محمد رجب أبو رجب تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين اليوم من أقدم قضايا اللجوء في العالم , وأوسعها انتشاراً , حيث بلغت نسبة الهجرة ما يقارب ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني , وهجرت غالبية الفلسطينيين من القرى والمدن التي أقيمت عليها دويلة الكيان الصهيوني , وتم تجريدهم من مواطنتهم وجنسيتهم من خلال قانون الجنسية الإسرائيلية لعام 1952م , والذي منعهم من العودة إلى منازلهم وأراضيهم .أما المهاجرون داخل الخط الأخضر فقد منحوا المواطنة الإسرائيلية لكن منعوا من العودة إلى منازلهم الأصلية , وقامت الحكومات الصهيونية بمصادرة ممتلكات اللاجئين لتصبح تحت تصرف اليهود .هجرة الفلسطينيين عام 1948م إلى 1949م هي التي شكلت ومازالت جوهر المشكلة الفلسطينية , جوهر قضية الشرق الأوسط , جوهر الصراع العربي الصهيوني , ويجب أن نعترف أن لاجئي فلسطين حالة فريدة ولا يجوز أن ننظر لهم كباقي اللاجئين في أنحاء العالم , لأن عودة هؤلاء اللاجئين أصبح ينظر لها ومع مرور الوقت بأنها أكثر استحالة .يتحدث البعض وهذه من الأخطاء الشائعة أنه يحق للاجئين العودة أو التعويض وليس العودة والتعويض معاً , والواقع أنه يحق لكل اللاجئين العودة سواء مارسوها أم لا , دون اعتبار للتاريخ الذي يقررون فيه العودة وكذلك يحق التعويض لكل اللاجئين .حق العودة الذي ينص عليه قرار 194 ثابت في القانون الدولي وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , وجاءت قرارات الشرعية الدولية بعد عام 1967م لتقرن حق العودة بتقرير المصير , وفق نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (2236) والذي جاء فيه:1 - تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة من جديد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين غير القابلة للتصرف :- الحق في تقرير المصير .- الحق في الاستقلال والسيادة الوطنية .2 - تؤكد الجمعية العامة من جديد حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أقتلعوا منها ونطالب بإعادتهم .منة هذا المنطلق واليوم ونحن نعيش الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة , نقول علينا نحن العرب أن نجبر إسرائيل وبكل الوسائل المتاحة على الاعتراف بمسؤولياتها الكاملة السياسية والأخلاقية عن خلق مشكلة اللاجئين وطردهم من أرضهم .نقول أن على السلطة الفلسطينية والحكومة والأشقاء العرب التمسك بقرارات الشرعية الدولية خاصة قرار 194 , وأن نرفض أي علاج للقضية في جانبها الإنساني فحسب , وعلينا جميعاً أن نجابه كل المجادلات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى إيجاد حلول بعيدة عن جوهر قرار 194.اليوم وفي ذكرى النكبة , نطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني , ومعظمهم من اللاجئين أيضاً في الضفة الغربية وقطاع غزة , حيث يتعرضون للقتل والعدوان الصهيوني صباح ومساء .نطالب الدول المعنية من الأشقاء العرب للاجئين أن تعطي اللاجئ الفلسطيني حقوقه الإنسانية الممنوحة له وذلك حالة الحصار عنه في فرص العمل وممارسة حقوقه السياسية , وهذا ما كفلته له السكوك الدولية .اللاجئ الفلسطيني يؤكد مجدداً ومن خلال كل مؤتمرات اللاجئين التي تعقد في العواصم العربية والأوروبية رفضه لكل أشكال التوطين وتمثله بحق العودة إلى وطنه.اللاجئ الفلسطيني كل ما يطلبه أخيه العربي ودعمه والوقوف إلى جانبه بالتمسك في كل ثوابته الوطنية , ووقوفه إلى جانبه في كل المحافل الدولية لتحقيق أهدافه .اللاجئ الفلسطيني سيبقى حامل راية الكفاح حتى العودة إلى فلسطين .
يوم النكبة الفلسطينية
أخبار متعلقة