محمد عبدالجليل :نزعة السيطرة والهيمنة المطلقة على شؤون عالمنا من قبل الرأسمال العالمي بزعامة أمريكا ومن لف لفها , أخلت بالتوازن الدولي الذي عاشته شعوب الارض في مرحلة “الحرب البارة” كما كانوا يسمونها حينذاك فالنظام الاشتراكي العالمي حينها كاد يكتسح العالم باعتباره بديلاً تاريخياً للأنظمة الاقطاعية والرأسمالية التي سادت لآلاف السنين والتي من جرائها سادت العبودية والاستغلال والاحتكار والظلم والقهر والغزو والاحتلال للبلدان الصغيرة والضعيفة.وعلى مدى العقدين الماضيين رأينا جميعاً ولمسنا مدى فداحة الخراب والدمار الذي شهدته العديد من مناطق العالم بل عمت الفوضى والانفلات العالم أجمع بسبب غرور القوة الأمريكية الغاشمة سواء في فلسطين أو في البلقان أو في أفغانستان أو في العراق ولبنان والصومال والسودان .. والقائمة تطول وذلك تحت دوافع ومبررات متناقضة تظهر غير ما تبطن , وبأنها تنشر الحرية والديمقراطية في العالم بينما هي تمارس النهب والابتزاز لثروات الآخرين.وما إخراج مسلسل الحرب على الارهاب إلاّ مدخل لنزعات الزعامة الموهومة على العالم والتي اثبتت الاحداث فشلها وعجزها عن قيادة العالم بأسلوب القوة الغاشمة وممارسة الوصاية والاملاء وتنصيب قيادات موالية للاستعمار القديم الذي دفنه التاريخ الى الأبد إن زعامة العالم هي القدوة والمثال والنموذج القابل للتعميم دون فرض أو تعسف أو إضطهاد لهذا تزداد اليوم الاصوات التي تدعو الى استعادة العالم لتوزانه الطبيعي لتحقيق التنمية المستدامة في كل انحاء العالم وحق كل البلدان في اختيار طريق تطورها بصورة حرة ومستقلة .وما أحوجنا اليوم إلى عالم متعدد الاقطاب يعيد لعالمنا التوازن المفقود في عمليات تطوره الطبيعي والقانوني بشكل موضوعي بعيداً عن تعسف التاريخ وبعيداً عن الديماغوجية والثرثرة الفارغة التي لا تحمل أي معنى أو مغزى بالنسبة للناس كل الناس لنقيم عالماً عادلاً يعيش فيه الجميع بسلام وأمان وبصورة مستقرة .
فقدان التوازن
أخبار متعلقة