في ندوة الوسطية في الإسلام .. رفض لنعرات التعصب والغلو والتطرف
صنعاء /سبأ : قال وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي إن سياسة الجمهورية اليمنية الإعلامية والإرشادية تؤكد على نهج الوسطية في الإسلام والالتزام بهذا النهج عقيدة وشريعة وطريقا لتطبيق وممارسة مكارم الأخلاق ورفض التعصب والغلو.وأضاف وزير الأعلام في الندوة التي نظمتها وزارتا الإعلام والأوقاف والإرشاد بالتعاون مع قناة الإيمان وصحيفة 26 سبتمبر مساء أمس بصنعاء بعنوان « الوسطية في الإسلام .. رفض نعرات التعصب والغلو والتطرف» إن السياسة الإعلامية في اليمن تؤكد على المنطلق الأساسي والجوهري في العمل الإعلامي وهو الالتزام بالعقيدة والشريعة الإسلامية هادياً ومرشداً لكل وسائل الإعلام.وأوضح أن سياسة اليمن الإعلامية تتضمن مبادئ إستراتيجية وعامة قامت على أساس تفصيلات معنى الوسطية وتفصيل وتوضيح حقيقة الدين الإسلامي فيما يتعلق بالعقيدة والقيم التي جاء من أجلها ولكي تكون حاكمة لحياة البشر لتحقيق الخلافة لله على الأرض والرؤية العادلة لمفهوم الإسلام للحياة الآمنة المستقرة التي هي طريق حياة مزدهرة في الآخرة.وأشار اللوزي إلى أن هناك تفصيلات عديدة انطلقت منها هذه السياسة الإعلامية أساسها الالتزام بمعنى وفضيلة الحرية كفطرة فطر الله سبحانه عليها الإنسان، وقيم الإخاء والمساواة والعدالة.وقال :» لقد تجسدت في حياة المسلمين في مجتمع المدينة النموذج الأول الذي يجب أن نستلهم منه كل ما يعيننا على أن نبني حياتنا وفق نهج الإسلام ونسير في طريقه».وشدد على أن هذه السياسة الإعلامية انطلقت لتؤكد التزام الإعلاميين في كافة الوسائل بواجبات محددة ومنها تبيان حقيقة الدين الإسلامي الحنيف والوسطية والاعتدال والتسامح، وأنه دين المحبة والإخاء والمساواة.ولفت وزير الإعلام إلى أن السياسة الإعلامية لليمن التزمت بإظهار وشرح معاني ودلالات القيم والتعاليم الإسلامية وفي مقدمتها قيم الإخاء والمساواة والتعاون والبر والتقوى وشرح المدلولات المتصلة بالإخاء الوطني والقومي والإسلامي والإنساني.مشيراً إلى أن العديد من الآيات القرآنية تؤكد معنى وسطية الإسلام، كونه دين الرحمة والبر والتسامح.وقال « من هذا المنطلق جاء توجيه فخامة رئيس الجمهورية بإنشاء قناة دينية تهتم بتوضيح وسطية الإسلام وتحقيق الأهداف المتوخاة في هذا الطريق «.وتحدث الوزير عن الأهداف التي تضمنها قرار إنشاء هذه القناة والمتمثلة في بث القرآن الكريم بهدف تعميق الصلة الروحية بالذكر العظيم وتقديم الدروس المتصلة بالتجويد وعلوم القرآن وتفسيره، والتوعية الصحيحة بالدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة، وأركان الإسلام والإيمان وفق الرؤية التي يقدمها الرأي الراجح في الإسلام بعيداً عن التعصب والتزمت والغلو وفق مناهج العلوم الشرعية والفقهية. وبين أن هذه القناة ستقوم ببث البرامج والأعمال الإبداعية الهادفة للتعريف بالحضارة العربية والإسلامية والالتزام بالقيم الإسلامية السامية وخدمة القضايا الإسلامية العامة، من خلال التعريف بالتراث والمعالم الاسلامية، وعناصر القوة في الاسلام والالتزام بالصفات الحميدة ومكارم الاخلاق.
واشار وزير الاعلام الى ان من أهم الاهداف التي بني عليها قرار انشاء هذه القناة هو إظهار موقف الدين الحنيف من كافة الأدواء والأمراض الاجتماعية والنعرات التعصبية وتصدية لجرائم الارهاب والتقطع والثأر والفساد في الأرض، والعمل على محاربة أفكار الغلو والتطرف والنعرات الطائفية والمذهبية والسلالية والعمل على ترسيخ قيم الولاء لله والوطن والثورة والوحدة والجمهورية وقيم الاخاء والمساواة والتسامح والتكافل.فضلاً عن انتاج البرامج والندوات والاحاديث التلفزيونية التي تبين بجلاء المنهج القويم الذي سار عليه النبي صلى الله وسلم عليه من حيث الالتزام بمكارم الاخلاق وإنتهاج الوسطية والاعتدال وإبراز فضائل الرسول الخاتم وشرح أحكام الدين من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وتبيان حقيقة الأمر بالشورى في الاسلام كأساس للحكم في المجتمعات الاسلامية الأولى وضرورتها لإستقامة الحياة، والتصدي للمفاهيم الضالة والمغلوطة والوافدة على المجتمعات الاسلامية دون انقطاع عن حياة العصر ومستجداته العلمية، وشرح العلوم الشرعية والفقهية من خلال المختصين من العلماء بهدف خلق روح الاجتهاد.وتمنى وزير الاعلام في ختام كلمته أن تحقق هذه الأهداف من خلال العمل الدؤوب في القناة الفتية الناشئة ومن خلال المشاركين الفاعلين، وكل علماء اليمن والأمة العربية والإسلامية .. معتبراً أن هذه الندوة خطوة ولبنة اساسية تؤسس لإسلوب ووسيلة من وسائل التعريف بديننا الإسلامي الحنيف وبوسطيته. وبدأت بعد ذلك فعاليات الندوة التي أدارها مدير قناة الإيمان الدكتورعبد الواحد الآنسي، الذي اشار في مستهل تقديمه للندوة إلى ما تطمح اليه في التصدي لظاهرة الغلوا والتطرف والتعصب المشين للإسلام، من خلال اطروحات نخبة العلماء والمفكرين من علماء الأزهر ومشايخ وعلماء اليمن المشاركين في الندوة . بعد ذلك تحدث عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية الدراسات الإنسانية بالأزهر الدكتور نبيل السمالوطي عن مفهوم التعصب،والوسطية، وموقف الإسلام منهما، وكيف حرص الدين الإسلامي على حفظ الحقوق الإنسانية، والسلام وحقوق المواطنة، وسن التشريعات الخاصة بحماية الدين والعرض والمال والعقل ووجوده إينما وجدت المصلحة العامة للإنسان. وتطرق السمالوطي إلى المسببات والمهيئات لهذه الظاهرة، ومعالجة القرآن الكريم لها المتمثلة بالنهي الرباني عن سب آلهة غير المؤمنين، تجنبا لقيامهم بالمثل وسبهم لله تعالى، والسماح ببناء الكنائس لغير المسلمين،وحق العمل والعيش، انطلاقاً من تكريم القرآن لبني آدم . فيما تطرقت كلمة رئيس الجمعيات الشرعية بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامي الدكتور العلامة محمد المختار المهدي إلى الأسباب التي جعلت الأمة الإسلامية أمة وسطا، لا تغلو وتتعصب.. لافتاً إلى مخاطر الجهل بالدين الإسلامي، وضرورة التفقه فيه ، واهمية أن تكون أجيال المسلمين علماء يفهمون ويفقهون حقيقة الإسلام وعدالته، كونه الحصن الحصين للامة الإسلامية.
فيما طرقت كلمة وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حسن الشيخ، أسباب الغلو والتطرف المتمثلة في القراءة الفردية، والإجتهاد الفردي، والذي ينتج عنه الحكم الفردي الذي يسيئ لفهم الدين الحنيف، وينقل صورة خاطئة عن عدالته.. لافتاً إلى أهمية الحوار المباشر مع الشباب والتعرف على افكارهم وقرأتها، وتصحيح بعض الإفكار الخاطئة إن وجدت. ونبه إلى دور العلماء في المشاركة بالتوعية والنصيحة، والنزول إلى مستوى الشباب، لتصحيح معلوماتهم وتبصيرهم،بعدالة الإسلام ومفاهيمه الحقيقية، وعدم الإقتصار في الدعوة على المنابر .. إلى جانب مراقبة المراكز التربوية, وإعادة النظر في المناهج ومدى فاعليتها في التنوير والتبصير بمفاهيم الدين القويم، والعناية الرسمية والمستمرة بالشباب. فيما اشارت مشاركات ومداخلات كل من عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور القصبي زلط، ومستشار وزير الأقاف والإرشاد لشئون القرآن الكريم الدكتور عبد السلام المجيدي ، وفتحي الملا ، وأحمد العوامي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بصنعاء اشارت في مجملها إلى وجوب حماية غير المسلمين في الديار الإسلامية بمجرد تأشيرة دخولهم لهذه البلاد.وبينت كيفية تعامل الرسول الكريم مع المعاهدين، من غير المسلمين، وآداب وأخلاق الدين الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين في السلم والحرب، وحرصه على الشيوخ والأطفال والنساء وغير ذوي القرار حتى الرهبان في الصوامع، كما تطرقت الى أدب الإختلاف، ورحمته بالناس وعلاقه اصحاب المذاهب مع بعضهم، وآداب الحوار في المسائل الفرعية من الدين ،واساليب التخاطب وغيرها من الآداب الإسلامية الحميدة. وأشارت إلى أهمية الدور التربوي في تنشئة الأجيال التنشئة السليمة، ودور البيئة المحيطة بهم، ودور وسائل الإعلام في التوجيه والإرشاد، وترسيخ مفاهيم الدين الحنيف وعدالته.