من أسقط الوهج التلالي في الوحل 1 من 2
[c1]* النعاش جزء من المشكلة لا كلها [/c]عدن /عيدروس عبدالرحمنلا يمكن حصر مشكلة الفريق الكروي في نادي التلال الرياضي وخسائره المتلاحقة خاصة على أرضه، لايمكن حصرها بالجهاز الفني للفريق وتحديداً بالمدرب القدير سامي نعاش، قد يكون النعاش احد عوامل واسباب المشكلة، إلا أنه لا يتحملها كاملة ولا الجزء الكبير منها.فما جرى بعد خسارة الفريق عصر الخميس الماضي من فريق حسان بهدف الشوط الأول وخروج العديد من جماهير التلال غاضبة ومستاءة ومحملة المدرب أوزار وخطايا الخسائر، ليس من عادة واخلاقيات جماهير التلال التي ضربت أروع الأمثلة وأعظم المواقف لصالح فريقها الكروي قبل عدة مواسم وراحت تؤازر الفريق وتسافر معه في كل المحافظات دون الزام فريقها بالفوز المتواصل أو بالحصول على بطولة الدوري.. هذه الجماهير.. هي من كانت تعطي الأمل والثقة والتفاؤل للفريق ولإدارته.. هي التي صبرت مواسم طويلة تتجرع الألم والحسرة والنتائج التي لا تسر ولا تفرح، ومع ذلك لم تخرج قط عن مشاعرها تجاه حب الفريق، ولم تتجاوز بعواطفها الخروج من واجب التشجيع والمؤازرة الى الهتاف والسب ورمي بقايا المياه والمأكولات.. لم يعرف التلال فريقه طوال تاريخه الطويل والعريض ان جمهوره الوفي والصادق والنقي أراد ان يلبس دور ليس دوره.. وأن يؤدي مواقف وأعمال لم يعتد عليها وليست في مجال اختصاصه، كانت جماهير التلال هي الأولى والرائدة طوال سنوات طويلة التي حصرت دورها وعملها داخل المدرجات فقط، تهتف تشجع، تغني، تشحذ همم اللاعبين، تعطيهم دفعات ونفحات من القوة والصلابة في المستطيل الاخضر، كان ذلك هو دورها، لانها آمنت ان مجال اهتمامها ودورها، في هذه المعطيات فقط، لانها وثقت دائماً وأبداً، في إدارتها القيادية، وان هذه الإدارات، قادرة على الاختيار الأمثل، للاجهزة الفنية للفرق الكروية وتستطيع ان تشخص احتياجات الفريق من اللاعبين لذلك عرفت جماهير التلال دورها الحقيقي وواجبها ضمن منظومة وآلية العمل والفريق الجماهي على هكذا أساس استطاعت هذه الجماهير ان تكون رائدة وسباقة واستطاعت ان ترتقي بعوامل التشجيع والمناصرة داخل الوطن، اسوة بالفرق والأندية المتطورة.. فكانت أول من شكل روابط المشجعين وفروعها في عدد من المحافظات على طريق التشجيع السليم والدور المحدود الذي لا يتجاوز اختصاصات الآخرين.. لذلك كله بقت جماهير التلال هي الأفضل والأعظم طوال السنوات والعقود السابقة.
وما حدث الخميس الفائت لا يمكن ان يعتبره البعض انه نابع من تلك الجماهير التي بلغت أعلى مستويات التطور والرقي التشجيعي، ولكنها بداية غير سليمة، وبداية تشجع وتحث على الخروج عن القيم والأخلاقيات الرياضية بدافع الحب والخوف على الفريق والرفض الكامل لما وصلت إليه نتائج الفريق.. وهي أشبه (بالحق الذي يراد به باطل) حتى اذا وجدت بعض التجاوب والتسليم، شرعت في الخوض بما ليس لها به من سلطة أو ليس لها به من اختصاص.وبددنا التأكيد ان رفض هذه الاحداث والاشكال الخارجة عن النص والروح الرياضية، خاصة من الجماهير التلالية نفسها أحد أبرز الأشكال والطرق التي توقف هذه الحالة الفريدة عن حدها قبل استفحالها وانتشارها.
ولأول مرة نشاهد ونسمع أبطال المدرجات يكيلون السب والشتم على احد سلسلة وفقرات نجاحهم الكروي.. لأول مرة يحدث شرخ بين حلقات النجاح والتفوق التي جعلت من التلال وجماهيره مثالياً وقدوة يحتذى بها.والغريب ان تلك الالفاظ انحصرت في شخص واحد هو مدرب الفريق الكابتن سامي النعاش.. وكأن الشيطان الذي أخرس الحق عنه ومنعه من التواصل.فهذا النعاش وهم يعلمون ذلك، علم اليقين، هو من اعاد البسمة الحمراء على صفحات البطولات ، هو من اعاد الدرع للمدينة النائمة على فوهة بركان، هو من رفع صور الفريق الكروي في الشوارع العامة، هو من وضع حداً لاغتراب وغربة البطولات عن عدن.. وهو من فتح نوافذ الفرح لايام وأسابيع وأشهر.. وعاشت عدن معه وبه ومن خلاله ومن أمامه إدارة واعية ومن خلفه فريق وجماهير عاشوا شهور العسل الأحمر الموسم الماضي.فهل ذلك جدير بان ينال ما حدث الخميس الماضي.. فالنعاش لا يعفي أبداً من المسؤولية.. لكنه ليس المسؤولية باكملها. ولا هو السبب الوحيد الذي اسقط الوهج التلالي في الوحل.. هناك اسباب عديدة وكثيرة.أهمها وأبرزها ما سوف يتم تناوله غداً إن شاء الله.

فريق التلال
الجماهير التلالية