الحرية هي أجمل ما منحنا إياه النظام .. حرية الكلمة حرية الرأي حرية النقد .. وإن تجاوزت بعض الأحيان حدود الذوق واللياقة .. حتى مع الرئيس .. لكنها في النهاية تحولت إلى وسام على صدر الرئيس / علي عبدالله صالح .. وعقبال ما يعلق وسام المساواة والعدالة الاجتماعية .. ووسام التنمية الشاملة .. وكل الأوسمة التي نتطلع إليها في عهده .. والتي يسعى هو إليها بالتأكيد من كل قلبه .. ولكن يبقى وسام الحرية هو صانع كل الأوسمة .ولكني بالأمس سمعت صوتاً أزعجني شبيهاً بصوت من الماضي يقول ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) .. صوت سمعناه بعد نكسة عام 1967م وفي أثناء حرب الاستنزاف التي خاضتها مصر ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء ولإقامتها لخط باريف على الضفة الشرقية لقناة السويس .. وكان لذلك الصوت آثاره التي أهدرت كثيراً من حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحرية .. وما زال الشعب المصري حتى اليوم يتذكرها بألم !وشبيه بذلك الصوت صوت آخر اشد نكيراً كان يقول ( لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ) .. سمعناه هنا في عدن أبان الحكم الشمولي الدكتاتوري .. وكانت النتيجة أن ألتهم الحزب الحاكم نفسه في وجبة واحدة في يوم واحد هو الثالث عشر من شهر يناير عام 1986م !لماذا يا هذا تسمعنا أصوات الماضي الأليم بدعوتك أن ( لا صوت يعلو على صوت المعركة ) مع عصابة الإرهاب في مناطق صعدة .. في الوقت الذي تقوم فيه قواتنا المسلحة بواجبها الوطني في وأد الفتنة في مهدها !لن نتوقف عن الحديث عن النظافة وصحة البيئة والتلوث السمعي والجوي والغذائي .. لن نتوقف عن الحديث عن الحب والفن والجمال .. عن حقوق الإنسان والحيوان .. لن نتوقف عن الحديث عن الفساد في البر والبحر وفي كل أشكاله وألوانه .. ولا يعنينا أن يكون موجوداً أيضاً في الدول الغنية والمتقدمة .. هل تريد أن تقول لنا أن الفساد والقمامة سمة من سمات التقدم والحضارة .. ثم لا بأس أن نتسم بهذه السمة من أجل أن نبدو كالدول الغنية والمتقدمة .. فنسكت على الفساد ولا نسأل عن النظافة؟!.كلا .. لا تفريط في الحرية .. بدون الحرية لن نكون .. فبالحرية سننتصر على الفتنة الإرهابية التي أشعلتها جماعة الإرهاب في بعض مناطق صعدة .. بالحرية سنقضي على الإرهاب الفكري أي كان مصدره !علماً بأن لاعلاقة للإسلام بدعاة الحق الإلهي في الحكم .. لا يوجد نص قرآني في كتاب الله ولا حديث شريف صحيح يقول صراحة أو تأويلاً بحق شخص محدد أو فئة محددة لخلافة رسول الله عليه الصلاة والسلام من بعد وفاته .. وكل الأقاويل والاستشهادات التي تقول بعكس ذلك هي محض إفتراءات وتآويل وتوهمات لا أساس لها من الصحة , ولا تصمد للحظات أمام أي جدال أو مناقشة حرة وصادقة وأمينة مع النفس ومع الله !لو أن رسول الله حقاً أراد تحديد خليفة من بعده , أو أن الوحي قد نزل عليه بذلك لأصدر أمراً صريحاً بذلك وليس مجرد حديث .. ثم لاستجاب وانصاع له الصحابة كلهم دون أدنى تردد ولألتزموه ونفذوه على الفور .. ولكان الشيخان الجليلان الصحابيان / أبوبكر وعمر في مقدمتهم .. ولما كان حدث ما حدث من ارتباك واستنفار ومنافسة حادة على الخلافة تحت سقيفة بني ساعدة الشهيرة !الحديث في هذا الحادثة يحتاج إلى مقالات عديدة ومتواصلة .. ولن استرسل هنا أكثر من ذلك .. يكفي أن أقول إن الحادثة ما هي إلا صراع سياسي ألبسوه العمامة والقفطان .. خلاف على السلطة منذ أن تمت البيعة لأبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين حتى خلافة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وهو رابع الخلفاء الراشدين .. وفي عهده انفجر الصراع على السلطة على أشده بينه وبين معاوية بن أبي سفيان الذي كان والياً على الشام يومذاك والذي عصى أوامر الخليفة بالعودة إلى المدينة فكانت ( الفتنة الكبرى ) التي أحدثت الشرخ الكبير في صفوف المسلمين ونفذ منه أعداء الإسلام وأوغلوا فيه يوسعوه كالسرطان إلى يومنا هذا .. هدفهم الأول والأخير زلزلة هذا الدين وتقويض أركانه .. ولكن هيهات لهم وألف هيهات .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.[c1][email protected][/c]
يا هذا .. لا تمتْ علينا حريتنا
أخبار متعلقة