غضون
* مجموعة من رجال الدين السلفيين في جمعية علماء اليمن تقدموا خطوة أخرى بالبيانات التي صدرت في الشهور الماضية والتي تحدثوا فيها عن المنكرات التي عمت وطمت المجتمع اليمني.. فهذه المرة انتقلوا إلى الخطوة التالية وهي المطالبة بتشكيل لجان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكون مهمتها التفريق بين الجنسين أو ضبطهما إذا شوهدا يسيران معاً، وضرب الذين يبقون أبواب محلاتهم مفتوحة وقت الصلاة، وإيذاء المتنزهين والمغنين وكاشفات الوجوه ومداهمة الحفلات وغير ذلك من أشكال الإيذاء..* في المرة الأولى أصدروا بيانات متكررة يقولون فيها إن البلاد تعج بالفواحش ومنها أن مذيعة تتحايل على الحجاب وتظهر على الشاشة وقد بدت خصلة من الشعر ظاهرة!.. وهذه المرة يريدون الانتقال إلى ما هو عملي وهو تشكيل لجان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولاحظوا أن هذا المطلب يظهر في الوقت الذي تعاني فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية متاعب جراء الأذى الذي يلحقه رجال شرطتها الدينية بالمواطنين، وصار المجتمع السعودي يشكو من تدخل هذه الشرطة في شؤونهم الخاصة وتقييد حرياتهم وانتهاك حقوقهم.. كما يأتي هذا المطلب بعد أن زالت تقريباً كل قوة طالبان في أفغانستان وقدرتها على إيذاء الناس.* هل أصحابنا يقودون هذه الحملة ومن ورائهم إرادة سلفية في المنطقة تريد تعويض خسائرها في أفغانستان والسعودية؟ وإلا لماذا يراد نقل مؤسسة أصبحت عرضة للانهيار في بلدها الأصلي؟.* ثم ماهي مصلحة أولئك الفقهاء والشيوخ في تشويه صورة مجتمعهم والتهويل في الحديث عن المنكرات.. هل لهم أعين أخرى يبصرون بها، وإلا من أين لهم هذه القدرة على رؤية أمور لا نراها نحن العامة؟ لا أحد ينكر وجود منكرات في مجتمعنا، وما وضعت حدود الزنا والشراب والسرقة إلا لأن مدينة الرسول كانت ساحة لزناة ولصوص وسكارى، فالمجتمع الإنساني لا يخلو من منكرات وجرائم، والحلول قائمة في القانون والشرطة وليس في هيئات أمر بمعروف ونهي عن منكر يقودها رجال دين من خارج مؤسسات الدولة.