واشنطن/ متابعات:حذرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في عددها الأخير من المخاطر التي تحيط بتسليح المعارضة السورية، وأشارت إلى أن تسليح المعارضة يضاهي في خطورته إرسال قوات برية إلى سوريا، وذكرت خمسة أسباب يجب أن تدفع الولايات المتحدة للإحجام عن تسليح المعارضة السورية.وأشارت “المجلة” إلى أن تسليح المعارضة السورية يمكن أن ينتهي بسقوط السلاح بين أيادى الإرهابيين، نظرا لأن المعارضة السورية منقسمة إلى مجموعات متباينة لكل منها أجندته الخاصة، ووفقا لتقرير حديث لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن مقاتلي الجيش السوري الحر، وهو أكبر وأقوى جماعات المعارضة المسلحة، ينشقون وينضمون إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.وأضافت أن هذه الأسلحة ربما لا تستخدم ضد نظام الأسد، فربما تنتقل من أيدي المعارضة عبر بيعها مثلاً، كما يمكن أن تستخدم في أغراض أخرى بخلاف الغرض الرئيسي، وإن هذه الأسلحة يمكن استخدامها في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان رغم أن الهدف الأصلي من منح الولايات المتحدة السلاح للمعارضة هو حماية المدنيين السوريين خاصة وأنه لا توجد معلومات دقيقة حول قيادات المعارضة في ظل انقسامها وعدم وجود قيادة واضحة لها، ومن ثم، يمكن أن يقع السلاح في أيدي قوات ترتكب أعمالاً مشينة مثل القتل والاغتصاب والتعذيب.وأشارت “المجلة” إلى أن منح المعارضة الأسلحة الخفيفة، وفقا للمجلة لن يغير من الموقف المحتدم في سوريا بل أنه سيطيل أمد الأزمة ويزيدها اشتعالا، خاصة وأن الأسلحة الخفيفة متوافرة بالفعل في سوريا، وبناء عليه فإن السبب الأخير لعدم منح سوريا الأسلحة هو أن تغيير المعادلة في سوريا يقتضى تسليح المعارضة بأسلحة ثقيلة، وهو ما ينطوي على العديد من الإشكالات أولها أن تقع هذه الأسلحة الثقيلة بين أيدى الإرهابيين أو تستخدم في أغراض أخرى وثانيا أن هذه الأسلحة لن تكون فعالة بدون تدريب القوات على استخدامها وهو ما لا يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة بدون إرسال جنود إلى هناك.وأخيرا، قالت المجلة إن هذه الأسباب يجب أن تدفع الولايات المتحدة إلى توخي الحذر قبل منح المعارضة الأسلحة، ودعت الولايات المتحدة إلى الإحجام عن تقديم يد المساعدة إذا ثبت أن هذه المساعدة يمكن أن تجعل الأوضاع تزداد سوءا.