لندن / متابعات :أظهر استطلاع للرأي أن المخاوف من التطرف الاسلامي في بريطانيا زادت بشكل ملحوظ في الاثني عشر شهرا الماضية التي أعقبت تفجيرات لندن وأن أعدادا متزايدة من البريطانيين يقولون ان الهجرة من العالم العربي فكرة سيئة.وفي استطلاع جديد أجرته مؤسسة (بيو جلوبال أتيتيودز بروجكت) عشية الذكرى السنوية الاولى لتفجيرات لندن قال 42 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع في بريطانيا انهم يشعرون بقلق بالغ من تزايد التطرف الاسلامي في البلاد مقارنة مع 34 في المئة في مايو ايار 2005 .وفي المانيا قال 40 في المئة انهم قلقون جدا ارتفاعا من 35 في المئة قبل عام. وفي فرنسا واسبانيا هبطت النسبة الى 30 في المئة من 32 في المئة والي 35 في المئة من 43 في المئة على الترتيب.وقال 43 في المئة من المسلمين الذين شملهم الاستطلاع في بريطانيا انهم قلقون جدا من تزايد التطرف الاسلامي مقارنة مع 26 في المئة في فرنسا و23 في المئة في المانيا و21 في المئة في اسبانيا.وعلى مدى الاثني عشر شهرا الماضية هبط عدد الأشخاص في بريطانيا الذين يعتقدون ان الهجرة من الشرق الاوسط وشمال افريقيا "شيء جيد" الى 57 في المئة من 61 في المئة.وفي فرنسا ارتفع الرقم الي 58 في المئة من 53 في المئة بينما استقر في المانيا عند 34 في المئة وانخفض في اسبانيا الى 62 في المئة من 67 في المئة.وتعتبر النتائج جزءا ً من مسح شمل 13 دولة في اوروبا والشرق الأوسط وآسيا إضافة الى الولايات المتحدة.وقالت راشيل نورث (35 عاما) التي كانت في عربة قطار انفاق مزدحم بالركاب في خط بيكاديلي انفجرت بالقرب من محطة راسل سكوير مما ادى الى قتل 26 من الركاب "انني اعرف انه سيكون هناك هجوم اخر. وأعرف اننا لسنا أكثر أمنا."وفي ما يبدو انه محاولة في توقيت جيد لإثارة القلق من مزيد من الهجمات ظهر شريط فيديو يوم الخميس يبين احد المهاجمين ويدعى شهزاد تنوير وهو يقرأ بيانه الأخير قبل موته.وعرض شريط الفيديو الذي لم يشاهد من قبل وبثته قناة الجزيرة لقطات لنائب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مما يظهر صلة مؤكدة بين التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن وبين المهاجمين.ووصف تنوير الهجمات التي كان هو ومهاجمون اخرون على وشك تنفيذها بأنها "مجرد البداية لسلسلة هجمات ستستمر وتصبح أقوى الى ان تسحبوا (البريطانيون) قواتكم من افغانستان والعراق."وجاء عنوان صحيفة ديلي ميرور يوم أمس بجوار صورة تنوير "عليك اللعنة .. فلتذهب الى الجحيم".ورغم التنديد المستمر بهذه التصريحات يشعر عدد كبير من مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة انهم مستهدفون بطريقة ظالمة من جانب الشرطة منذ وقوع الهجمات.ولم تحقق عمليتان لمكافحة الارهاب أطلقت الشرطة فيهما الرصاص على رجلين وقتلت احدهما اهدافها.ويقول ناجون من تفجيرات لندن في العام الماضي إن التقرير الرسمي في الهجمات الذي نشر في مايو ايار لم يحمل اجابات على جميع تساؤلاتهم. ويطالب كثيرون منهم باجراء تحقيق علني في اليوم الذي أصبح مثل هجمات 11 سبتميبر ايلول في الولايات المتحدة محفورا في ذاكرة البريطانيين على انه 7/7 .ويقول زعماء مسلمون ان رفض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبول حقيقة ان حرب العراق تسببت في نفور مسلمي بريطانيا يثير غضب الجالية الاسلامية ويزيد من احتمال ان يشن متشددون المزيد من الهجمات.ويرى هؤلاء الزعماء انه بعد مرور عام على قيام اربعة مسلمين بريطانيين بقتل انفسهم و52 راكبا في هجمات انتحارية بالقنابل على شبكة النقل في لندن في يوليو تموز الماضي فان الحكومة لم تبذل جهودا تذكر لمكافحة التطرف في الداخل.من جانبه قال انجم تشودري وهو زعيم جماعة الغرباء التي ولدت من رحم جماعة المهاجرون المتطرفة المنحلة التي اشادت بهجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 "الوضع لم يزدد الا تدهورا بعد عام من السابع من يوليو." ، مشيرا ً الى أن "سابع من يوليو اخر في الجو الذي نعيش فيه اليوم من المرجح أن يحدث بشكل أكبر عما كان عليه منذ عام مضى."ويعيش في بريطانيا نحو 1.8 مليون مسلم يشكلون نحو ثلاثة في المئة من سكان البلاد. واثارت تفجيرات السابع من يوليو تموز الماضي ارتياع معظمهم.وفي اعقاب الهجمات تعهد بلير وزعماء المسلمين ان يعملوا معا لاستئصال جذور المتطرفين ومنع وقوع المزيد من الهجمات.ويقول الكثير من المسلمين وبينهم اصوات معتدلة ان بلير فشل في التعامل مع المشكلة الرئيسية وهي سياسته الخارجية وبالاخص فيما يتعلق بحرب العراق.الى ذلك قال سليمان ملا رئيس اتحاد جمعيات الطلبة الاسلاميين التي تضم 90 الف عضو "يبدو ان الحكومة لا تريد ابدا التطرق الى مسألة السياسة الخارجية. لا يريدون ان يجعلوا منها قضية."واضاف "اذا اردت الحق يبدون وكأنهم يعيشون حالة نكران. اذا كنت تريد بالفعل ان تفهم فلا تعش في النكران."لكن بلير دائما ما كان يصر على ان حرب العراق ليست السبب في تطرف الرجال الذين نفذوا هذه الهجمات رغم درايته بان الحرب لا تتمتع بشعبية كبيرة بين الكثير من البريطانيين.وقال بلير في الاونة الاخيرة "يتعين علينا ان نرفض فكرة اننا بشكل ما المسؤولون عن محنتنا.. بمعنى انه لو كنا غيرنا هذا القرار او ذلك فان مد التطرف كان سينحسر."ودفع بلير بان السياسة الخارجية تستغل كعذر من قبل من يريدون تبرير شكل منحرف للاسلام.بيد ان المعتدلين والمتشددين المسلمين على حد سواء يقولون ان هذه قضية لابد من مواجهتها.على صعيد متصل قال محمد عبد الباري الامين العام للمجلس الاسلامي البريطاني المعتدل وهو اكبر جماعة اسلامية في بريطانيا "العراق كان مثار قلق لجميع المسلمين. القلق متواصل خاصة بشأن الوضع في فلسطين والشيشان. هذه الامور تؤثر على نفسية الشبان."واضاف "بعد السابع من يوليو اوصينا بضرورة فتح تحقيق علني لمعرفة ان كان للسياسة الخارجية اي اثر. ونحن مستمرون في اثارة هذه المسألة."ويتفق تاجي مصطفى وهو متحدث باسم حزب التحرير الذي اعلنت الحكومة عن عزمها حظر نشاطه بعد التفجيرات مع هذا الرأي.وقال لرويترز "الناس تتوقع من الحكومة ان تنظر في مسألة العراق ان كانت جادة بخصوص تحري اسباب الغضب. لكنها ترفض حتى اعتبار ذلك عاملا محتملا."واضاف "يبدو انها مهتمة بخلق الانطباع بانها تفعل شيئا بدلا من تتناول المسألة فعليا."ويرى مسعود شجرة من المفوضية الاسلامية لحقوق الانسان أن بلير والرئيس الامريكي جورج بوش ينتهجان فلسفة "الغاية تبرر الوسيلة".ويقول "يقولان ان التخلص من طاغية مثل صدام حسين يبرر قتل كل هؤلاء الناس..انها من نواح عدة نفس الطريقة التي يفكر بها الارهابيون بعقولهم الملتوية."وتشمل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ السابع من يوليو تموز طرح قوانين جديدة اكثر صرامة لمكافحة الارهاب وتشكيل قوة عمل مسلمة لرصد اسباب شعور الشبان المسلمين بالعزلة.وقالت وزارة الداخلية البريطانية ان قوة العمل حققت تقدما كبيرا وان الكثير من مقترحاتها اصبح جاهزا لطرحه من اجل الحصول على تأييد الحكومة.ووصف الكثير من المسلمين هذه المبادرة بانها ليست اكثر من عملية للدعاية.وقال شجرة لرويترز "ان تنظم لمدة سبعة اسابيع مجموعة تضم أناسا شديدي التباين يلتقون على اقصى تقدير خمس او ست مرات للاجابة عن سؤال الساعة لهو امر عبثي."كما تسببت القوانين الامنية التي شملت حظر "تمجيد الارهاب" ومنع "دعاة الكراهية" الى جانب زيادة حملات المداهمة التي تشنها الشرطة واستخدام الكمائن في الطرق في تفاقم التوترات.ويتساءل مصطفى "هل هذه الاجراءات تهدف الى حماية المجتمع ام انها اجراءات لاسكات المعارضة."واضاف "نأمل الا يتكرر السابع من يوليو...لكن الحكومة تحتاج لان توقف حملة القمع ومحاولة اسكات من يختلفون معها."
استطلاع للرأي يظهر تزايد مخاوف البريطانيين من التطرف الديني
أخبار متعلقة
