على هامش أعمال المؤتمر القومي العربي التاسع عشرة عدد من المشاركين يتحدثون لـ ( 14 أكتوبر ):
لقاءات /عبد الواحد الضراب -سمير الصلوي/تصوير -توفيق العبسي ينعقد المؤتمر القومي العربي في ظل ظروف وتحديات كبيرة تواجه الأمة العربية (امبريالية أمريكية صهيونية) تريد تمزيق الأمة واستعمارها ونهب ثرواتها وخيراتها ومن هنا فإن المؤتمر يسعى إلى إعادة وحدة الأمة حتى تكون قادرة على المقاومة والتصدي لهذه المؤامرات فالأمة العربية تمتلك الكثير من اسلحة الدفاع العسكرية والاقتصادية والسياسية ولا عذر لها إذا تخاذلت أمامها ويهدف هذا المؤتمر إلى مناقشة القضايا والتطورات العربية وإيجاد مفهوم مشترك لكيفية مواجهة التحديات.. ولمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع التقت (14 أكتوبر) عدداً من المشاركين في المؤتمر وكانت الحصيلة: [c1]تجمع فكري [/c]بداية تحدث اللواء طلعت مسلم الأمين العام للمؤتمر القومي الإسلامي عن أهمية المؤتمر بالقول: المؤتمر القومي العربي تجمع فكري للمفكرين والسياسيين العرب ، لبحث القضايا والتطورات العربية وإيجاد مفهوم مشترك لكيفية مواجهة هذه التحديات ، وهي فرصة لالتقاء المؤمنين بمشروع النهضة الحضاري العربي وعناصره الستة الوحدة العربية والاستقلال ،والأمن الغذائي ، والديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والتنمية المستقلة ، والعدالة الاجتماعية ، والتجدد الحضاري “ وتابع قائلاً “ لا شك أن التغيرات سواء الداخلية أو الخارجية على الفكر القومي العربي كانت شديدة ،وهناك صراع ممتد وطويل ،ومن الطبيعي في ظل تلك الظروف أن يكون هناك تراجع وتقدم وهذا لا يعيب الحركة ولا يجب أن يكون مبرراً لليأس” .وأضاف “ لا يوجد تعارض بين الإسلام والقومية ، واستطيع أن أقول إن حزب الله مثل التنظيم الإسلامي ينفذ مهام قومية ، وحماس أيضا ،ولم أر قوميين يرون أن هناك تعارضاً بين القومية والإسلام ، وبالتالي هناك علاقة بين الإسلام والقومية وهذا لا يعارض ذلك ، وهناك مؤتمر قومي إسلامي ومنهم من ينتمي إلى تنظيمات إسلامية ، مثل الإخوان المسلمين وحماس وحزب الله وغيرها ، وخلاصة الموضوع لا يوجد تعارض ،وإنما تعاون بين تنظيمات ذات طابع قومي وتنظيمات ذات طابع إسلامي .[c1]وقفة نضالية [/c]
فضيله عباس
وأشارت فضيلة عباس من العراق إلى أن هذا المؤتمر يعتبر محطة ووقفة نضالية للعرب للملمة جهودهم تجاه قضاياهم المصيرية ، فاليوم هناك تحديات كبيرة تواجه الأمة العربية وهي تحديات امبريالية وصهيونية وفارسية مجوسية وعلى الأمة أن تجمع طاقاتها وتحشدها لمواجهة هذا المخطط الكبير لتفكيك هذه الأمة أمة الإسلام . امة الحضارات والقيم .وعن الحركة القومية اكدت أنها اليوم تعيش حالة قوة واستنهاض من خلال مقاومتين كبيرتين هما المقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية التي تلقن الأعداء يومياً دروساَ بليغة وتضعهم هناك في الوحل وفي مستنقع الموت في العراق الشامخ الأبي الذي تعهد أبناؤه الشرفاء بطرد هذا المحتل الغازي.وأضافت “ أن أعداء الأمة العربية يروجون بأن القومية تلاشت وتراجعت ولكنها الآن في أقوى حالاتها لان شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج موحد وقوي وضد هذه المخططات الامبريالية والصهيونية والإيرانية فقوميتنا العربية الآن في استنهاض وهي مستمرة ، وذات ديمومة وذات رسالة خالدة لا يمكن أن تتراجع أو تتلاشي .ويجب أن نفرق في الوطن العربي مابين الأنظمة والشعوب، شعوبنا العربية كلها الآن تقف وقفة الصمود والتحدي في وجه هذه المخاطر ، أما أنظمتنا العربية فهي أنظمة متخاذلة في أماكنها حفاظَا على الكرسي ، ولكن الشعوب العربية تناضل وتتوحد فيما بينها”.[c1] حدود مصطنعة [/c]وتحدث النائب عريبي من الجزائر بالقول “إن هذا المؤتمر العربي يسعى إلى إعادة وحدة الأمة العربية وإزالة الحدود المصطنعة والتي كرستها النظم الزائفة ، ونعمل إن شاء الله على أن تكون دولة عربية موحدة ، ولا يمكن تجزئتها لان ذلك يضعف من شخصية وهوية هذه الأمة لكي يخلو السبيل أمام أولئك الطامعين في استعمارها ، وفي استغلال ثرواتها كما يحدث اليوم في فلسطين وفي العراق ، وكما يدور في لبنان والسودان ، ولذلك فإن المؤتمر العربي له مسئولية كبيرة وعلى القادة والنخب والإعلاميين والكتاب في العالم العربي أن يتحركوا لإنقاذ أمتهم وذلك خير من أن يأتي عليهم يوم يقولون فيه (أكلنا يوم أكل الثور الأبيض). وحول أسباب تراجع الحركة القومية العربية قال عريبي: هناك أسباب عدة من بينها الحكام والملوك الذين يحافظون على مناصبهم ويتركون الأمة في سوق النخاسة وهذا هو السبب الرئيسي لتراجع القومية ،ولذلك على الأمة العربية أن تتشدد تجاه هؤلاء كما تشدد موقفها تجاه البناء والتقدم لإخراج الأمة من المأزق .وأضاف “ إذا كانت قومية عربية بدون إسلام ويعتقد أصحابها أنها ستقوم بدون إسلام فهذا شيء خاطئ ونقول إن القومية العربية لن تقوم لها قائمة إلا بالإسلام “ إن الدين عند الله الإسلام “ ولا يمكن التنازل عن هذا الدين الذي نفتخر به والذي ننتمي إليه وندعو إليه والذي اخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، فالقومية العربية جزء من الإسلام ، والإسلام جزء من القومية العربية .[c1]الإسلام هو القومية [/c]
قاسم الابراهيمي
من جانبه قال قاسم الإبراهيمي - ممثل هيئة علماء المسلمين من العراق “ كل ما يوحد الأمة نسعى إليه سواء في لقاء أو مؤتمر أو في نشرة أو في جمعية أو في هيئة ، نحن لا غنى لنا عن الوحدة لأنه (تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا) . ولذلك هذا المؤتمر يمثل إرادة حقيقية للوحدة من بعد ما أصابها هذا الضعف، وهذا التخاذل الذي تعيشه الآن”.وأشار إلى أن الإسلام هو القومية والقومية هي الإسلام ، ويوم تنفصل القومية عن الإسلام يكون أما ارتماء في أحضان الغرب وحناياه أو يكون تخاذل وانحطاط في جميع المجالات ، فلذلك عندما يتحد الإسلام مع القومية نكون الأمة الحقيقية التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم .لايمكن أن تتراجع القومية العربية الا بقرار من رب العالمين لان الله تعالى يقول (إنا أنزلناه قرآنا عربيا ) فكيف تريد أن تحذف الأمة العربية وقرآنها عربي فلا يمكن حذفها من الوجود لان الله قدره أن يكون وليعلم الجميع أن فقهاء الأمة قرروا وأفتوا أن المساس بالعرب والانتقاص من شأنهم يعتبرمن الزندقة فكيف يريدون أن يحذفوا هذه الأمة ويبعدوها عن الحياة والله تعالى قرر أن تكون هي القائدة [c1]قاسم مشترك [/c]
محمد الحموري
أما الدكتور محمد الحموري أستاذ القانون في جامعة الأردن فقد تحدث قائلا :إقامة هذه المؤتمرات مهمة بحيث تتشكل فيها جميع القيادات الفكرية والسياسية المنتمية إلى الأمة من كل دول الوطن العربي هذا يقرب بينهم ويجعل الجميع يطرح المشكلات التي تشكل قاسماً مشتركاً بين أبناء الأمة العربية كخطوة من الخطوات التي تساعد على وحدة الأمة. وتابع قائلا: لقد تعاونت قوى دولية وقوى إقليمية ومصالح دولية على إبقاء التمسك العربي بالإعلاء من شان الدولة القطرية على حساب التوجهات القومية وهذا الأمر يضع على عاتق المؤمنين بالأمة والدولة القومية واجبا كبيراً جداً للقيام بدورهم للوقوف في وجهة المد الطاغي للدولة القطرية والإعلاء من شأن التطلع القومي الوحدوي.[c1]لابد من الوحدة العربية [/c]الدكتور شرف البيومي - أستاذ جامعي من مصر قال “ هذا المؤتمر له أهمية في انه يجمع مهتمين في قضايا الأمة العربية كل عام وهذا انجاز بحد ذاته ، وبالإضافة إلى هذا هناك بحث في مشاكل الأمة العربية المستمرة والحديثة ومحاولة تناول بعضها وتحديث مهام لانجازها من العام القادم فمثلاً هناك دعوات لتصعيد عمل المقاطعة ، وإبراز قضية فضيحة تصدير الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني العنصري والتأكيد على حق المقاومة الفلسطينية ، ودعم المقاومة اللبنانية ومحاولة نزع فتيل الطائفية .كما تناول المؤتمر قضايا لا تقل أهمية مثل الموقف الإيراني فبالرغم من أن النظام الإيراني يدعم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين إلا أن النظام الإيراني ومواقفه في العراق مواقف مدانة ، وهناك اقتراحات نرجو أن تتبلور إلى مهام في محاولة شرح الموضوع من خلال قنوات رسمية لإيران . حيث أن التناقض بين المصالح القومية الإيرانية والمصالح القومية العربية يجب ألا يمهد هناك لصدام بينها ، وان تكون الأولوية مواجهة الإسرائيليين ، فلا يمكن أن يكون هناك نظام أو هيئة أو حزب يكون معارضاً للامبريالية في مكان ومساعداً لها في مكان آخر ، فهذا ينبئ عن موقف لا مبدئي ، فهذا المؤتمر يدعم الحريات السياسية ويندد الاعتقالات لأعضائه وغير أعضائه ويبحث عن المستقبل وكيفية الخلاص من الأنظمة المستبدة التابعة وأضاف قائلاً “ العرب اغلبهم مسلمون ، وعندما نتحدث عن القومية لابد أن ندرك أننا ننادي بعروبة من منطلق عنصري فالأمة العربية فيها أصناف وألوان كالأخوة المسيحيين الأكراد ، المزجيين ، وهذا يثري الأمة العربية ،ولكن نتحدث عن الأمة العربية لأننا من مجتمع دولي أصبحت الدول الصغيرة والكبيرة لا مستقبل لها من حيث الأمن القومي والتقدم الاقتصادي والعلمي ، وبالتالي أصبحت هناك ضرورة للوحدة العربية ليس من منطلق أيديولوجي أو عاطفي ،ولكن من منطلق الاملاءات الاقتصادية والأمن القومي والتقدم العلمي والتكنولوجي، فالإسلام نشأ في قلب الأمة العربية وهناك علاقة وثيقة لا يمكن فصمها ،ونحن ضد التجمعات الإسلامية الانتهازية الخارجة عن القواعد الأساسية للإسلام ،ونشجع الجماعات المكافحة التي تعمل لدحر الاستعمار ونيل الاستقلال كمحاربة الكيان الصهيوني العنصري . [c1]تحديات كبيرة [/c]من جانبه أشار الدكتور حارث الضاري - رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق إلى التحديات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية واعتبرها تحديات كبيرة وخطيرة تتطلب من العرب والمسلمين جميعاً قيادات وشعوباً أن تكون بمستوى المسئولية لدفع هذه الأخطار التي تستهدفها وتوجه إليها فالأمة قادرة لان لديها من الأسلحة الشيء الكثير سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وبشرياً ، لذلك لانعذر الأمة إذا تخاذلت أمام هذه الضغوط واذا استجابت لها على حساب وجودها وأمنها وهويتها ، وإذا نظرنا إلى الدول العربية المستهدفة الآن استهدافاً مباشراً سنجد فلسطين والعراق والصومال والسودان ولبنان لذلك يجب على أبناء هذه الشعوب أن يتسلحوا بالحكمة وبالرشد وبالمعالجة . وعليهم أن يوحدوا صفوفهم وان يحلوا ما بينهم من الخلافات التي تنشأ أحياناً بين أبناء الشعب الواحد والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما حدث في العراق وما يحدث اليوم في فلسطين ، وما حدث ويحدث في لبنان وغيرها . هذه الخلافات للأسف الشديد هي التي شجعت أعداءنا على توسيع هذه الخلافات وإحداث هذه الفتن التي يجب أن نعالجها وبسرعة من خلال وحدة وتفاهم وإدراك للمخاطر التي قد تؤدي إليها أو تجر إليها مثل هذه الفتن هذا بالنسبة للأمة العربية والإسلامية على سبيل الإجمال .[c1]مرجعية فكرية[/c]
حياة التيجي
وتحدثت حياة التيجي - عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد في المغرب فقالت: بالعكس أن الحركة القومية رغم كل المعوقات والمحيطات سواء كانت هذه المعوقات من طرف الأنظمة أو من طرف الامبريالية العالمية مازالت حاضرة بكل قوة وتقوم بدورها في دعم القضايا القومية العربية على المستوى الفكري وعلى مستوى مساندة المبادرات الميدانية ،وبالتالي ربما تحتاج الحركة القومية إلى تطوير آلية عملها وتطوير آلية فعلها على الاتحاد وهذا ما أنادي به كل مرة وهو أن يضيف المؤتمر إلى دوره الفكري المغذي للمراجع الفكرية القومية تفعيل الحركات الشعبية في إطار المراجع الفكرية القومية وقد ناقش المؤتمر قضايا جوهرية كقضية الديمقراطية وحرية الرأي في الوطن العربي كل هذه المحاور تمت مناقشتها من قبل المؤتمر .[c1]تضليل إعلامي [/c]أما منال مشكور - رئيسة حركة شباب ضد الاحتلال العراقي فقد تحدثت قائلة: جئنا للمؤتمر التأسيسي للمؤتمر القومي العربي من أجل أن نرفع صوت الشباب العراقي المقاوم للاحتلال .وأضافت “ لا اعتقد أن هناك تراجعات ،ولكن قد يكون تضليلاً إعلامياً ، وما دام إننا مجتمعون في مكان واحد إذاً صوتنا موجود ولسنا متراجعين ، فالشعوب العربية موحدة والخلل من الحكومات العربية ،ونحن نناقش أهم القضايا الساخنة في الساحة وهي قضية فلسطين والعراق ولبنان ، وأكدت أن العرب متكاتفون رغم بعض الخلافات.