- اعترف ان العطروش فاجأني وأسعدني كثيراً !!كان ذلك بعد ان عزف الفنان الرائع احمد تكرير على آلة العود مقدمة اغنية العطروش الرائعة ( يارب من له حبيب لاتحرمه من حبيبه ).. وكنت قلقاً على العطروش وهويتأهب للغناء .. فمازلت اذكر انه لم يكن موفقاً في احتفالات صنعاء في عام الثقافة 2004م.. كان صوته مرهقاً وأداؤه غير موفق وقد علمت آنذاك من احد العازفين ان السبب في عدم توفيق العطروش يومذاك كان سببه الارهاق الشديد في البروفات مع الفرقة حيث ارهق الفرقة وارهق صوته !!وبدأ العطروش ،الذي كان في قمة سعادته وهو يشارك صديقه واستاذه فرحه بزواج ولده، بدأ يدندن مع صوت العود .. ماهذا ؟ .. انه عطروش الستينات يغازل النغم ويدلع الكلمات كأنه يهمس لمحبوبته!! .. وانعكس كل هذا على الحاضرين الذين عاشوا تجارب عاطفية مع اغنيات العطروش قبل ربع قرن واكثر صمتوا اعجاباً .. ثم شاركوا العطروش الغناء وكأنه أعاد لهم شبابهم !!عاد العطروش للجلوس بجانبي وهو يتقبل التهاني وكلمات الاعجاب لأقول له : لقد فاجاتني واسعدتني ايها الفنان الرائع !!بعد حوالي نصف ساعة غنى الفنان الشاب عوض تكرير اغنية العطروش الرائعة الرائعة ( جاني جوابك ياحبيبي) وقرأت على وجه العطروش الارتياح وهو يترنم مع عوض تكرير .. فقلت له :- اعتقد انك تتفق معي ان عوض تكرير يملك امكانيات فنية جيدة ،رغم بعض الملاحظات التي تقال عن طريقة اداءة لاغاني الآخرين .. وقد غنى اغنية ( جاني جوابك) وهي من الحانك الصعبة، غناها بطريقته وطبقته الصوتية هل لي ان اعرف رايك؟- صمت العطروش وكأنه يسترجع اداء عوض تكرير .. وقال: عوض احمد تكرير صوت حديث موهوب هدته موهبته ان يغني الاغاني المشهورة لرواد الطرب والغناء الموروث .. ان يغنيها بحلية صوته وحده وليس بحلية المقامية التي بنيت عليها الالحان التي يغنيها التكرير الصغير!! مثال على ذلك غناؤه الاغنية ( ابتهال) يارب من له حبيب .. فقد صنعت على مقام (الحسيني) المشهور .. وتكرير الصغير الموهوب يغنيها على مقام (البيات) الذي يظهر حيلة التكرير خلافاً عن مقام ( الحسيني) الذي تستقيم عليه محاسن كثيرة اضافة الى قدرة المؤدي وليست حلية صوته وحدة !!إذن ياصديقي عبدالقادر الاستنتاج ان حلية الصوت ليست الهدف الوحيد للمؤدي حتى يصل الفنان الى القيمة الفنية التي ينشدها التي بها يصل الى الفني الذي هو اساس الحكم على موهبة الفنان !!قلت له : أعتقد انها شهادة عظيمة من فنان كبير لمطرب شاب يشق طريقه بقوة نحو النجاح الفني والجماهيري !![c1] احتفالات الوحدة [/c]قلت للعطروش .. او (ابوعبدالوهاب) كما يحلو لنا ان نسميه:نشرت معظم الصحف خبر مشاركتكم الفنية في احتفالات العيد السادس عشر للجمهورية اليمنية المقام في محافظة الحديدة .. ولقد فرحنا كثيراً بتلك المشاركة ولكن فرحة ماتمت فقد انتهت الاحتفالات دون اي ظهور للعطروش .. لماذا؟!- زفر العطروش زفرة الم وقهر انطلقت من اعماق قلبه الى حد انني تمنيت انني لم اسأله خاصة وانه كان في قمة سعادته!!قال بصوت يحمل كل قهر واحباط والم لعشرات المبدعين الذي لايجدون الفرصة لتقديم فنهم الجميل الى جماهيرهم ويحرمون من المشاركات في مناسبات عظيمة أضاءوا بابداعهم شموع الانتصار مساهمين في تحقيق تلك المناسبات العظيمة .. وفي الاخير يهملون ويترندع على المسرح وامام كاميرات التلفزيون الفاشلون وانصاف الموهوبين .. قال العطروش ودمعة تكاد ان تفر من عينيه :»اتصل بي بعض اعضاء اللجنة العليا للاحتفالات طالبين مني المشاركة في افراح الوحدة التي ستحتضنها محافظة الحديدة.. وشعرت بفرح وسعادة لهذه الدعوة خاصة وانها مناسبة عظيمة سيشارك فيها بعض الاخوة من الفنانين العرب وبقيت اكثر من اسبوع مواصلاً لليل بالنهار لتقديم عمل يليق بالمناسبة وبتاريخي الفني واحسست انني سأدخل في منافسة مع فنانين عرب سيشاركون في هذه الاحتفالات مع نخبة من افضل العازفين في الوطن العربي..تواصلت مع المشرفين عن الاحتفالات وقلت انه لاتوجد لدي شروط مالية شخصية للمشاركة وانما اريد حقوق فرقة ابين التي ستشاركني العزف وهذه الحقوق تعتبر ملاليم امام ماستستلمه الفرق العربية المشاركة ( تذاكر سفر ، فنادق راقية ، آلاف الدولارات) !!هل تعرف ماذا طلبت لفرقة ابين ؟!.. عدد العازفين ثلاثين ،طلبت خمسمئة ريال فقط لكل عازف لمدة عشرة ايام لكي يحضروا البروفات .. وطلبت ايجار باصين لنقلهم من ابين الى الحديدة ..وطلبت فندق متواضع لسكن اعضاء الفرقة في الحديدة .. ولم اناقش حقوقي وحقوق الفرقة المادية مقابل المشاركة وقلت لهم : شاهدوا العمل وقرروا مانستحقه!!هل تعرف ماذا حدث ياصديقي عبدالقادر ؟! .. اسبوع وكل واحد اتصل به من المشرفين عن الحفل في مكتب محافظ الحديدة يحولني إلى مسئول آخر .بعد ذلك قالوا ان عشرة أيام كثيرة للبروفات .. بعد ذلك قالوا إن عدد أفراد الفرقة ( 30 ) كثير ولابد من تخفيض العدد .. بعد ذلك كانوا يرفضون الرد على اتصالي عندما يشاهدون رقم تلفوني على شاشات تلفوناتهم !!.. وهكذا ضاع كل شيء إلا إيماني بالوطن والوحدة .. وبفني وتاريخي النضالي" !!صمت العطروش .. وكنت حائراً : هل امسح الدموع التي تطل من عينيه أم امسح دمعة سقطت من عيني دون أن أشعر !