وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع الرئيس الصيني هو جينتاو في بكين يوم 25 مايو 2010 .
بكين/14 أكتوبر /رويترز:يثير رد فعل الصين الغاضب على مواجهة قادتها الولايات المتحدة بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه شبح نشوب خلاف جديد بين بكين وواشنطن فيما بدأت الجروح من بداية عنيفة للعام الجاري تلتئم لتوها.وغضبت الصين حين شعرت بنصب كمين لها في اكبر منتدى أمني بآسيا حيث دارت مناقشة حول مطالب حساسة خاصة بالسيادة على أراض في بحر الصين الجنوبي وهي منطقة غنية بالطاقة ومحورية في مجال الشحن.ونجحت بكين في ابقاء قضية بحر الصين الجنوبي بعيدا عن جدول أعمال منتدى رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) لمدة 15 عاما. لكن في الاسبوع الماضي خلال اجتماع في العاصمة الفيتنامية هانوي أثار 12 من 27 عضوا قضايا بحرية بينهم من ليست له مصلحة مباشرة في النزاعات على الاراضي.وغلبت النغمة الغاضبة على ملخص للاجتماع نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت ليل الاحد متخليا عن اللغة الدبلوماسية التي تكون عادة مبهمة ليتهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالاعتداء المقنع على المصالح الصينية.وقال البيان “كما كان متوقعا اختار الجانب الامريكي تجاهل نصيحة الصين وضخم من شأن القضية خلال الاجتماع”.وأضاف “التصريحات التي كانت في ظاهرها غير منحازة (التي أدلت بها كلينتون) كانت هجوما فعليا على الصين وكانت تهدف الى اعطاء المجتمع الدولي انطباعا خاطئا بأن الوضع في بحر الصين الجنوبي مثار قلق بالغ”وأعيد نشر البيان في اليوم التالي بالانجليزية لضمان أن يقرأ اكبر عدد من القراء هذا الهجوم المركز وتبعته افتتاحيات اتسمت بالغضب في وسائل الاعلام الحكومية الصينية. ويقول خبراء ان هذا الغضب ليس لاغراض استعراضية فحسب بل انه يهدد العلاقات المتوترة بالفعل.وقال شي يين هونغ استاذ الامن الدولي بجامعة رينمين “الصين غاضبة. هذا هو أول تدخل امريكي علني بشأن بحر الصين الجنوبي الذي تعتبره وزارة الخارجية قضية بين الصين ودول جنوب شرق اسيا.“أعتقد أن هذه مسألة خطيرة لانها توسع بشدة مساحة الخلافات بين الصين والولايات المتحدة”.وكانت العلاقات بين بكين وواشنطن قد بدأت تتحسن بعد بداية سيئة للعام الجاري شهدت خلافات بشأن العديد من الامور من التبت وتايوان التي تتمتع بحكم ذاتي الى التجارة وقيمة العملة الصينية.لكن العلاقات العسكرية على وجه الخصوص تتعافى ببطء شديد ويأتي الخلاف الاخير في أعقاب مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في البحار القريبة من الصين كانت موجهة لكوريا الشمالية لكن بكين انتقدتها اكثر من مرة ايضا.ونقلت صحيفة جلوبال تايمز الحكومية عن هان شو دونغ الاستاذ بجامعة الدفاع الوطني قوله “يجب أن تفهم ادارة (الرئيس الامريكي باراك) أوباما بوضوح.. هل هي مستعدة لفتح حقبة كاملة من الخلاف مع الصين.. اذا لم تكن مستعدة فمن المؤكد أنها تعطي الانطباع بأنها مستعدة”.وأنهت كلمة كلينتون منهج واشنطن القديم حين كانت تكف يدها عن قضية بحر الصين الجنوبي على الرغم من ظهور ارهاصات لذلك في خطب ألقاها مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أمريكيون عبروا منذ فترة طويلة عن خشيتهم من تقويض المصالح الاستراتيجية الامريكية بالمنطقة.وهناك خلافات مستمرة منذ فترة طويلة بين الصين وبروناي وماليزيا وتايوان والفلبين وفيتنام بشأن الحدود في بحر الصين الجنوبي وهي منطقة رئيسية للشحن ويحتمل أن تكون غنية بالنفط والغاز.