحاد العام لكرة القدم في الجمهورية اليمنية وسكرتيراً للجنة الحكام ولجنة المسابقات لكرة القدم حتى عام 2007م عندما كان بصنعاء.
كما انه كان مراقبا معتمدا من الاتحادين العربي والأسيوي لكرة القدم في البطولات والمباريات الدولية منذ 1996 /2006م، علماً بأنه ظلم في حياته - أيضا - عندما كان يعيش بيننا وحصل على قرار ترقيه عسكرية إلى رتبة لواء ركن بقرار رئاسي عام 2014م برقم 13، ولكن لم ينفذ القرار خلال حياته وتقاعد برتبة عميد عام 2004م، علماً بأنه توفي بعد معاناة مع المرض وكسر في الحوض، وكنا قد زرناه أنا والأخ / خالد محسن الخليفي وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية ورئيس الاتحاد العربي واليمني للسباحة بتوجيهات من معالي وزير الشباب والرياضة أ . نايف صالح البكري المناضل الوطني والشخصية الاجتماعية (أبو جهاد) الذي نعتز بالعمل معه والذي قدم للفقيد مساعدة مالية وفق إمكانيات الوزارة.
* مستشار وزارة الشباب والرياضة
عضو الجمعية العمومية للجنة الأولمبية اليمنية