مقتل عشرات المسلحين في غارات أمريكية في بغداد ومقتل أطفال بمعارك الرمادي
بغداد / وكالات :قالت وزارة الداخلية العراقية إن القوات العراقية تدعمها طائرات أمريكية قتلت "عشرات" من المسلحين في قاعدة شمالي بغداد في وقت مبكر من صباح امس السبت.وقال العميد عبد الكريم خلف المتحدث باسم الوزارة ان قوة عراقية كبيرة اشتبكت مع المسلحين عند القاعدة في منطقة ريفية في الفجر وأن الغارات الجوية الامريكية دمرت القاعدة.وتابع أن عشرات الناس قتلوا في العملية ودمرت قاعدتهم.ومضى خلف يقول ان قوات وزارة الداخلية احتجزت سعد أكرم خليفة زعيم الجيش الاسلامي في العراق وهو أحد أكبر الجماعات السنية في العراق. ويعتقد أن أغلب مقاتليه من الاعضاء السابقين لحزب البعث الذي كان يرأسه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي نفذ فيه حكم الاعدام.
في غضون ذلك لقي خمسة أشخاص على الأقل مصارعهم وأصيب نحو 20 بانفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة بمناطق متفرقة في العاصمة العراقيةأمس.ففي التفجير الأول الذي استهدف دورية شرطة قرب المتحف الوطني في منطقة العلاوي وسط بغداد، قتل مدنيان وجرح خمسة.وأعلن مصدر بوزارة الدفاع مصرع مدنيين وإصابة أربعة آخرين في التفجير الثاني بسيارة مفخخة استهدف دورية عراقية وأميركية مشتركة بحي الجامعة غرب العاصمة.وقتل مدني وأصيب خمسة في انفجار قنبلة وضعت في حافلة صغيرة بشارع الجمهورية في سوق الشورجة وسط بغداد, فيما جرح عشرة أشخاص إثر سقوط قذائف هاون على منازل في منطقة أبو دتشير جنوبيها. من جهة أخرى أكدت القوات الأميركية مقتل طفلين وجرح آخر في معارك شديدة دمرت مباني بمدينة الرمادي غربي العراق.وكان الجيش الأميركي أعلن سابقا أنه يحقق في مصرع مدنيين وبينهم طفلان بمعركة الرمادي التي انتهت حسبه بمقتل 12 مسلحا, فيما تحدث مسؤولون عراقيون عن 26 قتيلا بينهم نساء وأطفال.من جهة أخرى تظاهر آلاف الشيعة بعدد من المدن بينها النجف والكوت وكربلاء احتجاجا على احتجاز القوات الأميركية عمار الحكيم النجل الأكبر لرئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.واعتذر السفير الأميركي بالعراق زلماي خليل زاد عن اعتقال عمار, وقال إن التحقيق جار في ملابساته. وقال السفير إنه لا يعرف سبب احتجازه وإن القوات الأميركية لا تريد أي إساءة لعبد العزيز الحكيم وأسرته, ووعد بالتحقيق في الأمر.وكانت القوات الأميركية احتجزت الحكيم الابن أمس الاول مع اثنين من حراسه قرب الكوت وهو عائد من إيران, ونقل إلى قاعدة عسكرية بالمدينة حسب مصادر بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية قبل أن يفرج عنه. وقال عمار -الذي يرأس مؤسسة شهيد المحراب- إنه احتجز 11 ساعة بدعوى انتهاء صلاحية جوازه, وصادرت القوات الأميركية هاتفه النقال ومتعلقاته الشخصية, وإن الجنود الأميركيين "عصبوا عينيه وعاملوه معاملة خشنة ولم يفرجوا عنه إلا بتدخل من رئيس الوزراء العراقي".وذكر متحدث باسم السفارة الأميركية أنه أفرج عن الحكيم بعدما أدرك الجنود الوضع, قائلا إنه "لم يعامل بطريقة مميزة ونفهم أن الجنود يطبقون الإجراء المألوف لأن الحدود كانت مقفلة". إلى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس السبت إن ما يزيد على 400 "ارهابي" قتلوا واعتقل مثلهم تقريبا منذ بدء خطة تأمين بغداد يوم الاربعاء الماضي.واضاف في مؤتمر صحفي بمقر قيادة خطة أمن بغداد انه "لحد الان وكما اطلعت في غرفة العمليات ان اربعمئة وستة وعشرين ارهابيا تم اعتقالهم... جراء المداهمات والاعتقالات وعدد مقارب من هذا الرقم تم قتلهم في مواجهات."وبدأت خطة امن بغداد التي تشارك قوات امريكية وعراقية في تنفيذها قبل عشرة ايام بغرض القضاء على الهجمات والمظاهر المسلحة والميليشيات المنتشرة في بغداد.وقال المالكي ان خطة امن بغداد تهدف الى "تفكيك البنى التحتية للمؤسسات التي تنطلق منها العمليات الارهابية... والتي تحولت الى متلق للمساعدات التي تقدم للارهابيين والخارجين على القانون من قبل دول او منظمات من خارج العراق."واضاف ان "تحطيم هذه المؤسسات...سواء كان فيها عراقيون او من قبل عناصر خارجية غير عراقية... يعني عدم فسح المجال امام التدخل الخارجي لكي يترجم موقفه المعادي للعراق وللعملية السياسية العراقية."وتوعد المالكي القيادات والشخصيات السياسية المعارضة التي تقوم بتوجيه انتقادات لاذعة لخطة امن بغداد باتخاذ اجراءات ضدهم من خلال تفعيل قانون الارهاب وقال ان مثل هذه التصريحات تتعارض "مع الارادة الوطنية".
