المعارضة تدعو إلى نشر قوات من الاتحاد الإفريقي في البلاد
جانب من المعارضة الكينية
كريتشو (كينيا)/14 أكتوبر/ديفيد لويس: أحرقت عصابات قبلية منازل ومزارع للشاي في الوادي المتصدع في كينيا أمس مما دفع الأهالي إلى الفرار بكل ما يمكنهم حمله رغم توصل الساسة المتخاصمين إلى اتفاق على وقف إراقة الدماء المستمرة منذ أسابيع. وقال عمال معونة ان لديهم تقارير غير مؤكدة ان 20 شخصا لقوا حتفهم في العنف منذ يوم الخميس في بلدات كريتشو وسوتيك وكيزي في الوادي المتصدع. ودعت المعارضة الكينية الاتحاد الإفريقي أمس الأحد لنشر قوات حفظ سلام في البلاد في الوقت الذي تستمر فيه أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط 900 قتيل على الأقل كما شردت ربع مليون شخص. وقال توني جاتشوكا المتحدث باسم الحركة الديمقراطية البرتقالية المعارضة «نحن بحاجة لقوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الإفريقي لتحقيق الهدوء والسلام.» وتوسط كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق الجمعة بين الأطراف المتنافسة في كينيا لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء أعمال العنف التي اندلعت بعد الانتخابات. ولكن التوترات العرقية في كينيا اكتسبت دفعة من نفسها وتجاوزت المواجهة بشأن إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي المتنازع عليها في 27 ديسمبر. وتصاعدت السنة اللهب أمس من مساكن عشوائية تخص أفرادا من قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها كيباكي في بلدة كريتشو في الوادي المتصدع - على بعد 250 كيلومترا شمالي غرب العاصمة - حيث قتل أربعة أشخاص على الأقل في قتال خلال الأيام الأخيرة. والتقط السكان حشايا وخزانات ملابس وحقائب وقدورا وسلالا وضعوها على عربات تجرها الدواب فيما حاولوا الهروب من الاضطرابات. وقال شاب ذكر أن اسمه لفتي كان يحرس حاجزا على طريق بالقرب من بلدة كريتشو حيث فتحت الشرطة النيران لتفريق متظاهرين «ليفعل عنان ما يفعله لن يكون هناك حل. الاشتباكات ستستمر.» وخرجت إلى الشوارع جماعات تحمل المناجل والأقواس والسهام والحراب والعصي في بلدة سوتيك الصغيرة على بعد 40 كيلومترا جنوبي غرب كريشو. وارتفعت السنة اللهب من منازل ومزارع الشاي المحترقة حول البلدة. لكن الخلافات استمرت بين كيباكي ورايلا اودينجا منافسه على الرغم من جهود عنان. وقال كيباكي لقمة الاتحاد الإفريقي في إثيوبيا الجمعة انه انتخب من قبل أغلبية الكينيين وان النزاع الانتخابي يتعين حله من قبل محاكم كينيا. وألقى باللوم على اودينجا في مقتل المئات خلال الشهر الماضي. ويقول أودينجا إن القضية لن تنظرها محكمة كينية بشكل نزيه واتهم كيباكي بتقويض جهود الوساطة الدولية بإشارته إلى ان محكمة محلية هي التي يمكن ان تحل النزاع. وقال اودينجا «يتعين ألا يضلل العالم بالأعيب السيد كيباكي ومسرحياته بقوله ان فاز بالانتخابات. انه يعرف ان لم يفز بهذه الانتخابات.» وقال مراقبون دوليون ان الفرز اتسم بالفوضى حتى انه من الصعب معرفة من الذي فاز. وشوه الصراع الذي يدور معظمه بين قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها كيباكي وقبائل أخرى مؤيدة لأودينجا صورة دولة كان ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها واحدة من أكثر دول القارة الأفريقية استقرارا ومن أكثر اقتصاداتها ازدهارا. ودفع الصراع إلى السطح بخلافات ترجع إلى عدة عقود بين القبائل على الأراضي والثروة والسلطة وهي انقسامات خلفها الحكم الاستعماري البريطاني وأذكاها سياسيون كينيون على مدى 44 عاما من الاستقلال. وتزايدت الضغوط على الطرفين للتوصل لاتفاق داخل كينيا ومن المجتمع الدولي. وقال برنار كوشنر وزير الخارجية الفرنسي «الطرفان يتحملان الآن مسؤولية تاريخية.. عليهما الاختيار بين الحوار أو تحمل المسؤولية عن كارثة سياسية وإنسانية.» وبالقرب من بلدة إلدوريت شمالي كريتشو حاصر حشد كنيسة إنجليكانية كان يلوذ بها شخصان على الأقل وأضرموا فيها النيران حتى احترقت بالكامل. وقال شاهد أن من كانوا بداخل الكنيسة استطاعوا الهرب دون أن يمسهم أذى. وقال بيتر كاجورو والعوارض الخشبية والطوب المتفحم خلفه ينبعث منها الدخان «أنا لا اعرف من هم ولكنهم اقتحموا البوابة ودخلوا. والقس من كيكويو وقطعة الأرض تنتمي إلى كيكويو. وربما كان لذلك صلة بالأمر.» وقال شهود إن اشتباكات نشبت في ساعة متأخرة بين عصابات من قبيلتي كيزي وكالنجين غربي كريتشو بعد مقتل ديفيد كيموتاي تو عضو البرلمان من المعارضة وهو من الكالنجين يوم الخميس في بلدة إلدوريت على أيدي شرطي مرور من قبيلة كيزي. وقالت الشرطة إنها جريمة قتل دوافعها عاطفية فيما قالت المعارضة إنها اغتيال سياسي. وهو ثاني عضو في البرلمان من المعارضة يقتل في أسبوع. وأثار القتل أيضا احتجاجات في بلدة كيسومو في غرب البلاد حيث قتل يتيم في الثانية عشر من عمره أثناء محاولته الفرار من الاشتباكات بين الشبان وقوات الأمن.