تمكن اليمنيون الأحرار، وتمكن الثوار وبعد نضال شاق وطويل، نضال سياسي وعسكري خاضته الجماهير اليمنية في مقاومة الاستعمار البريطاني، والسلاطين من تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، بالرغم من كل الإشكاليات التي واجهتهم في هذا العام بالتحديد في الداخل والتي كان وراءها أمراء وسلاطين، وفي الوقت الذي تحقق فيه استقلال جنوب الوطن، كان النظام الجمهوري في الشمال يمر بأوضاع صعبة خاصة بعد انسحاب القوات المصرية في أكتوبر 1967م، وكانت محاولة الملكيين للانقضاض على الجمهوريين والتي باءت بالفشل انتصاراً جديداً لثورة سبتمبر 1962، وفي 27 سبتمبر أصدر مجلس قيادة الثورة بيانه الذي تضمن القضاء على الحكم الفردي المطلق، والقضاء على النفوذ الأجنبي وإنهاء الحكم الملكي وإقامة حكم جمهوري ديمقراطي إسلامي أساسه العدالة الاجتماعية إأحداث ثورة ثقافية واجتماعية تقضي على مخلفات العهود البائدة. انتهى عهد الإستعمار والسلطنة والملكية ومخلفاتها في جنوب الوطن وشماله وكل من النظامين رفعا شعار الوحدة اليمنية وأكدا في وثائقهما وأدبياتهما على ضرورة تحقيق هذه الوحدة بين شطري اليمن، وإذا ما تمت العودة إلى هذه الوثائق والأدبيات والبرامج سنجدهما جميعاً قد وضعا الوحدة اليمنية كمهمة إستراتيجية بغض النظر عن التفاصيل وباتا يعملان من أجلها. لقد حمل البند الخامس من أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر - النص- " العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة"، والمادة الخامسة من الدستور " اليمن كل لا يتجزأ والسعي لتحقيق الوحدة اليمنية واجب مقدس على كل مواطن"، وجاء في الميثاق الوطني " أن الوحدة اليمنية هي قدر شعبنا في شمال الوطن وجنوبه، وضرورة حتمية لتكامل نموه وتطوره وضمانة لقدراته على حماية كيانه وقدرته على أداء دور فعال وإيجابي على المستوى القومي والدولي". وجاءت اللحظة المناسبة صباح 22 مايو 1990 يوم ألتأم الشمل اليمني وعقد الاجتماع المشترك وتم تأدية اليمين الدستورية، وعقد أول اجتماع لمجلس رئاسة الجمهورية وانتخب الأخ/ علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية اليمنية وزف الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح التهاني للشعب اليمني في تحقيق وحدته، وهنا أذكر ماجاء في كلمته :" في هذا اليوم التاريخي العظيم، أتوجه بالتهنئة القلبية الصادقة إلى كل جماهير شعبنا اليمني في الوطن والمهجر، وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية بتحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية التي ينتهي بها واقع التشطير والتجزئة الذي ورثة شعبنا من الإمامة والاستعمار والتي يكتمل بها نصر الثورة اليمنية في 26 سبتمبر و14 أكتوبر". ما أجمله من إنجاز! وما أعظمه من انتصار للشعب اليمني! وإذا كنا نحتفل اليوم بذكرى 30 نوفمبر يوم الاستقلال، فلنتذكر هذا الانجاز العظيم ونضعه في مقدمة انجازات ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولتتواصل المسيرة والعطاء حتى يتحقق لليمن التقدم والازدهار ليستمر العمل والنضال مع الأشقاء العرب حتى تتحقق الوحدة العربية.
اليمن الكبير في ذكرى الاستقلال 30 نوفمبر 1967م
أخبار متعلقة