كيف تواجه المرأة من ذوي الإعاقة نظرة المجتمع؟!



عدن / 14 أكتوبر/ خاص:
قضاء وقدر الله جعل نسيم احمد سالم تولد معاقة الجسد لتعيش وسط مجتمع تسوده النظرة الدونية تجاه المرأة المعاقة..
سلسلة طويلة من الاحداث عاشتها نسيم كامرأة من ذوي الاعاقة تحملت الكثير من مشقة الحياة لكي تصل الى حلمها البسيط، ورغم الحواجز المجتمعية التي تقف حجر عثرة في طريقها ولكنها استطاعت ان تكمل تعليمها الجامعي في كلية الآداب تخصص خدمة اجتماعية ومن ثم حصلت على وظيفة كأي شخص من ذوي الاعاقة في احدى مدارس محافظة عدن منطقة دار سعد وهذا ما كفله قانون العمل بالحصة المخصصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
اتجهت نسيم الى تأسيس مؤسستها الخاصة التي تهتم بقضايا تنمية المجتمع واسمتها ارمن، تحمل على عاتقها الكثير من القضايا التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تسعى من خلالها الى دمج المعاقين في المجتمع لكي يجتازوا حواجز كثيرة في حياتهم مع الاصحاء، حد قولها.

- مؤسسة أرمن تسعى إلى دمج المعاق في المجتمع
- المعاق لايحتاج نظرة شفقة بل يحتاج لثقة المجتمع حتى يبدع في العمل
- قانون العمل ينص على توظيف 5% من ذوي الإعاقة
- المرأة من ذوي الإعاقة هي الأكثر تعرضاً للتنمر ونظرة الشفقة
- الإعاقة لا تعني الحرمان من الحقوق داخل المجتمع

عمل مؤسسة ارمن لتنمية المجتمع
تقول نسيم سالم رئيسة مؤسسة ارمن لتنمية المجتمع: ” مؤسسة ارمن مجالاتها تنموية خيرية تهتم بالعمل فيها على ذوي الاعاقة وكذلك الاسوياء بحيث اننا نبحث عن الدمج ونركز على الشباب والنساء بدرجة اكبر ..”
وتواصل حديثها شارحة ما تقوم به المؤسسة قائلة : ”نسعى الى التدريب والتأهيل حتى نخرج من اطار الخيري لأننا لانريد أن يكون العمل موسمياً بل نريده دائما ولقد عملنا مشروعا قسمناه الى ثلاث مراحل اول مرحلة كانت التكامل الاقتصادي لقد قمنا بالبحث عن نساء من ذوي الاعاقة اللاتي لديهن مشاريع صغيرة وخاصة النساء اللاتي من المناطق الهشة وهن المهمشات والنازحات قمنا بتدريبهن على كيفية التسويق والعمل وبعد التدريبات اعطينا لكل واحدة عدة لمجالها العملي الذي تحتاجه لفتح مشروعها الخاص وهذا هو التمكين الحقيقي للمرأة المعاقة “.
وتابعت حديثها قائلة:” المرحلة الثانية كانت عبارة عن دعم نفسي واختصاصيين وحاولنا ان نقارب بين الاعاقات السمعية والحركية والبصرية وكذلك مدراء المكاتب في المديريات بحيث نعمل عملية تثقيفية في الدعم النفسي وآليات العمل واما المرحلة الثالثة فكانت مختصة بالمناصرة لذوي الاعاقة في حصولهن على تفعيل قانون الاشخاص ذوي الاعاقة والذي ينص القانون على حصول المعاق على 5 % من حق التوظيف في الدوائر الحكومية وكانت لنا لقاءات عدة مع اصحاب الشأن في وزارة التخطيط والشؤون الاجتماعية وكذلك المحافظ الى جانب اشراك نادي رجال الاعمال وكانت مناصرة بشكل واسع وكبير وتلقينا وعودا من محافظ محافظة عدن انه سيتم ادراج الاشخاص ذوي الاعاقة في التوظيف للأعوام القادمة”
تدريبات خاصة
تقول نسيم :” هناك تدريبات خاصة قمنا بها لذوي الاعاقة لـ20 شخص على اللغة الانجليزية وعلىecd وحاليا لديهم مشروع شركة نانا هذا المشروع سيكون كمرحلة اولى، والثانية ستكون لـ500 معاق اذا نجحت التجربة “.
عنف تجاه المرأة المعاقة
وعن العنف القائم ضد المرأة المعاقة قالت: «عندما نتحدث عن العنف القائم على النوع الاجتماعي وخاصة النساء المعاقات قمنا بمسح بسيط في مؤسستنا ووجدنا اولياء الامور رافضين ان يتكلموا ان لديهم نساء معاقات بسبب العادات والتقاليد المجتمعية الظالمة للفتاة المعاقة».
وتابعت قائلة :”نحن نحاول في مؤسستنا ان نبرز النساء ذوي الاعاقة ونؤكد انها متواجدة في ارض الواقع وتعمل بشكل كبير فأبرزنا قصص نجاح كثيرة وكان لدينا قصة امرأة معاقة تمتلك بقالة وتعمل عليها وهناك قصص لنساء اندمجن في المجتمع من خلال تأسيس مبادرات حققت النجاح على أرض الواقع”.
تؤكد نسيم أن العمل مشترك مع المنظمات الدولية التي تكافح العنف ضد النساء خاصة النساء ذوي الاعاقة لان هناك صعوبة ان تتواجد في الميدان ويعتمد ذلك على الاسرة وخروجها من القوقعة الاسرية.
وتابعت حديثها :” من العوامل التي تساعد النساء ذوي الاحتياجات الخاصة هي الاسرة. كانت اسرتي مثقفة وواعية لوضعي وكانت هي الداعم الذي جعلني اخرج واندمج مع المجتمع. لابد من خروج المرأة المعاقة وأن تعمل، ونكون كواجهات مجتمعية وكذلك قادرات على العمل فدائما كنا وما زلنا نتكلم عن الجوانب النفسية والصحية والاجتماعية ونرى ان مجال العمل الصحي محبط لكثير من النساء المعاقات خاصة الصحة الانجابية وكانت هناك جلسات مع الصحة ومكاتب التربية لتسهيل الدمج لهؤلاء النساء المعاقات”.
وتوضح نسيم قائلة :” لقد ابتعدت لفترة عن العمل مع الجمعيات التي تعمل على الاعاقات لأنني رأيتها زاوية مغلقة حاولت ان اعمل بالجانب النسوي المشترك والآن انا مشتركة بأكثر من تكتل نسوي واتحادات خاصة بالنساء وكذلك ائتلافات بحيث ارفد خبراتي التي تكون لدي وقادرة على العمل عليها واكون صوتا قويا وخاصة للنساء ذوي الاعاقة”.
صعوبات
كثيرة هي الصعوبات التي تواجهها المعاقة. تتحدث نسيم سالم عن تجربتها اثناء دراستها في الجامعة قائلة :” نحن المعاقين حركيا تعتبر تحركاتنا اثناء الانتقال من باص الى باص متعبة وعندما نتأخر في حضور المحاضرة مما يجعل الدكتور يتعاطف معنا بزيادة “.
وتواصل نسيم قائلة:” لقد تعبت جدا اثناء فترة حملي من تعامل ادارة المدرسة التي اعمل فيها وعندما حان موعد ولادتي كانت الممرضات يقلن لي لماذا تحملن؟ رأيتهن غير متقبلات فكرة اننا قادرات على الحمل والولادة واننا نستطيع ان نمارس حياتنا كما يمارسها اي انسان طبيعي “.
وبرفض واضح قالت :” نحن نرفض ان يتنمر علينا احد خاصة في امور العمل وكذلك بالحياة الزوجية من حمل ووضع “.
رسالة للمجتمع
وفي ختام حديثها توجه نسيم رسالتها للمجتمع قائلة: ”نحن جزء من هذا المجتمع، ونحتاج الى الثقة ولسنا بحاجة الى النظرة الدونية والشفقة .. اذا اوجد لنا المجتمع الفرصة سوف نعمل افضل من الشرائح الاخرى”.
أما رسالتها الى النساء فقد قالت: ”يجب ان يكون لها هدف معين وراسمة له وتعمل عليه مهما طال لابد ان تكون في المقدمة، ونحن موجودون في ساحة العمل المجتمعي والمؤتمرات وهذا مؤشر كبير ان المجتمع بدأ في استيعاب ذوي الاحتياجات واصبحنا نتواجد ونتكلم بصوتنا الحقيقي ونرفع احتياجاتنا الاساسية. كما قمنا بمداخلة بسيطة في وضع الخطة الاستراتيجية لكن للأسف الجهات الحكومية وغير الحكومية عندما تتكلم بلسان المعاق فهي بعيدة كل البعد عن رفع احتياجاتنا بالشكل المطلوب، لابد من رفع احتياجاتنا من قبل ذوي الاحتياجات انفسهم ونكون من ضمن الخطة الاستراتيجية “.