مازلت اتذكركلمات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي ألقاها في خطابه بمناسبة عيد الأضحى المبارك في 29 ديسمبر 2006م وهو يؤكد من خلاله وبالحرف الواحد "على الحكومة ان تواصل الجهود في مجالات التنمية والنهوض الشامل وفي إطار الترجمة العملية لما حددته البرامج الانتخابية التي بموجبها نلنا ثقة الشعب في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدها الوطن في الـ 20 من سبتمبر الماضي .. مع إعطاء الأولوية لإقامة المشاريع الإستراتيجية العملاقة في الوطن سواء في المجال الصناعي والطاقة والطرقات والسدود والحواجز المائية أو في مجالات النفط والغاز والمعادن كمشروع ميناء بلحاف الاستراتيجي لتصدير الغاز الذي يستوعب حاليا حوالي ثلاثة آلاف عامل والذين سيصل عددهم في عام 2007م إلى حوالي عشرة آلاف عامل أو في مجال الموانئ والسكك الحديد وغيرها والتي تعزز جهود تحقيق النهضة الشاملة وتحد من البطالة وتوفير فرص العمل وكذا الاهتمام بتشجيع الاستثمارات الوطنية والعربية والدولية وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها وجذبها إلى تلك المجالات، مؤكدين أن ملف الاستثمارات سوف يحظى بالاهتمام والإشراف والمتابعة الشخصية من قبلنا مع الجهات المعنية من اجل الدفع به وتهيئة المناخات المناسبة أمام المستثمرين الجادين لضمان تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية بنجاح بعيدا عن البيروقراطية".كلمات فخامة الرئيس واضحة المعالم لاتحتاج إلا إلى التنفيذ فهي بمثابة توجيهات لكل المعنيين كل في مجال اختصاصه. فقوله إعطاء التسهيلات للمستثمرين الجادين تأكيد على أن هناك فعلا مستثمرين غير جادين.فالدولة ما زالت تقدم كل التسهيلات وتهيئ المناخات الملائمة للعديد من المستثمرين ومنحتهم الأراضي لكي يعمروها وتكون رافدا حقيقيا للاقتصاد الوطني ولبناء التنمية في البلد .. وامتصاص البطالة فيها .. من خلال استيعاب الأعداد الكبيرة من الأيدي العاملة في مشاريع حقيقية على ارض الواقع في ظل هذه الأجواء المناخية المناسبة التي تعمل جاهدة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على توفيرها لكل المستثمرين.لكن يبدو أن "الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن" فهناك مازال بعض المستثمرين يقومون بحجز الأراضي من خلال تسويرها فقط دون ان يحركوا ساكنا فيها وكأن المسألة ليست إقامة مشاريع على هذه الأراضي .. وهناك للعلم مساحات واسعة من الأراضي محجوزة وأخرى قد تم بيعها والمضاربة بها.إنني ما زلت أتذكر أيضا عندما وجه فخامة الرئيس (حفظه الله) إلى المعنيين في الأراضي والاستثمار بإعطاء مهلة محددة للمستثمر في عملية بناء مشروعه ما لم يتم سحب الأرض التي منحت له.الغريب في الأمر أنه إلى هذه اللحظة لم يتم سحب الأراضي من المستثمرين غير الجادين الذين قاموا بحجز هذه الأراضي ولم يعمروها بالمشاريع المتفق عليها بل وصل الحد إلى التمادي في بيع هذه الأراضي والمضاربة بها.إذن ماهذا الذي يجري أنه ضرب وأضح للاقتصاد وللتنمية في الوطن وتآمر واضح لبعض النفوس الضعيفة التي ما فتئت إلا وترمي نفسها بين أحضان المتلاعبين والمتاجرين والمضاربين بالأراضي من اجل الثراء الفاحش والسريع.. متناسين أن بفعلتهم هذه يحرمون الوطن من الاستثمار الحقيقي وتطوره ونهضته وحرمان العديد من فرص العمل التي لو بنيت هذه المشاريع لتم تشغيل الكثير من الأيدي العاطلة من الشباب.إنني أذكر فخامة الرئيس باهتمامه وإشرافه في المتابعة الشخصية لملف الاستثمارات بإعطاء جل وقته وعنايته ودعمه لهذا الملف في فضح كل من مد يده الفاسدة على هذه الأرض الطاهرة ومحاسبته ليكون عبرة لمن تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب الطيب.
الأراضي للاستثمار وليس للحجز والمضاربة
أخبار متعلقة