صباح الخير
تعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال من ابرز المشكلات العالمية التي لا يكاد يخلو منها مجتمع...سواء وصف بالتقدم أو الرجعية..وعلى الرغم من أن الأطفال يشكلون ما يزيد عن نصف سكان الوطن العربي ، ورغم أنهم أيضا أعظم ثروات الأمة في حاضرها ومستقبلها ... فإن أسوأ وجوه العنف ضد الأطفال هو العنف المنزلي «الجسدي أو النفسي»الذي يمارس ضمن إطار الأسرة الواحدة من قبل الأب والأم أو الإخوة حيث لا يوجد أي قانون أو عرف اجتماعي يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي في إطار ما يتبنيانه من أساليب تربوية...ورغم أن البعض يحاول إلصاق مثل هذا الفعل في الأسرة غير المتعلمة أو الفقيرة دون سواها إلا أن ذلك غير صحيح،حيث يثبت الواقع أن مثل هذه الممارسات تتم بين الأسر المثقفة والمتعلمة وغيرها دون استثناء مما يعكس وجود ثقافة تربوية غير صحيحة بوجه عام.
وكذلك هو الحال بالنسبة للعنف النفسي كالشتم والسب والتعيير الحاد والحبس في مكان مغلق لساعات طويلة...وقد لوحظ أن العنف يؤثر على صحة الأطفال وقدراتهم على التعليم والاستيعاب مما يدفع الأطفال إلى الهروب من البيت وهو ما يعرضهم لمزيد من المخاطر...كما أن العنف يدمر الثقة بالنفس لدى الأطفال...حيث يواجه الأطفال الذين يتعرضون للعنف الاكتئاب والانتحار في وقت لاحق من الحياة...كما أن هناك علاقة وثيقة بين ممارسة العنف ضد الأطفال وبين المشكلات الاجتماعية والأزمات الأخلاقية التي تعاني منها بعض الشعوب مثل تعاطي المخدرات والقات والتدخين ومشكلات كثيرة غيرها.أما أهم الآثار والنتائج المترتبة على استخدام العنف ضد الأطفال فهي عدم استقرار الوضع النفسي للطفل منذ الصغر بجعله في المستقبل إنسانا ضعيف الشخصية..وقد يؤدي بالطفل إلى التشرد والضياع الطفل داخل الأسرة أو خارجها.بنظركم!! أين يمكن لهذا الطفل أن يجد الأمن والأمان والحنان!! إذا لم يجدهما بين أسرته؟!..فعلى جميع الأسر توفير جو اسري ملائم يسوده التفاهم والمحبة والحنان...وعليها أيضا أن تعمل على بناء وخلق الثقة في نفوس أطفالها...ويجب فهم مشاكل الأبناء ومحاولة إشراكهم في الحياة اليومية ومراعاة ميولهم ورغباتهم إلى جانب التوجيه التربوي والأسري الصحيح.فكل إنسان محاسب على أعماله في الحياة الآخرة...فحاسب نفسك قبل أن تحاسب..
