حرارة الجو وغياب الكهرباء يزيدان من معاناة الطلاب








عدن / 14 أكتوبر/ خاص :
تزداد معاناة طلاب المرحلة الثانوية وهم يؤدون الامتحانات في ظل غياب شبه كامل للكهرباء في عز حرارة الصيف، الى جانب عدم اكتمال الترم بالكامل، وهذا بسبب اضراب المعلمين، ومن المعروف أن المعلمين والمعلمات قد بدؤوا بالإضراب في الفترة السابقة بحيث يواجه الطلاب في الفترة الحالية الامتحانات النهائية في ظل صعوبة في مذاكرة الدروس بسبب انقطاع خدمة الكهرباء و اشتداد الحر مما ينتج عنه عدم التركيز الجيد في المذاكرة وعدم توفر جو مناسب. ومن هذا المنطلق كان لنا لقاء بعدد من الطلاب وأولياء الأمور.
انعدام الكهرباء
تقول فاطمة محمد وهي طالبة في المرحلة الثانوية أنها كغيرها من الطلاب تعاني من غياب الكهرباء أثناء المراجعة وضيق الوقت وإضراب المعلمين وتكثيف الدروس، كل هذا لا يخلق جوا مناسبا للدراسة لها، حسب قولها ، وكل هذا ساهم في هبوط مستواهم التعليمي وكذلك في قلة حفظ الدروس بسبب انقطاع الكهرباء المستمر والحر الشديد. وعبرت عن مأساتها قائلة :”ماذا نعمل نحن؟ حيث حاولت التغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي من خلال تبديل مواعيد المذاكرة بالسهر حتى الفجر أو الساعات الأولى من الصباح ولكن هذا الحل البديل أصبح غير مجد في ظل تزايد فترات انقطاع التيار أو غيابه الكامل فما المطلوب منا لكي نتفوق بالدراسة في هذه الظروف غير الملائمة لنا نحن الطلاب ؟
وتابعت :” في ظل الامتحانات معاناتنا تزيد وأعتقد أن النتائج لن تكون جيدة بسبب عدم تكيفنا مع هذا الوضع الصعب والمتعب، يحز في نفوسنا الانقطاع المتواصل أو الغياب الدائم للكهرباء في عدن بفترة الامتحانات “.

- تبديل مواعيد المذاكرة بالسهر حتى الساعات الأولى من الصباح

- كثافة المنهج والدروس جعلت طلاب الثانوية يقفون عاجزين

- طالبة: أتمنى أن ننجح في الامتحانات الوزارية لأننا لم ندرس شيئاً
أتمنى التفوق
وتقول عائشة إسماعيل بالقسم الأدبي: ”أتمنى أن أنجح في الامتحانات الوزارية لأننا لم ندرس شيئا والكهرباء معدومة لمدة 20 ساعة باليوم ويطالبوننا بالتفوق كيف سيكون هذا ؟ أيضا يوجد تكثيف في المواد بسبب الاضراب “.
وتابعت قائلة :”حين أفتح الكتب وأشاهد المواد و الدروس المكثفة أشعر بالخوف وعدم الارتياح فمثلا يوم الثلاثاء الذي امتحنت فيه 42 درسا كاملا ، كيف سوف اكمل مراجعتها بيوم ونصف، وهناك حاجات كثيرة لم نفهمها من الدروس حيث اقروا علينا دروسا بالامتحان لم يتم شرحها لنا ، وكانت هنا الصدمة على الأقل كانوا خففوا لنا كمية الدورس ولكنهم رفضوا رفضا تاما انقاص الدروس وهذا ظلم علينا وكل هذا يؤثر علينا في الامتحانات الوزارية . فهم اضربوا بكيفهم وحين أتى وقت الامتحانات بأسبوع عادوا إلينا ماذا سوف يقدمون لنا بهذه الفترة القصيرة؟ إن شاء الله تعدي الأزمة على خير وليست جديدة علينا و نحن مضطرون أن نتحمل من أجل مستقبلنا .
وأضافت قائلة :”وغير أن اليوم في قاعة الامتحان كانت الكهرباء مقطوعة والحرارة شديده ، أخذت معي من الشارع (كرتون) من أجل أن أمروح على نفسي من شدة الحر وانقطاع الكهرباء” .
الكهرباء حق وليست رفاهية
ويقول الطالب محمد نبيل قاسم في الصف الثالث الثانوي :”نواجه حاليا في فترة الامتحانات النهائية صعوبات في مذاكرة الدروس بسبب انقطاع خدمة الكهرباء بفترة الحر مما ينتج عدم التركيز الجيد في المذاكرة ولا يوفر لنا جوا مناسبا للمذاكرة ولا نستطيع أن نذاكر بشكل جيدا “.
واضاف : “رغم أن الدروس كثيرة مثل باقي الأعوام التي سبقت ولكن تؤثر علينا الضغوطات الناتجة عن الحر الشديد وعدم توفير الكهرباء، ونحن نحاول بكل جهدنا أن نركز في الامتحانات و رغم الأوضاع التي تحدث لنا إلا أننا نبذل كل ما بوسعنا لكي نحصل على العلامة الكاملة ولا نجعل شيئا يقف في طريقنا” .
واضاف:” فمن حقنا توفير الكهرباء التي هي أبسط حقوق الشعب وهي ليست رفاهية بل هي ضرورة في حياة الناس وكل شيء يعتمد عليها” .
سؤال للمسؤولين
تقول أم ماجد: قبل أن نتحدث لنا سؤال للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم ومكتب التربية والتعليم عدن : “هل تقبلون هذا الوضع على أبنائكم الذين أغلبيتهم يدرسون في مدارس خاصة أو خارج البلاد ؟ فأولادنا يؤدون الامتحانات في فصل الصيف في ظل غياب شبه تام للكهرباء، كيف يمكنهم المراجعة في المنزل ولا توجد كهرباء ولا يوجد ضوء لكي يذاكروا الدروس ويظلون بلا نوم ، ويذهبون صباحاً إلى الامتحان وهم بلا راحة و لا نوم كاف ولا توجد كهرباء بقاعة الامتحان، كيف سوف يستوعب أبناؤنا كل هذا وكيف سوف يكون مستوى الدرجات، وماذا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل” .
كيف يمتحن الطلاب ؟
وتساءلت امرية محمد أحمد محمد نعمان قائلة :” كيف للطلاب ان يمتحنوا من غير دراسة ؟ أين المعلمون الذين اضربوا عن التدريس؟ أين الحكومة ؟ اين الكهرباء؟ هي مجموعة أسئلة تطرح نفسها، وبعد ذلك ألزموا الطلاب ان يمتحنوا بكل هذه الظروف ، صحيح أنه يوجد مجموعة من الطلاب يدرسون في مدارس خاصة ولكن الأغلبية في المدارس الحكومية “.
و اضافت: “أنا مدرسة في مدراس الصم لم نضرب عن التعليم رغم أننا متعاقدون منذ فترة طويلة مع الصندوق الاجتماعي وراتبي 34 ألف ريال لكن لم نقف أمام مستقبل الطلاب فهم جيل المستقبل، لذلك نتمنى تغيير الوضع للأفضل” .
وأخيراً..
رغم كل الظروف التي يعاني منها طلاب الثانوية، ومنها إضراب المعلمين عن التعليم وانقطاع الكهرباء في منازلهم وفي الفصول وموجة الحر الشديدة، إلا أنهم لم يتركوا التعليم بل بذلوا كل ما يستطيعون من أجل مستقبلهم، نتمنى فقط مراعاة ظروف هؤلاء الطلاب وأن نشهد الحلول السريعة في الأيام القادمة.. وكان الله في عونهم ..