عجبت من المواقف الغريبة التي يصر على اتخاذها بعض قادة أحزاب المعارضة وعلى وجه التحديد "المشترك" في المحافظات الجنوبية والشرقية في الآونة الأخيرة, لتصعيد الاحتقانات وتوتير الأوضاع بأساليب بعيدة عن مسؤولية المعارضة ألحقة تجاه الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.فعندما تقوم أجهزة الأمن بواجبها في حماية ممتلكات وأرواح المواطنين والممتلكات العامة والسكينة العامة مما يطالهما من تخريب وإقلاق للأمن جراء ما ينتج من مسيرات واعتصامات يتحول بعضها إلى شغب وفوضى, سرعان ما يصنف أولئك القادة هذا الواجب الوطني الأمني بـ "أعمال عنف وإجراءات قمعية" في بيانات سياسية عصماء إلا أنها لا مسؤولية ولا عقلانية.وقد تبين لي مؤخراً أن مفردات تلك البيانات والتصريحات الصادرة من أحزاب "المشترك" في المحافظات وكذلك تعليقات بعض صحفها ومقالات كتابها مستقاة جميعها من "أجندة" واحدة متشابهة في الأسلوب والمفردات, وأن تلك الأجندة متفق عليها, وكأني بها تسترشد بتعليمات واحدة من قوى خارجية, وعلى وجه التحديد ما يسمي نفسه بتجمع "تاج".والملفت لأنظار العديد من المراقبين والمحللين السياسيين إصرار هؤلاء القادة على طرح مطالبات فجة لا مسؤولة مثل إطلاق سراح كل من يعتقل فوراً ولو ثبت تورطه في أعمال الشغب أو خرق النظام والقانون, الأمر الذي ولدّ عند بعض المراقبين السياسيين شكوكاً مفادها أن قيادة هذه الأحزاب يلعبون لعبة سياسية قذرة لا تمت بصلة لقواعد وأساليب الممارسة الديمقراطية التي تحكم جميع مفاصل وآليات اللعبة السياسية وتلتزم بالدستور والنظام وقانون الأحزاب والتنظيمات.كما دفع بالبعض منهم – أي المراقبين والمحللين السياسيين – إلى جانب التشكيك في نوايا ومقاصد تصعيد أولئك القادة المعارضين من "المشترك" للاحتقانات وتهييج الأوضاع إلى الحد الذي يعتقدون معه أن وراء الأكمة ما وراءها وإن هناك مخططاً مبيت للوطن تحاك خيوطه في الخارج على منوال ما يسمى بـ "القضية الجنوبية".وقد بنوا استنتاجهم ذلك على دليلين هما : الانجراف غير الطبيعي واللامنطقي لبعض أقطاب المعارضة "المشترك" نحو تصعيد الاحتقانات والدليل الآخر ما تسربه قوى الخارج من تصريحات على لسان المدعو/ أحمد عبدالله الحسني أمين عام "تاج" والذي توعد الوطن واهماً بما سماه باقتراب العاصفة "التي ربما أدت إلى تشرذم اليمن إلى أكثر من كيان" بحسب قوله.فإذا صح ما يخطط له قادة الخارج واستمر إصرار قادة "المشترك" في تنفيذ خيوط ذلك المخطط بتصعيد الاحتقانات فإنه لا يستبعد أن يفيق هؤلاء القادة المغامرون في "المشترك" على تورطهم مع قوى الخارج في الوقوع تحت طائلة الخيانة الوطنية العظمى لمجاهرتهم وإصرارهم على المساس بأسس الثوابت الوطنية وهي الوحدة اليمنية والوحدة الوطنية للمجتمع, وبما ينص عليه الدستور والنظام والقانون, ولات ساعة ندم.[c1] Al sayary – 13 @ hotmail . com.[/c]
ما وراء تصعيد الاحتقانات !!
أخبار متعلقة