بروكسل تحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة وسط دعوات لحماية الصحفيين وتعزيز دور المرأة في الإعلام

بروكسل - خاص / محمد خالد:
في أجواء مشحونة بالتحديات والتحوّلات المتسارعة في عالم الإعلام، نظّمت منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) فعالية رسمية رفيعة المستوى بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك يوم الثلاثاء 7 مايو 2025، في مركز الفنون الجميلة (Bozar) بالعاصمة البلجيكية بروكسل، تحت شعار: “التغطية في العالم الجديد الشجاع – تأثير الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة والإعلام”.
افتُتح الحفل بكلمات من عدد من كبار المسؤولين الدوليين والبلجيكيين، من بينهم معالي السيدة أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، ومعالي السيد روب بيندرز، وزير حماية المستهلك ومكافحة الاحتيال الاجتماعي وشؤون ذوي الإعاقة وتكافؤ الفرص في الحكومة البلجيكية الفيدرالية، ومعالي السيدة سيلتيه فان أختر، وزيرة شؤون بروكسل والإعلام في الحكومة الفلمنكية، ومعالي السيدة إليزابيث ديغريس، رئيسة حكومة اتحاد والونيا – بروكسل.

سلّطت الفعالية الضوء على التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على بيئة العمل الصحفي، بما في ذلك قضايا التضليل والتزييف العميق وأدوات المراقبة، وشارك في الجلسات عدد من الصحفيين والصحفيات من مناطق النزاع، ممن نقلوا تجارب ميدانية حيّة تعكس واقعاً إعلامياً محفوفاً بالمخاطر. كما خُصصت الجلسات لمناقشة التحديات التي تواجهها الصحفيات بشكل خاص، بما يشمل العنف الرقمي، التحرش، الرقابة، والاستهداف الجندري، حيث أكدت المتحدثات الحاجة الملحة إلى وضع آليات حماية تأخذ في الاعتبار خصوصية وضع المرأة في القطاع الإعلامي.

ورغم أهمية الفعالية وأبعادها الدولية، لوحظ غياب أي تمثيل إعلامي يمني، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي، ما يعكس ضعف الحضور اليمني في المحافل الدولية ذات الصلة بحرية الصحافة. كما لم يتم تقديم بيانات حديثة عن واقع الصحافة في اليمن، الأمر الذي يكشف عن ثغرة واضحة في التوثيق والاهتمام العالمي بالملف الإعلامي اليمني، خاصة في ظل تزايد الانتهاكات بحق الصحفيين والصحفيات في البلاد.

في ختام الفعالية، جددت المديرة العامة لليونسكو تأكيد المنظمة التزامها بدعم الصحفيين المضطهدين، مشيرة إلى أنها تتدخل في حوالي 220 حالة سنويًا وتوثق نحو 50 حالة تهديد أو اعتداء على الصحفيين سنوياً. كما خرجت الفعالية بعدد من التوصيات، من أبرزها تعزيز التشريعات الوطنية التي تضمن سلامة الصحفيين، لا سيما الصحفيات، ودعوة الحكومات إلى التعاون مع المؤسسات الإعلامية لضمان بيئة آمنة ومستقلة، بالإضافة إلى تسريع الجهود الدولية لدمج قضايا الذكاء الاصطناعي وحرية الصحافة ضمن السياسات العامة.