
في زمن تفتقر فيه المؤسسات إلى القادة الحقيقيين، يسطع اسم الأستاذ الدكتور محمد صالح محسن، عميد كلية الحقوق – جامعة عدن، كأنموذج يُحتذى به في القيادة، والإخلاص، والحكمة الأكاديمية.
وحين تُذكرُ القيادة الحكيمة، ويُبحث عن القدوة في النزاهة والرصانة الأكاديمية، يقف الأستاذ الدكتور محمد صالح محسن، شامخًا في الذاكرة والميدان، رجلًا لا يشبه سواه في عطائه، ولا يُجارى في إخلاصه، ولا يُضاهى في حنكته وإيمانه برسالة الجامعة ودورها المجتمعي والحضاري.
لقد أرسى الدكتور محمد صالح محسن دعائم مرحلة جديدة من العمل المؤسسي، قائمة على الانضباط، والنهوض الأكاديمي، والتخطيط الاستراتيجي، من خلال رؤيته العميقة وإدارته المتزنة، وحضوره المتواصل بين طلابه وزملائه، وشراكته الصادقة في بناء مؤسسة أكاديمية يليق بها أن تكون منارة للعلم والعدالة في وطن أنهكته التحديات.
لقد كان — ولا يزال — في صدارة المواقف الحاسمة التي تستدعي رجاحة العقل وصلابة الموقف، ومن أبرز ما يُشهد له:
- دوره الريادي في السعي الحثيث لافتتاح معهد القضاء العالي، هذا الصرح العلمي والقضائي الواعد، الذي يعكس إيمانه بأهمية بناء الإنسان القانوني المؤهل لقيادة العدالة في الوطن.
- موقفه الوطني الصلب في التصدي لمحاولات البسط على أراضي الجامعة، حيث كان صوته عاليًا لا يساوم، ومدافعًا صادقًا عن الحرم الجامعي باعتباره أرضًا مقدسة للعلم والمعرفة، لا يُمكن التفريط بها تحت أي ظرف.
- متابعته الدؤوبة لمشروع المختبر الجنائي بكلية الحقوق، بوصفه ركيزة أساسية لتطوير التعليم القانوني العملي، وتعزيز قدرات الطلاب والباحثين في الجوانب التطبيقية للعلوم الجنائية والعدلية.
كل تلك المواقف لم تكن مجرّد مهام إدارية، بل تجلٍّ لروح المسؤولية، ورغبة صادقة في صناعة التغيير، ووفاءً عميقًا لرسالة الجامعة والمجتمع.
هنيئًا لكلية الحقوق بهذا القائد المُلهم، وهنيئًا لجامعة عدن بمن يذود عنها ويحرص على رفعتها.
إننا، إذ نُشيد بهذه القامة الوطنية والأكاديمية المضيئة، نبعث برسالة وفاء وإكبار، عرفانًا بجهوده، وتقديرًا لما يقدّمه من عمل خالص، سائلين الله له دوام الصحة، والتوفيق، والسداد في خدمة العلم والعدالة والوطن.