مما لايختلف عليه اثنان أن مصلحة الوطن والحرص على أمنه واستقراره وسيادته وصون مكاسبه ومنجزاته والذوذ عن حماه ضد الغزاة والمعتدين والمرتزقة والمتمردين مسؤولية جماعية وفرض عين على كل يمني ويمنية في السلطة والمعارضة على حد سواء كون الوطن هو القاسم المشترك الذي يربط الجميع وهو المظلة التي يستظلون تحتها بحرية تامة وعليهم الاستماتة والتخندق في خندق واحد لمواجهة أي طارئ يعكر صفو الأمن والاستقرار والطمأنينة في أوساط المجتمع بوتيرة واحدة وحماس متساو عند الجميع ، دون الحاجة إلى التنصل من القضايا الوطنية والذوذ عن حمى الوطن والاكتفاء بالفرجة والمراقبة عن بعد وكأن المسألة تخص حزبا أو تنظيما سياسيا معينا . وهذا الحرص الوطني جسده أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر للشعبي العام في اجتماعهم نهاية الأسبوع المنصرم برئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – رئيس المؤتمر الشعبي العام حيث جددت اللجنة مطالبتها الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني الوقوف بمسؤولية تجاه الأعمال الإرهابية التي تشهدها بعض مناطق محافظة صعدة والمشاركة الفاعلة والملموسة في التصدي للمؤمرات والأعمال الإجرامية التي تمارسها قوى الإرهاب والتطرف من أتباع المتمرد الحوثي وعصابته الإرهابية التي تمارس أبشع أنواع الإبادة والتنكيل بالمواطنين وقواتنا المسلحة بغية الانقضاض على الجمهورية والوحدة والنيل من الوطن ورفعته وتطوره ، سعياً منهم ولإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لإعادة نظام الحكم الأمامي الكهنوتي البائد الذي دحره أبناء شعبنا وزلزلت أركانه في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م . وما تقوم به هذه الفئة الضالة يمس أمن الوطن ويمثل تهديداً خطيراً لأمن واستقرار المواطنين في عموم أرجاء الوطن ولا يوجد فرد أوحزب أو تنظيم سياسي بمنأى عن الخطر الذي تمثله هذه الفئة الباغية والمنهج والفكر الوحشي والإجرامي المنغلق على نفسه الرافض لأفكار ورؤى الآخر جملة وتفصيلاً وهو سلوك جسدته هذه الزمرة الخبيثة على أرض الواقع في خضم الأحداث التي تشهدها محافظة صعدة . وهو ما يحتم وقفة جادة ومسؤولة من قبل الجميع وفي مقدمتهم أحزاب المعارضة لتوضيح رؤيتهم ومواقفهم حيال ما يجرى وتحملهم المسؤولية المنوطة بهم كشريك فاعل في الدفاع عن الثورة والوحدة وترسيخ قيم المواطنة الحقة والسيادة الوطنية التي حاول المتمردون في صعدة النيل منها . وهم مطالبون بضرورة إعادة النظر في التعاطي اللامسؤول وتشويه حقيقة الصراع الدائر مع العصابة الارهابية الذي تمارسه الصحف والمواقع الالكترونية التابعة لها والمنضوية تحت كياناتها النقابية والجماهيرية والمدنية ، التي تروج لأفكار المتطرفين والمتمردين وتجعل من نفسها متحدثاً رسمياً لهم وهو ما سيوقعهم تحت طائلة المساءلة القانونية . وكم أثلج صدري واسعدني الموقف الوطني النبيل والعظيم للشيخ المناضل عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب – رئيس التجمع اليمني للإصلاح والذي جسده في رسالته الموجهة لمشايخ واعيان صعدة والتي حثهم فيها على ضرورة تطهير مناطقهم من قوى الإرهاب والتمرد الحالمين والمراهقين المتطلعين إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء على اعتبار ذلك واجبا وطنيا لايجوز التراجع وغض الطرف عنه .وليس ذلك بغريب على رجل له سفر حافل بالمواقف الوطنية والبطولية التي أبلى فيها بلاء حسناً للذوذ عن الوطن وحماية وحدته وأمنه واستقراره ، وما نأمله أن يتخذ الأخوة في أحزاب المعارضة المواقف الوطنية للشيخ عبدالله القدوة والنهج الذي يسيرون عليه بعيداً عن التخبط والمراوغة وتسويف القضايا التي تمس الوطن فاليمن ليس ملكاً للمؤتمر والمؤتمريين وحمايته ليست مقتصره عليهم ، فاليمن ملك للجميع وحمايته مسؤولية الجميع . والله حسبنا هو نعم المولى ونعم النصير
حماية الوطن .. مسؤولية الجميع
أخبار متعلقة