الفنانة التشكيلية آمال عبدالسلام لـ ( 14 اكتوبر ):
لقاء/ عبدالهادي ناجي علي وسائل المناقشة كثيرة ومتعددة وتعددت القضايا، ورب صورة تغنيك عن ملايين الكلمات ولذلك فان من يجذب الآخرين نحو عمله نادر، وإن وجد منهم فإنهم في نفس الوقت يحتاجون إلى من يقف إلى جانبهم، ويدعمهم، كون الموهبة التي يتمتعون بها بحاجة إلى مزيد من الصقل والتشجيع المادي والمعنوي معاً..السطور التالية تقدم لقراء “ 14أكتوبر” فنانة تشكيلية تجيد استخدام الريشة بصورة تجذب إليها من يراها لأول مرة، فيتوقف عند لوحاتها الرائعة ليقرأ ما بين ألوانها من معاني وكلمات لا يفهمها إلاَّ من يجيد فن التذوق للرسم التشكيلي. خلال معرضها الأخير الذي أقيم في مؤسسة السعيد بتعز التقينا بالفنانة التشكيلية أمال عبد السلام والتي عرضت أجمل ما سطرته أناملها [c1]نقطة انطلاق[/c]- من أين كانت نقطة انطلاقك مع الرسم التشكيلي؟- كانت في محيط أسرتي الغالية وكانت قبل دخولي المدرسة.- أول لوحة رسمتها آمال عبدالسلام؟- للأسف لا أتذكرها ولكن أول لوحة زيتية كانت عن فلسطين.[c1]حصيلة لوحة[/c]- منذ بدايتك مع الريشة ماهي حصيلة اللوحات التي أنتجتها أناملك؟- أكثرها كانت هدايا وبالتالي لا أستطيع عدها والنسيان يلعب دوراً كبيراً في ذلك.- أقمت معارض كثيرة احتوت على عدد كبير من اللوحات ماذا منحتك هذه المعارض؟ وهل أشبعت تطلعاتك كرسامة وإنسانة؟- منحتني القلق والخوف من عدم الاستمرار بشكل أفضل وعند انتهاء المعرض أشعر إنني لا أستطيع أنتج أفضل.. لا بل العكس أتطلع أكثر مما أنا عليه..
[c1]تفاعل وتذوق[/c]هل تشعرين أن هناك تفاعلاً وتذوقاً من الجمهور لما تقدمينه في لوحاتك؟- الحمد لله وهذا الشعور استمد منه لوحاتي..- علم النفس والرسمالتخصص (علم نفس) والهواية (الرسم) كيف تمزجين بينهما وهل تراعين في رسمك الحالة النفسية للمتأمل للوحة؟- إنهما يمتزجان ولا يمكن الفصل بينهما لأنهما أساس الشعور الوجداني بداخلي فيكون من السهل إخراجه من اللاشعور إلى الشعور .. اللوحة هي ترجمة للحالة النفسية للمتلقي كل على حسب نفسيته فهو يترجمها كما يشاء ..- ما هو اللون الذي تفضلين أن يكون في رسوماتك؟ـ بالنسبة لي اللون يتغير بتغير نفسيتي فليس هناك لون ثابت فأنا أحب تغيير الألوان واختبار آثارها على نفسيتي والتغيير يعطى جمالاً متغيراً كل حسب الشعور باللون.- هناك مدارس متعددة في علم الرسم التشكيلي فإلى أي المدارس تنجذب آمال عبدالسلام؟ـ أنا انجذب إلى شعوري في الرسم فقط ومن ثم لوحاتي تختار المدرسة التي تنتمي إليها ..- يلاحظ تركيزك على المرأة في معرضك الأخير بالسعيد لماذا المرأة؟ وأين موقع الطرف الأخر من اهتمام ريشتك؟ـ لأني امرأة من الطبيعي أن اعبر عن ما أشعر به ولا يعني ذلك إن الطرف الآخر ليس له مكان في لوحاتي بالذات معرضي الأخير فأنا ركزت على هموم الرجل وما يلاقي من ضغوطات وانكسارات ..[c1]رسالة [/c]- ما هي الرسالة التي تحملها رسومات آمال عبدالسلام؟ـ رسالتي تحمل غزلاً لوطني وتغني بجماله والعزف على حضارته وتدعو إلى الحرية والسلام وانتقادات السياسة المتغطرسة ..- متى تتجهين إلى الريشة؟ـ اتجه للرسم عندما أكون مستعدة نفسياً وأمتلك الرضا النفسي فأنا لا ارسم إلا إذا كنت سعيدة وأتجنب الرسم عندما أكون متضايفة.- هل مازلت تحتفظين بأول لوحة لك ؟ وما اسمها؟ـ للأسف لا احتفظ بأول لوحة ولا اذكر اسمها.[c1]سر لوحة[/c]
- يلاحظ أن لوحاتك غير معنونة .. ما السر في ذلك؟ـ حتى أتيح المجال للمشاهد أن يسبح في فضاء اللوحة دون أن أضع لها حدوداً بتسميتها.- الفن التشكيلي في اليمن كيف تقرأ مشهده آمال عبدالسلام؟ـ مازال يخطو خطواته الأولى ولكن بقوة وثبات وذلك بسبب عمره القصير الذي لا يتعدى الأربعين سنة وأتمنى أن يصل إلى العالمية .- ما هي المعوقات التي تواجه آمال عبدالسلام كفنانة تشكيلية؟ـ لا يخلو أي مجال من معوقات الوصول إلى الإبداع ولكن القدرة على الاستمرار هي التي تحطم هذه المعوقات فأنا أتمنى أن أتخطى أي معوقة تمنعني من الوصول إلى العالمية.- الإنسان يبحث عن وضع معيشي أحسن فهل أنت مع أن يتحول الفن التشكيلي إلى تجارة .. أي حسب الطلب يرسم الفنان ؟ـ لا فأنا لا ارسم حسب الطب فذلك يقلل من احترامي لعملي الفني ولكن الرسم لا يؤكل عيشاً فيلجأ بعض الرسامين إلى الرسم حسب طلب الزبون ليعيش وهناك بعض الأغنياء الذين يساهمون في ذلك فليس كل الأغنياء ذواقين للفن الجميل فبعضهم يبحث عما يناسب الستائر والكنب وليس ما يشعر به.وكما تقول آمال فأنها بيعت 80 لوحة من لوحاتها .. ولوحاتها لا تقدر بثمن ..و لا تستطيع أن تعيد رسم أحدى لوحاتها المباعة.- كيف ترين تعامل الآخرين معك خلال معارضك التي تقيمينها؟ـ طبعاً الفوارق كبيرة من حيث التنظيم والمكان وعدد المشاركين وقد كانت لي فرصة وحيدة في بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر 2003 ـ 2004م.- مواقف محزنة تتذكرها آمال؟ـ لا أتذكر إلا موقفاً واحداً وهو وفاة والدي. - هل تتعامل آمال مع تقنية الكمبيوتر؟ وما رأيك باستخدام الكمبيوتر في الرسم ؟ - ليس بشكل مكثف استخدامي له حيث قل استخدامي له بعد تعطل الجهاز أنا لم استخدمه أبداً بعد أن تعطل لأني أحب أن اصنع تقنية ذاتية تخصني أنا ، ولا أحب اللجوء إلى جهاز الكمبيوتر برغم انه أسهل وأسرع. - الكثير يتهم المرأة بالقصور .. وأن لا مكان لها بين المبدعين كيف تردين على ذلك؟ - الإبداع ليس احتكارا على الرجل .. والمرأة المبدعة موجودة في جميع المجالات وأن قل عددها بسبب الظروف والقيود المفروضة عليها. - هل تفضلين النقد لأعمالك أم المدح؟ـ أحب الاستماع إلى النقد البناء أكثر فهناك أشخاص همهم هدم الآخرين ونقدهم بشكل سيء وهؤلاء لايثيرون اهتمامي.- وهل تقرئين ما يدون في سجل زيارتك وماهي الملاحظات التي وجدت خلال سجلات معرضك؟ - أول ما أصل إلى المعرض اتجه إلى سجل الزوار لأقرأ ما يدونون فيه فانا احترم آراءهم واشعر بسعادة لصدق ما يشعرون به تجاه لوحاتي من هذه الملاحظات « هذه اللوحة هي أنا» [c1]ملاحظات مدونة[/c]- ما هي الملاحظات التي دونت ولا تزالين تتذكرينها؟ - من هذه الملاحظات « زهرة طبيعية نبتت دون تدخل من احد أو رعاية فأضفت على محيطها عبقاً يصعب نسيانه» « كل التاريخ والعالم وكلمات الشعراء نراها في لوحاتك سأقول عبارة المفكر اميرليون حين قال : الطبيعة إذا أرادت أن تخلق شيئاً عظيماً فإنها تخلق فناناً لكي يضع ذلك الشيء العظيم» - المتذوقون للفن التشكيلي ألوان أي اللون ترين انه مهم لك؟ - جميع المتذوقين لأعمالي مهمون بالنسبة لي برغم اختلاف ثقافتهم فانا احترم آراءهم فهناك أشخاص لا يمتلكون التعليم الكافي ولكنهم يمتلكون الإحساس الإنساني تجاه لوحاتي فيقوم بالتغزل بها وبجمالها كل على حسب فهمه فهو بالنسبة لي مثله مثل المثقف فانا لا أرسم لطبقة معينة من المثقفين فلوحاتي يستطيع أن يترجمها الأمي والمثقف ..