ثورة الشعب اليمني أنطلقت في مطلع ستينات القرن الماضي ، وسبقتها جملة من الارهاصات والمقدمات التاريخية الضرورية ، والثورة بمعنى التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي المستمر هو ديدن عمل كل شعوب العالم ، فالثورات هي سلسلة متصلة من التحولات والتبدلات في الرؤى والأفكار، وفي مناهج وطرق العمل وإحداث التطور والتقدم المنشود والانتقال من مرحلة إلى أخرى بشكل متدرج في الوصول إلى حياة أفضل لكل المواطنين، وفي تحقيق الأهداف الاسترتيجية لهذه الثورة .وعلى مدى العقود الأربعة الماضية أنجز الشعب اليمني مهمة القضاء على الحكم الفردي والكهنوتي المتخلف ، وكذا طرد المحتلين البريطانيين من جنوب البلاد ، وإعلان الدولة اليمنية الواحدة ، وثم استخراج الثروات الطبيعية من جوف الأرض اليمنية ، وبدءاً لتأسيس النظام الوطني الديمقراطي، وتحقيق التبادل السلمي للسلطة ، الذي مازال قيد التجربة والممارسة عبر الانتخابات ، ولكن ليس كل ما تحقق حتى الآن هو كل ما أتت الثورة من أجله ، فالمهام التاريخية تتجدد وتفرض نفسها على الجميع اليوم وغداً .فالتغيير المستمر لنمط الحياة الاجتماعية ولأسلوب إدارة الشأن العام ، بفرض متطلبات جديدة من مرحلة لأخرى ، ولابد أن تشمل عمليات التغيير كل جوانب ومجالات الحياة الاجتماعية العامة والفردية للمواطنين، وجعل حقوق الانسان الأولية موضع تجسيد فعلي في نظام العلاقات بين الناس ، وجعل الحياة السياسية خالية من الخصومة والعدائية وإحلال روح التنافس السياسي الشريف والمسؤول محل العنف والدمار والخراب .لقد قطعنا شوطاً على هذا الطريق ، ولابد من مواصلة هذا النهج بصبر وأناة ، وأن لا نضيق بالديمقراطية ، فهي خيارنا التاريخي الذي لا رجعة عنه ، والديمقراطية بهذا المعنى هي رديفة الثورة الشعبية ، والاندماج الوطني القوي والمتماسك ، ولن يقبل الشعب الارتداد عنها قيد أنمله ، فالعصر عصر الشعوب عصر التقدم الحضاري والثقافي ، والعدل والمساواة وإمكانيات اليمن تسمح بأن نعيش حياة الرفاهية والازدهار وبلوغ درجة أعلى من الرقي الانساني .فهنيئاً لشعبنا اليمني أمجاده التاريخية العظيمة بيوم ثورته المتجددة ، ولتحقق كل آماله وطموحاته وأهدافه ، ليبقى اليمن حراً وسعيداً وموحداً، متحرراً من الجهل والمرض والفقر ، وطناً حراً ومستقلاً وذات سيادة على أراضيه وثروته ، ويضع مستقبله في يده وعقله .
الثورة اليوم
أخبار متعلقة