غضون
*قال رئيس الجمهورية في البيان السياسي الذي وجهه للأمة مساء أمس إن الوحدة مبعث فخرنا واعتزازنا وفخر لكل عربي وحدوي، وحقاً هي كذلك بالنسبة لنا نحن اليمنيين وبالنسبة للوحدويين العرب الذي أصبحوا يتزايدون بعد أن كانت المشاعر والثقافة الوحدوية قد منيت بنكسة في العقدين الأخيرين جراء هزيمة المشروع القومي والحضاري على يد أنصاره وخصومه على حد سواء.* وهذا الإلحاح الدائم على التذكير بالوحدة اليمنية في كل المناسبات مبرر بالنظر إلى مكانة وأهمية الحدث الذي أنجزه اليمنيون يوم 22 مايو 1990م وبالنظر أيضاً إلى أن الوحدة اليمنية أو الوحدة الوطنية صار لها خصوم مجاهرون بخصومتهم لها هنا في الداخل، بينما الخطر الخارجي عليها، وهو الخطر الحقيقي قد زال لعوامل إقليمية ودولية.* يصعب على المرء أن يتصور وجود خصوم للوحدة يعيشون على خيرها ومطمئنون بديمقراطيتها، ومع ذلك لهؤلاء وجود حقيقي بيننا، ومن حسن الطالع أن خصومتهم هذه مردها إلى الأخطاء اليومية التي تقع في سياق الإداءات العامة، وليس خصومة للوحدة بذاتها حتى أنه بات من الملاحظ تراجع النزعات المناطقية أو الانفصالية لدى أفراد وشخصيات عامة بمجرد زوال الخطأ أو الحصول على حق أو مصلحة، وطبعاً حقوق الناس لابد أن تضمن ومصالحهم يجب أن تكفل ما دامت مشروعة حتى يستردوا مشاعر الفخر والاعتزاز بوحدتهم بعد أن هجروها أو كتموها أو ضحوا بها كرد فعل عفوي تجاه أنماط من السلوك غير المحبب لدى العاملين للوحدة أو الخائفين عليها.. إجمالاً هي حقاً مبعث للفخر والابتسام والاعتزاز وعلينا أن نحميها بالثقافة الوطنية والعمل برؤية وطنية.