الإعلام نصف المعركة
بيروت / وكالات:الإعلام نصف المعركة، معادلة يفهمها الإعلام اللبناني، الذي عرف كيف يدير معركته الأخيرة ويخرج منتصراً، ولو على جثث الأطفال والنّساء الأبرياء، ولو على أشلاء الوطن المقطّع الأوصال.فالإعلام اللبناني أثبت أنّه يملك ما يكفي من الذّكاء ليدير المعركة لمصلحته، معتمداً على خبرته الطّويلة في تغطية الحروب، وعلى الكفاءات اللبنانيّة التي انتقل بعضها إلى القنوات العربيّة.مراسلون على خطّ النار، اقتحموا الإعلام من بابه الأصعب، مجازفين بحياتهم في أصعب المعارك التي خاضها لبنان على مدى شهر كامل، وإدارة حوار داخل الاستديو عكست خبرة المحاورين وديناميتهم، وتعمّقهم في دهاليز السّياسة اللبنانيّة، مع سقفٍ عالٍ من الحريّة حدوده الوحدة الوطنية.شذى عمر من الإعلاميات اللواتي أثبتن قدرة عالية على الحوار، مع موضوعيّة هي أقصى ما يمكنك أن تطلبه من إعلامي يتعرّض وطنه للتدمير، بعيدة عن الانفعال، تدير حواراتها بسلاسة، تحافظ على برودة أعصابها حتّى بمواجهة أكثر المواقف تصلباً، تخفي توجّهاتها السّياسيّة، وتساعدها ملامح وجهها الهادئة. على مدى شهر كانت شذى نجمة المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال، على مدار اليوم كانت تتابع المراسلين خارج الاستديو، تقرأ نشرات الأخبار، تحاور المحللين والسياسيين، لتثبت أنّها إعلاميّة من نوع نادر في زمن الحرب والسلم، إعلاميّة يستطيع لبنان بأمثالها أن يعترف أنّه كسب الحرب.