في ذكرى رحيله الـ (4)
العميد/ يحيى العذري ما عرفته عن فقيد الوطن المناضل مجاهد أبو شوارب في بداية مراحل الثورة هو أنه كان رجلاً نشطاً دائم الحركة والتنقل من منطقة لأخرى للتواصل مع الضباط الأحرار والالتقاء بالمثقفين والعلماء وقطاعات الشباب والشخصيات الوطنية والاجتماعية لكسب تعاونهم ودعمهم ومساندتهم للتخلص من النظام الإمامي الكهنوتي المستبد وقيام نظام جمهوري عادل يزيل الفوارق والامتيازات بين الطبقات. ولا شك أن حركة ونشاط المناضل مجاهد أبو شوارب قد لفتت الأنظار نحوه خصوصاً من قبل الإمام احمد الذي أمر بإيداعه السجن.. وبعد الثورة قام بادوار عسكرية ونضالية عديدة في سبيل نصرة الثورة والدفاع عنها في كثير من جبال ومناطق وسهول اليمن، وكان فعلاً من أشجع الثوار والمناضلين ومقاتلا لا تلين له عزيمة رغم الظروف والمراحل التي مر بها في سبيل ترسيخ دعائم الثورة والنظام الجمهوري مع عدد من الثوار والمناضلين وكان لي شرف المشاركة مع الفقيد في معظم المعارك التي كان يقودها، فكان نعم القائد العسكري المحنك والشجاع، مضحياً بالنفس قبل المال، فكان وطنياً صادقاً ومناضلاً وفياً مخلصاً في سبيل الثورة والجمهورية الهدف والقضية الأساسية التي كان يناضل ويقاتل من أجلها، وله بصمات واضحة المعالم في مختلف المناطق اليمنية، حيث قاد معارك عديدة أثناء فك الحصار عن صنعاء وفي جبال الحيمة وبني مطر ومسور وعمران وحجة وصعدة، وكذلك في إخماد فتنة التخريب في المناطق الوسطى إبان الثمانينات، فكان يخرج منتصراً من كل تلك المعارك، وقد تعرض خلالها للعديد من الإصابات وبعضها كانت بليغة لولا عناية الباري عزَّ وجلَّ بهذا القائد المقدام.وبعد انتصار الثورة والجمهورية أسندت إليه العديد من المهام والمناصب السياسية والعسكرية والتي استطاع وساهم من خلالها في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي حتى تعيينه نأئباً لرئيس الوزراء للشؤون الداخلية والأمنية في أكثر من حكومة وكان آخرها حكومة ما بعد الوحدة .. وقد اختير لهذه المناصب نظراً لإلمامه بظروف البلاد وجدارته وقدرته على حل ومعالجة العديد من القضايا والمشاكل الداخلية والقبلية وقضايا الثأر والصراعات القبلية، حيث كان يتمتع ـ رحمه الله- بسعة صدر ورجاحة عقل وحصافة رأي وشجاعة الموقف وله مواقف إنسانية ووطنية عديدة في معالجة المشاكل والقضايا الداخلية، وكان يقدم ويضحي من ماله الخاص من أجل حل المشاكل والخلافات بين الناس ما جعله محل حب وثقة واحترام بين الناس.. أما بالنسبة لأدواره ومواقفه فيما يخص الجانب القبلي فقد كان للفقيد ـ رحمه الله- دوراً كبيرً وبارز وفاعل في معالجة العديد من القضايا القبلية وقضايا الثأر في مختلف مناطق اليمن، وكان يركز في مثل هذه الجوانب في المناطق والمديريات المجاورة لحاشد كعمران وأرحب والجوف وسفيان وحجة وصعدة وعيال سريح وجبل وعيال يزيد لحل المشاكل وإطفاء نار الفتنة التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى حتى إذا كلفه الأمر أن يدفع من جيبه وماله الخاص إذا ما تطلب الأمر ذلك.. ومن سماته وسجاياه أنه كان ينظر لأبناء حاشد وبكيل نظرة واحدة دون تفريق أو تمييز بينهم وكان سلوكه ونهجه في حل مثل هذه القضايا والمشاكل القبلية التسامح والكرم والإخاء وتعزيز الروابط الدينية والأخوية والاجتماعية بين مختلف شرائح وفئات المجتمع.. وهذا ان دل على شيء فانما يدل على حنكة ورجاحة عقل مجاهد أبو شوارب ومكانته الكبيرة بين القبائل اليمنية قاطبة وهو خسارة لا يمكن لها ان تعوض.. وأملنا كبير في ان ينتهج أبناؤه نهج أبيهم لسد الفراغ الذي تركه والدهم الفقيد ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- وأجزم بانني لا استطيع أن أعطي هذا الرجل حقه مهما كتبت أو سردت الحقائق عنه فانه سيظل حياً في ضمير الأمة ووجدان الشعب والوطن وفي ذاكرة الأجيال والتاريخ لا ينسى وإن نسينا.. كانت علاقته بالشيخ عبدالله علاقة الابن المخلص لأبيه فكان في أكثر من مناسبة لا يتخذ أي قرار أو خطوة أو إجراء حيال العديد من القضايا الوطنية والاجتماعية الكبيرة إلا بعد التشاور والجلوس معه.. فيما كان يعتبر الشيخ عبدالله العميد مجاهد الأب الروحي والأخ الوفي الأمين المخلص الصادق.[c1]* محافظ سابق [/c]