.. "من قلب البركان، عم يصرخ لبنان..وينك يا حضارة، وينك يا إنسان..
كتب/إقبال علي عبدالله
وينك يا ضمير، شوف اللي عم بيصيرقتلوا طفل صغير، بمدفع جبان.. من قلب البركان، عم يصرخ لبنان."- هذه الكلمات النابعة من قلب ينزف دماً على أرض تتكلم اليوم باسم كل العرب.. كل المسلمين.. تتكلم بلغة الدم النازف من البارود.. كلمات شاعر رفض الصمت لأنّ المدفع، الغارة، العدوان يتكلّم.. شاعر أطلق كلماته مثل المدفع ولكنه ليس ضد العدو الذي وجد في الصمت العربي سلاحاً يضرب به أرضاً وإنساناً لا يعرفان إلا السلام، الحب.. أرضٌ ترفض الاستسلام وليس السلام، وإنسانٌ يرفض أن يموت قبل الموعد الإلهي.. وجه كلماته إلى الضمير الإسلامي... " بحبَّك يا لبنان يا وطني بحبَّك بشمالك بجنوبك بسهلك بحبَّكبحبَّك يا لبنان .. يا وطني.. بحبَّك"- لبنان أرضاً وإنساناً، ينزف اليوم ليس من العدوان الصهيوني الذي فشل في اقتلاع شجرة الأرز وبذور التفاح، بل ينزف من شهادة العروبة التي يحملها، شهادة تربطه بأشقائه انتماءً ولغة ومصيراً.. شهادة وحدها تجعله يصرخ من قلب البركان المتدفق حمماً :"وين الملايين .. الشعب العربي وين"..- لبنان .. طفله البريء تمزّق جسده قنابل صهيونية جبانة، قنابل تحملها الطائرات لا تعرف غير الأبرياء وفي المقدمة الأطفال هدفاً لعدوانها الحقير.. عدوان يعجز عن مقاومة الرجال الذين نسجوا علم لبنان من خيوط أجسادهم ورسموا فيه شجرة الأرز من صواريخهم التي جعلت الكيان الصهيوني يرتعد خوفاً وجعلت الإسرائيليين لا ينامون فوق الأرض بل تحتها في الملاجئ في صورة صادقة كشفت زيف ادعاء أن "إسرائيل قوة في المنطقة لا يمكن قهرها!!".. فصواريخ المقاومة المعروفة بـ "حزب اللّه" وحدها جعلت بني صهيون يكرهون الأرض ويعشقون الملاجئ.. وحدها قوة وإرادة المقاومة علمت الجيش الإسرائيلي في الجنوب أنّه قزم أمام صوت لبنان القوي المدوي.. »تحت السماء ما في حلاء من لبنان.. لبنان العروبة.. لبنان الحب والسلام .. لبنان الثلج والمطر الذي يغسل الدماء من جسد الأطفال والنساء ويطهر الأرض ويرويها لتنبت بذور الزرع طفل يصرخ بحبك يا لبنان بشمالك بجنوبك بسهلك، بحبك يا وطني". -"لبنان من قلب البركان عم يصرخ".. وتضامن عربي مفقود في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية في حق سيادة وكرامة أراضٍ وشعوب عربية.. هكذا رسم اليمن شعباً وقيادة الصورة على الواقع.. واقع رفضه وادانه اليمن منذ الطلقة الأولى للعدوان الجديد - القديم، في الثاني عشر من يوليو المنصرم، فكان الصوت اليمني على لسان القائد والفارس العربي فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح قوياً، صادقاً، "لو كان التضامن العربي موجوداً وهناك تفعيل لدور الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك لما غامرت إسرائيل في تحدي قرارات الشرعية الدولية وتحدي الدول العربية حتى التي لها عَلاقات معها".- هذا الموقف العربي الغيور على الأرض والإنسان العربي والمسلم جعل الأشقاء في لبنان رغم نزيف الدم والجرح من شهادة الانتماء العربي ينظرون من عيون اليمن إلى النصر القريب بإذن الله .. نصر سيحققه لبنان وكذلك فلسطين على أعداء السلام والحب على قاتلي الأبرياء ومجرمي العصر.