كتبت/ دنيا هانيمدخل من دهاليز الروح وشفافية الكلمة وجمال المعنى ومن سيمفونية الإلهام والانحياز للإنسان خرج لنا رمزي الخالدي بكتاباته ليشكل لنا خلقاً جديداً للشعر الجميل والبسيط في مرحلة مهمة تنير الطريق أمام الشعر وكاتبه..يمتلك قلماً خاضعاً لرغباته يتحكم به كتحكمه بمزاجه الذي يسيطر عليه، فهو يكتب كل ما يجول في خاطره من آهات وتنهيدات نصفها أحزان والبقية حنين وأحلام، هو رجل ذو أخلاق عالية.. وفي إلى أبعد حد وصادق مع رفقائه.. وإذا تأملنا شخصه فسوف نجده فناناً محباً لفنه ذا انتماء لبيئته، ومن خلال اطلاعنا على كتاباته وأعماله في مشوار حياته فسوف نجده صعد سلم النجاح من أوله بداية بالواقعية التي كان يعيشها ختاماً بالنهاية التي كان يتوقعها ويتعايش معها. فهو فيلسوف عميق ودائماً ما يتحدى الموت في شعره ولا يهابه بل في بعض الأحيان يعتبره صديقاً له سوف يراه قريباً..هو-كما يحب أن يعرف نفسه- عالم آخر من التضاد، يعيش بالشعر والهيدراء، حيث أن الشعر ليس رائقاً للكثير وخاصة في الوسط المتأخر، لذلك حين تكتمل هذه الفوضى العابرة ستجد أنها تحكي عن الشعر، وعن مرحلة ترجلت لتصبح شاقة، أو لتصبح من البدون إلى البدون.. والشعر في نظره هو التحول من عالم إلى آخر وسيظل ملاحقاً للشاعر حتى في حال وفاته، هكذا وصف الشعر قبل وفاته (رحمه الله).. فقد ظل سنوات طوالاً في صراعه مع مرض (الأنيميا) ذلك المرض الخبيث والوحش الذي عندما يدخل إلى الجسد فإنه ينهش كل جزء فيه ومع هذا لم يردعه المرض عن إكمال مشوار حياته الشعري والتحدي والصراع بين البقاء والفناء إلى أن حانت ساعته في شهر يونيو الماضي وبهذا رحل رمزي الخالدي ذلك الشاب الخلوق والمهذب والمحبوب من قبل الجميع.. رحل وترك خلفه كلماته وأشعاره ورواياته الأخيرة التي أغلبها لم تكتمل بعد ليحتفظ بما تبقى منه أهله وأصدقاؤه ومحبوه.. فرمزي الخالدي حكاية وفاء باقية في قلوب محبيه..[c1] سيرته الذاتية[/c]هو رمزي حسن عبدالقادر الخالدي ولد سنة 1983م وتحصل على دبلوم علوم حاسوب وعمل بالتعاقد في مكتب ضرائب كبار المكلفين بتعز.. له ديوانان لم يطبعا بعد وهما: - أطياف الهيدراء، فقاعات منسية تحت شجرة الغريب.وهناك ثلاث روايات لم ينجزها بعد وهي: - المزلاج - الزجاجة - الكيميائيون الثلاثة .ورواية أنجزها مجهولة الاسم.. و له عدد من الدراسات النقدية المنشورة في الصحف والمواقع الثقافية الإلكترونية، وكثير من الكتابات الفكرية والسياسية.وله أيضاً تجربة في الكتابة النقدية ونشرت له كثير من القراءات النقدية لبعض الأعمال الشعرية أبرزها قصيدة (الذئب) للشاعر الكبير محمد حسين هيثم.[c1]بعض مما كتبه الخالدي:[/c]- لا تكتب شيئاً.. دون عنوانلا تكتب شيئاً دون قافيةلاشك أنهم - وبدون إذن - يقرفونكويكنسون أفواههم فيك!ويرضخون للكاذبين - كعاداتهم - كالبشرمع الكلاب يتساومونومع الذئاب يعدون.. لذبح العافية!****- ما عاد للوقار هيبته لم تعد البغتة التي رسمتها في الصورة.نبتتان واجهتيإقليم للهذيان فيها وتاريخ أطول من التاريخ ذاتهانطوائي هذا التاريخ إلى حد الرونق والأصيلمصفر كعادتي مصفر كالنبتة الأولىوسأدفن عُراة.****- أتعافى من شيخوخة القلقثم اقرأ.. تعاويذ صلاتيلأصلي تراتيلاً في الغضبتراتيلاً في الصمتصلاة (للفوليك) و(الهيدراء)..****- حين أموت، من المؤكد إني سأشتاقكم، ومن اللامؤكد أن دموعكم البسيطة ستحتفل بقبعات مدهونه ونة.. سأعاتب الله قليلاً لاستعجاله دفني، في هذه الحالة لن أتحايل عليّ ، كالعادة ، اركل الكذب واسمع له بإبتسمولوجيا مقارنة.. لا بأس حين ارتحل مع حي بن يقظان، وحين أنتهي من الصلاة عليّ ،سأحاول أن اخرج الابتسامة من منديل سبق أن أعددته لهذا اليوم..****- ابحث عن شغب.. لأراك خيالي..أراك حلماً يقترب من طيفي أراك كياني..اشدو فيك.. اروي ظمأي من نورك.. أبعثر نسيم كبريائك..انظر فيك لاريك كبريائي.. إني أراك بين أحزاني.. وبيني وبين غبائيحاجز للنار.. اهرب منه لأراك.. واهرب لأراك من بين الجدرانِ..[c1]مخرج[/c]لحظات تبقى بذاكرة السنين من وحي خيال روحيظل فيها القلم عاجزاً عن فك طلاسم المرادفات أمامه ..ويبقى معلقاً على جدران أرواح كل من يذكره ويبقى حكاية من الوفاء لا يسعنا سوى الاشتياق والدعاء له..
|
ثقافة
رمزي الخالدي.. حكاية وفاء باقية في قلوب محبيه
أخبار متعلقة