مركز الأورام السرطانية يبحث عن داعم له






- تطلعات إلى إنشاء مستشفى خاص لمرضى السرطان

عدن/ 14 أكتوبر/ خاص:
يقاوم مرضى السرطان الكثير من الآلام التي تحاصرهم كل لحظة، وبين تلك الآلام تبرز الجهود التي يبذلها مركز الاورام السرطانية في مستشفى الصداقة لأجل التخفيف من معاناة هؤلاء المرضى.
جرعة علاج كيميائي
غادرت الحجة عافية دنيانا بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الثدي الذي ألم بها فجأة حيث كانت في مراحلها الأخيرة، رحيل لم يكن يتوقعه أفراد أسرتها فقد بدأت رحلة علاجها وهي تحمل الأمل بأنه سيكون لأيام أو بضعة أشهر وتعود صحتها بأحسن حال، لكن آخر جرعة لها لم يتحملها جسدها الضعيف فغادرة الحياة بصمت.. ليست الحجة عافية هي الوحيدة التي غادرت دنيانا بعد صراع مع المرض بل هناك حالات كثيرة ..
والأسوأ من ذلك معرفة المرض في مراحله المتقدمة، حيث يعجز الأطباء عن معالجته.
مرافق للمريض
في الجانب الآخر كان يجلس الأخ مختار علي سعيد، أحد مرافقي مرضى السرطان الذي قال: “أنا مرافق لصديقي ورفيق عُمري الذي أصيب بسرطان البروستاتا ويتلقى جرعاته الكيماوية كل (21 يوماً) وكونه رفيق عُمري لم أستطع أن اتخلى عنه رافقته منذ معرفته بالمرض وإلى اليوم أنا بجانبه في كل خطوات علاجه”.
وواصل حديثه متحسراً بالقول:” في اليمن لا يوجد طبيب يعطي العلاج الصحيح أثناء التشخيص، لقد كانت حالة صديقي متقدمة فقد انتشر السرطان وتم استئصال جزء منه والآن يتلقى العلاج، مؤكداً أن الحالة النفسية عند المريض تلعب دورا كبيرا في الشفاء وصديقي حالته النفسية تصل الى(٥٠٪) لكنه مسلّم لقضاء الله وقدره”.
وعن جهود المركز في تقديم الخدمات أشار مختار بالقول: “حقيقةً المركز يُشكر على الجهود التي يبذلها في علاج مرضى السرطان”، وبنبرة صوت مصحوبة بالدهشة يقول مختار: “لم أكن أتوقع أن مركز الأورام يُقدم خدمات جبارة لمرضاه الذين بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي”.. مشيراً الى أن كل طاقم عمل المركز يقوم بواجبه وأكثر وهذه خطوة ممتازة محسوبة له إننا نستطيع أن نتعالج داخل البلاد دون الحاجة إلى السفر للخارج، ومن ضمن الجهود التي يبذلها المركز هو سعيه الدؤوب لإنشاء مستشفى متكامل لمرضى السرطان، مناشداً بذلك أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء أن يقفوا مع قيادة المركز لاستكمال هذا المشروع الخير الذي سيخفف من معاناة المرضى وسيسهم في الارتقاء بالقطاع الصحي داخل العاصمة عدن” مؤكداً: أن علاجات السرطان مكلفة وباهظة.
إحصائيات
وأشارت التصريحات السابقة لوزارة الصحة، الى أن حالات الإصابة بالسرطان تصل إلى (30 ألف) إصابة سنوياً في اليمن والرقم في ازدياد وذلك حسب احصائيات المركز الوطني في العاصمة عدن الكائن في مستشفى الصداقة، حيث بلغت عدد الحالات في العام المنصرم أكثر من ألف حالة وهذا الرقم فقط في العاصمة عدن.
جهود ومساعي الخير
وأثناء لقائنا بالدكتور جمال عبدالحميد، المدير الإقليمي لمركز الأورام السرطانية في عدن قال: “كانت المساعي الأولى لإنشاء هذا المركز جبارة لأجل مساعدة هؤلاء المرضى، حيث أصبح المرض ينتشر في اليمن والعالم أجمع بشكل كبير نتيجة العادات المتبعة في استخدام المواد الاستهلاكية المسرطنة إلى جانب استخدام العلب البلاستيكية التي تضر بالإنسان والبيئة بشكل كبير في بعض الأطعمة والتي لم نكن نعرفها من قبل”.
وأوضح الدكتور جمال “أن المركز يسعى إلى إنشاء مستشفى متكامل يقوم بخدمة مرضى السرطان ولكننا بحاجة إلى الداعمين لأجل إنجاز هذا المشروع المهم حتى يتم استيعاب المرضى الذين لا نستطيع استيعابهم في الوقت الراهن خاصة وأن هناك حالات تستدعي بقاءها في المركز لمدة أطول حتى تتعافى”.

- أرقام مخيفة لانتشار مرض السرطان في اليمن

- ارتفاع عدد الحالات المرضية للسرطان لتصل في اليوم الواحد (120) حالة
- بعض المرضى لا تتحمل أجسادهم الضعيفة جرعات العلاج الكيماوي

تأسيس المركز
وعن تأسيس المركز قال الدكتور محمد مجاهد مسعود، مدير المركز الوطني لعلاج الأورام في عدن: “تأسس المركز الوطني لعلاج الأورام في العام 2013م، حيث كانت بدايتنا في مستشفى الجمهورية (كوحدة)، لكن ضيق المكان وازدياد الحالات المرضية جعلنا ننتقل إلى مستشفى الصداقة وتحديداً في الدوار الرابع بجانب وحدة السرطان الخاصة بالأطفال، فعملنا على ضم الوحدتين معاً وأخذنا الدور الرابع والخامس والآن نسعى إلى بناء مستشفى خاصة بالأورام السرطانية”.
وتابع حديثه: “لقد زاد الإقبال على المركز مع ازدياد الحالات المرضية في الآونة الأخيرة، رغم أننا في بداية فتح الوحدة كنا نستقبل خمس أو عشر حالات في اليوم الواحد، لكن مع ارتفاع الحالات أصبح المركز يستقبل في اليوم الواحد (120 حالة)”.
وأوضح د. مجاهد بالقول: “توجد لدينا عيادات متخصصة في المركز لأنواع السرطان كعيادة سرطان الثدي وعيادة سرطان الدم والأورام الصلبة وكذا عيادة سرطان الأطفال، حيث توجد حالات سرطانية متأخرة والسبب أنهم لا يكتشفون المرض منذ البداية”.
وواصل حديثه ناصحاً المرضى الذين يشعرون أن هناك كتلاً غير طبيعية أو آلاماً غير محتملة لابد من مراجعة الطبيب والكشف عنها حتى يتم معالجتها بسرعة خاصة أمراض سرطان الثدي التي يجب الكشف عنها مبكراً”.
وعن التوعية بهذا المرض قال د. محمد مجاهد: “نحن نعمل على التوعية بمرض السرطان خاصة سرطان الثدي وكذلك السرطانات الصلبة”.
المختبر
وعن عمل المختبر في المركز يقول الدكتور ناجي أحمد ناجي، رئيس قسم المختبر للفحوصات: “في هذا القسم يتم عمل فحوصات كاملة للمريض، حيث لابد من عمل هذه الإجراءات قبل خضوع المريض للجرعة وبعدها يتم متابعة حالته”.
وواصل حديثه: “ بالنسبة للمحاليل، يوجد لدينا دعم إلا أنه لا يكفي أمام الإقبال المتزايد على المركز من قبل المرضى لذا عبر صحيفتكم الموقرة نطالب الجهات المختصة بالاهتمام بالمركز من خلال توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة ليتمكن من تقديم خدماته بشكل أفضل”.
بنك الدم
قسم بنك الدم يعتبر صمام الحياة لدى جميع المرضى، وعن هذا القسم يحدثنا رئيسه الدكتور عبداللطيف محمد عاطف قائلاً: “في المركز نستقبل جميع الحالات للتبرع بالدم وهذا لا يتوقف فقط على مرضى السرطان بل لجميع الأمراض التي تصل إلينا”.
وتابع حديثه :«لدينا أجهزة متنوعة في عمليات اختبار الدم وكذلك فصل الصفائح والبلازما إلى جانب اختبار الدم ومعرفة إذا ما كانت العينة تحمل فيروسات».. مؤكداً «يصلنا في بنك الدم في اليوم الواحد من (٢٥ إلى ٣٠ متبرعا) يومياً نعمل لهم جميع الفحوصات منها فحص الـ cbc وفحص الفصيلة والمطابقة لدم المريض ومن ثم ندخل جهاز الفيروسات ليتم بعد ذلك الفصل عبر الجهاز”.
من جانبه أكد المسؤول عن تحضير جرعة الكيماوي الأخ أنيس علي: “يأتي إلينا المريض بتقاريره وفحوصاته وعلى ضوء ذلك نحضره للجلسات المقررة له..”.
وتابع حديثه :”تأتي إلينا في اليوم (٦٠ إلى ٦٥ حالة) لجلسات الكيماوي”، مشيراً «نحن هنا نعمل ضمن فريق متناوب مكون من ثلاثة أشخاص».
وعن احتياجات القسم أشار أنيس «كون القسم يعد من أخطر الاقسام على العاملين فيه، لذا فإننا بحاجة ماسة إلى الملابس الخاصة لحمايتهم من سلبية الغازات الكيماوية أثناء إعطاء الجرعة للمريض.. وأضاف قائلاً: “ما يؤسفني أنني عندما أعود إلى منزلي فإن ملابسي التي أعمل بها أثناء تحضير الجرعة ستؤثر فيما بعد علي وعلى أسرتي، لهذا نناشد الجهات المسؤولة أن تمنحنا كافة الاحتياجات التي تستخدم أثناء تحضير الجرعة للمريض..”.
تخلي الأسر
هناك حالات كثيرة تم التخلي عنها من أسرهم وهذا ما قالته لنا الدكتورة رشا باخبيرة، رئيسة قسم الأورام الصلبة في المركز حيث قالت: “هناك حالات مرضية يتم التخلي عنها من قبل ذويها بسبب الجهل بالمرض فهناك من يظن أن مرض السرطان هو مرض مُعدٍ وهذا غير صحيح فمريض السرطان يحتاج إلى الدعم النفسي أكثر من قبل أسرته، لأن هذا المرض يستنزف المريض مادياً كون تكلفة العلاجات غالية الثمن، لكن إدارة المركز متمثلة بالدكتور جمال عبدالحميد الذي ساهم منذ البداية في الكثير من الأمور لصمود وحدة السرطان التي كانت في مستشفى الجمهورية إلى الانتقال لمستشفى الصداقة وننتظر بفارغ الصبر وجود دعم لبناء أرضية مركز الأورام وجعلها مستشفى متكاملا وخاصا لمرضى السرطان”.
جهود ذاتية
وتابعت حديثها بالقول: “رغم أننا نعمل دون وجود وحدة الدعم النفسي، إلا أننا نعمل بجهود ذاتية ونطمح لوجود هذه الوحدة لأجل مرضى السرطان الذين يحتاجون الكثير من الدعم النفسي”.
وبشرحٍ مقتضب قالت د. باخبيرة:” يتكون قسم الأورام السرطانية من عدة أقسام منها قسم الأورام الصلبة ويحتوي على (٤٥ سريرا) يرقد فيه المريض الذي يتعرض لمضاعفات نتيجة الجرعة الكيماوية كما توجد لدينا أقسام أخرى مثل قسم سرطان الدم ووحدة المرأة المختصة بسرطان الثدي والمبايض، حيث يوجد لديهن مكان خاص للتوعية بهذا المرض “.