مسؤول تركي يقول ان العراق قد يسلم متمردين الى أنقرة
دبابة تركية على الحدود مع انقرة
واشنطن/14 أكتوبر/رويترز:دعا البيت الأبيض أمس الأربعاء إلى ضبط النفس فيما شنت تركيا غارات على شمال العراق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض "إننا قلقون بشأن استمرار المناوشات التي تقع هناك والهجمات الإرهابية التي يشنها حزب العمال الكردستاني ضد الأتراك." وأضافت "إننا مستمرون في دعوة الجانبين.. العراقيين والأتراك.. لممارسة ضبط النفس.. فيما بتعلق بتصعيد التوتر بين البلدين لأنهما يتفقان على أن المشكلة المشتركة والعدو المشترك هو حزب العمال الكردستاني.. التنظيم الإرهابي." وهاجمت طائرات وقوات تركية المتمردين الأكراد داخل العراق هذا الأسبوع وحركت تركيا قواتها إلى الحدود الجبلية من أجل إبقاء الضغط على بغداد لكل تحترم الوعود بشن حملة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون المنطقة قاعدة لهم. وفيما تحشد تركيا قواتها على الحدود فإن أنقرة أرجأت شن ضربة كبرى في الوقت الراهن قائلة إنها ما زالت تأمل في حل دبلوماسي للأزمة. وتضغط واشنطن على العراق كي يتخذ إجراء ضد المتمردين. ويساورها القلق من أن يؤدي أي توغل كبير في شمال العراق من جانب تركيا إلى زعزعة استقرار المنطقة الكردية العراقية. إلى ذلك قال مسئول تركي أمس الأربعاء أن الرئيس العراقي جلال الطالباني أبلغ وزير الخارجية التركي علي باباجان أن بغداد قد توافق على تسليم متمردين أكراد لأنقرة. وكان الطالباني قد صرح من قبل بأن العراق لن يسلم أبدا أي أكراد لتركيا. ووصف المسؤل الكبير في وزارة الخارجية التركية الذي طلب عدم نشر اسمه المحادثات المقررة في أنقرة اليوم الخميس بين مسؤولين أتراك وعراقيين بأنها "الفرصة الأخيرة" أمام الدبلوماسية في الوقت الذي يسعى فيه البلدان لتحاشي حدوث اجتياح عسكري تركي كبير لسحق المتمردين في شمال العراق. ويرأس وزير الأمن الوطني العراقي شروان الوائلي الوفد العراقي الذي سيصل إلى أنقرة اليوم الخميس لإجراء محادثات حول الأزمة. وقال المسؤول التركي ان الطالباني وهو كردي أكد عزمه على حضور اجتماع للدول المجاورة للعراق يعقد في مدينة اسطنبول التركية في الثاني والثالث من نوفمبر. ومن المتوقع ان تحضر الاجتماع أيضا كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية. وصرح المسؤل بأن باباجان الذي زار بغداد الثلاثاء دعا إلى تعاون عسكري بين تركيا والعراق خلال محادثاته مع الطالباني. في غضون ذلك قال وزير التجارة التركي كورشاد توزمان أمس الأربعاء إنه إذا تصاعدت الأزمة الراهنة بشأن متمردين أكراد في شمال العراق فإن أنقرة يمكنها الإبقاء على العلاقات التجارية مع بقية أجزاء العراق باستثناء الشمال. وجاءت تصريحاته هذه للصحفيين بعد أن قال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الثلاثاء إن أنقرة تدرس فرض عقوبات تجارية على العراق. وكان بيان صادر عن الناطق الرسمي لحكومة إقليم كردستان العراق قد طالب حزب العمال الكردساتني بالتوقف عن استعمال العنف "منهجا للعمل" داعيا إلى عدم استخدام الأراضي العراقية كقاعدة لتهديد امن دول الجوار. وقال الناطق في بيان مساء الثلاثاء ان سياسة حكومة إقليم كردستان تطلب "من حزب العمال الكوردستاني عدم اعتماد العنف والكفاح المسلح منهجا للعمل لان الطريق الصحيح للنضال في المرحلة الحالية يجب ان يستند إلى العمل السياسي والفكري والإعلامي والدبلوماسي." وأضاف ان حكومة الإقليم لا تقبل "وبأي شكل كان... باستعمال الأراضي العراقية ومن ضمنها أراضي الإقليم كقاعدة لتهديد امن دول الجوار." وقال بيان الناطق الرسمي لحكومة كردستان ان الحكومة تطالب حزب العمال الكردستاني " بالابتعاد عن الأساليب غير المجدية ونطالبه بالالتزام بوقف إطلاق النار وعدم العودة إلى العمليات المسلحة." ، وأضاف " ندين وبكل شدة كافة أنواع عمليات الإرهابية ومن أي طرف كان لان شعب كردستان هو ضحية الإرهاب." وبلغت التوترات بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية ذروتها الأسبوع الماضي بعد ان قامت عناصر الحزب والذين يتخذون من أراضي الإقليم الكردي في شمال العراق منطلقا لهجماتهم بمهاجمة مواقع للجيش التركي وقتل مايقارب اثني عشر منهم. واعتبر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية "سيئة" مؤكدا تصميم الحكومة بغلق جميع مكاتب الحزب وعدم السماح له بالعمل على الأراضي العراقية.