
.jpg)


الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
سمع دوي انفجارات في أم درمان بالعاصمة السودانية اليوم الثلاثاء، بحسب ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، مع إعلان الجيش أنه يخوض اشتباكات مع قوات "الدعم السريع" في مناطق لا تزال تنتشر فيها في منطقة الخرطوم الكبرى، فيما أفادت وسائل إعلام بأن الجيش يقترب من إعلان خلو الخرطوم من "الدعم السريع".
وقال المتحدث العسكري نبيل عبدالله في بيان إن قوات الجيش مستمرة "في عملية واسعة النطاق، ونقترب من تطهير كامل ولاية الخرطوم" باستهداف معاقل "الدعم السريع" في "جنوب وغرب أم درمان، ونستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها".
وأظهرت مقاطع مصورة جنوداً سودانيين يعلنون السيطرة على مثلث قرى الجموعية غرب خزان جبل أولياء، جنوب منطقة صالحة بأم درمان.
وكان الجيش السوداني قد أعلن أمس الإثنين سيطرته على أجزاء واسعة من ضاحية صالحة بجنوب أم درمان بعد معارك ضارية مع قوات "الدعم السريع" التي كانت تنتشر بكثافة في هذه المنطقة عقب انسحابها من الخرطوم في نهاية مارس الماضي، مما يعني قرب إعلان خلو مدينة أم درمان من "الدعم السريع". وبحسب مصادر عسكرية فإن الجيش وحلفاؤه نجحوا في تطهير منطقة صالحة بأكملها، "فضلاً عن الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد العسكري شمل ثلاث دبابات و20 مركبة قتالية وعدداً من مخازن الذخائر وكمية من الطائرات المسيرة التي وجدت داخل منازل المواطنين".
وتشهد المنطقة منذ أسابيع معارك وقصفاً مدفعياً بين طرفي القتال، فضلاً عن عمليات تطويق كبيرة من محاور عدة ممتدة بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، مما جعل سكانها يعيشون أوضاعاً كارثية بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل "الدعم السريع" وقصف الجيش المنطقة من وقت لآخر.
وأفاد مواطنون بأن القتال العنيف أدى إلى غلق الأسواق والمحال التجارية والصيدليات والمراكز الصحية، وفشل عديد من المواطنين في الهرب من المنطقة (صالحة)، مما عرضهم لأبشع أنواع التعذيب والاختطاف "بسبب الاعتداءات
المتكررة عليهم وأسرهم من قبل (الدعم السريع)"، وأشاروا إلى أن الوضع الصحي في غاية السوء بسبب تدهور الوضع البيئي وتراكم النفايات، مما أدى لانتشار الأمراض وتزايد حالات الإسهال والكوليرا لعدم توفر مياه الشرب الصالحة.
.jpg)
في الأثناء تمكن الجيش من السيطرة أمس الإثنين على بلدة العلقة التي تقع أقصى شمال غربي ولاية النيل الأبيض، في وقت ما زالت توجد فيه جيوب لـ"الدعم السريع" في مناطق جنوب غربي محلية الدويم التابعة لهذه الولاية، حيث تهاجم قرى المنطقة من حين لآخر.
وتنتشر "الدعم السريع" على نطاق واسع بمناطق غرب النيل الأبيض، بينما ينتشر الجيش على طول شرق النيل، ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن "(الدعم السريع) شنت هجمات متتالية على قرى الشيخ الصديق غرب النيل الأبيض، وقتلت شخصاً وأصابت ثلاثة بجروح بقرية السمرة التابعة لمحلية أم رمتة التابعة لهذه الولاية، كما تعرضت قرى الشطيب والسريحة والحجيراب التابعة لمحلية القطينة لعمليات نهب وسرقات متتالية من قبل (الدعم السريع) وعصابات محلية"، وأشارت المصادر نفسها إلى أن الهجمات المستمرة التي تشنها "الدعم السريع" على القرى الواقعة في ولاية النيل الأبيض بين الحين والآخر تهدف إلى نهب السلع الاستهلاكية والمواشي والأموال والهواتف وأجهزة الإنترنت الفضائي، مما أجبر سكان هذه القرى على النزوح بكثافة بعيداً من المناطق المستهدفة.
ويشكو سكان مناطق غرب النيل من شح وغلاء في السلع الرئيسة، إذ يفرض الجيش قيوداً مشددة على السلع التي تصل إلى مناطق غرب النيل لوقوعها تحت سيطرة "الدعم السريع".
أما في محور دارفور فتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات متقطعة بين طرفي القتال، فضلاً عن تبادل القصف المدفعي بصورة عشوائية داخل الأحياء السكنية في وقت تتزايد فيه معاناة السكان والنازحين بدرجة تفوق التصور بسبب الحصار المفروض على المدينة من المحاور كافة لأكثر من عام.

من جانبه أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن هناك أربع خطوات متبقية لتطهير دارفور من "الدعم السريع"، وقال لدى مخاطبته تجمعاً من العسكريين في منطقة الشجرة العسكرية بالخرطوم "هذه الخطوات تتمثل في تحرك الجيش وحلفائه من الخرطوم إلى مدينة الفولة جنوب غربي كردفان، ومنها إلى الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، فنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثم زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وصولاً إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور"، وبين أن دخول الجيش إلى منطقة أم كدادة يمكن نساء الفاشر، وحدهن، من تحريرها بكل بسالة من قبضة "الدعم السريع"، مؤكداً أن الجيش وحلفاءه حرروا ما نسبته 90 في المئة من
الخرطوم وتبقى فقط 10 في المئة لإعلان طرد "الدعم السريع" خارج حدود البلاد نهائياً.
في غضون ذلك توعدت القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة "الدعم السريع" باجتياح كل إقليم كردفان، وصولاً إلى إقليم دارفور.
وقال القائد الميداني بالقوة المشتركة العقيد علي حامد بشر "ديمو" في مقطع مصور أمام حشد من الجنود في بلدة أم لبانة بولاية غرب كردفان إن استعادة قواته واحة العطرون الصحراوية بولاية شمال دارفور، من "الدعم السريع" من شأنه أن يمهد الطريق للقوة المشتركة للسير إلى المالحة، وصولاً إلى مدينة الفاشر التي ظلت محاصرة، فترة طويلة. وبين أن عقيدة القوة المشتركة وحياتها تقوم على المبادئ والأخلاق، وحماية المواطنين، مشيراً إلى أن ممارسات وانتهاكات "الدعم السريع"، "المتمثلة في الاغتصاب والنهب والتعذيب وقتل الأبرياء العزل المغلوب على أمرهم جزء من عقيدتهم".

كما شهدت مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية الموقتة شرق السودان أمس إطلاقاً كثيفاً للمضادات الأرضية بعد رصد طائرة مسيرة تحلق في سماء المدينة في وقت تتواصل فيه الغارات الجوية باستخدام الطائرات المسيرة بصورة يومية منذ أسابيع عدة، مما زاد من حدة التوتر والقلق بين سكان المدينة. وبحسب شهود، فإن انفجارات قوية سمعت في المنطقة ما يشير إلى تصاعد النشاط العسكري.
إلى ذلك أكد الأمين العام لمجلس السيادة السوداني محمد الغالي اكتمال المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل القصر الجمهوري بوسط الخرطوم، وانتهاءً عمليات الحصر والتأمين وإنجاز 90 في المئة من عمليات النظافة التي من المتوقع الانتهاء منها خلال يونيو المقبل. ولفت الغالي إلى أن المرحلة الثانية من عملية التأهيل والصيانة ستستأنف عقب عطلة عيد الأضحى.