غضون
* يوم أمس قتل في لحج مسلح وقبض على آخر أثناء قيامهما بإطلاق النار على دورية للشرطة، وهذه هي رواية المصدر الأمني أو المحلي هناك، وما يجعل الرواية أقرب إلى الصحة أن هذا الحادث هو آخر ما حدث حتى أمس في السلسلة الطويلة التي ابتدأت منذ فترة، ويستهدف فيها إرهابيون ومسلحون مقرات للجيش وحراساً في النقاط الأمنية مرة بقنبلة وأخرى برشاش وثالثة بقذيفة كاتيوشا، وحدث ذلك في غير مكان، وكأن هناك طرفاً أو جهة جعلت من قوات الجيش والشرطة هدفاً لهجومها إما كراهية وبغضاء ـ وهذا أهون ـ أو محاولة لإيجاد رد فعل عنيف من قبل الشرطة يليه رد فعل أقوى لإحداث فتنة، وهذا هو الأخطر لو صح مثل هذا التحليل.. وأزعم أن القيادات الأمنية والعسكرية في تلك المناطق مطالبة باليقظة والحكمة في تعاملها مع هؤلاء الذين يحتمل أن يكونوا قد حددوا لهم هدفاً يرمون إلى تحقيقه من خلال تلك الهجمات وما يترتب عليها.* إن هذا السلوك الذي حدث مراراً وتكراراً لا يبدو أنه عفوي بل يبدو أنه هادف ومخطط له، وأياً كان الذين ينفذونه ويقفون وراء فهو بحد ذاته ضرب من الجنون الذي يوجب على كل الأفراد والمجموعات في البلاد التصدي له أو على الأقل عدم التعاطف مع مجانينه.* إن الكثير من الناس لهم تجارب مؤلمة مع عسكري أو ضابط هناك أو قسم شرطة أو سجن لكن هذا لا يعني أن يتعاطف مع أولئك المجانين، كما ذهب أولئك الذين تعاطفوا مع الإرهابيين لمجرد أن الشرطة لا تروق لهم، وهذا مخز حقاً.