تعتبر العلاقات اليمنية السعودية اليوم من أفضل وأقوى وأرقى العلاقات العربية - العربية لأنها تمتلك كل مقومات وعوامل الترابط والتعاون والتكامل سواء من حيث عناصر الوجود المتعاضد في الجغرافيا والتاريخ ورسالة الوجود الإيمانية الواحدة ومن حيث الصلات العقيدية الوثيقة والوشائج الاجتماعية الحميمة والأرومة الواحدة .. وهي تمتلك اليوم رصيداً إنجازياً مهماً في مجالات التعاون الثنائية وفي واحدية التفكير القيادي والتوجهات السياسية القومية والإسلامية، حيث تلعب الثقة القيادية المتبادلة دوراً جوهريا في تعزيز تلكم العلاقات وعلى كل صعيد، كما يتجلى في النتائج التي أثمرتها أعمال الدورة السابعة عشرة لمجلس التنسيق اليمني- السعودي والتي احتضنتها مدينة المكلا في محافظة حضرموت الخير والإخوة والرخاء.فهناك إجماع في الرأي العام اليمني والسعودي في إعطاء صفات إيجابية واضحة ومحددة لنتائج هذه الدورة البالغة الأهمية التي انعقدت في الأول والثاني من يونيو الجاري برئاسة الأخوين عبد القادر عبدالرحمن باجمال رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية حيث نجحت بصورة متميزة وحققت النتائج الايجابية على كافة الأصعدة التي تناولتها الوثائق وأوراق العمل ودارت حولها المباحثات على المستوى الثنائي والقومي والإسلامي وبالنسبة لكافة القضايا الإقليمية والدولية التي انشغل وينشغل بها التفكير الواحد اليمني- السعودي .وقد جاء التوقيع على الخرائط النهائية لمعاهدة الحدود الدولية بين البلدين الشقيقين ليعزز من جديد الانطلاقة اليمنية السعودية الوثابة التي تمت في الثاني عشر من يونيو عام 2000م نحو الآفاق الواعدة بكل ثمار الخير والتعاون والتكامل والشراكة بالتوقيع على معاهد جدة الخاصة بالحدود الدولية البرية والبحرية بين البلدين الشقيقين .وهي الانجازات التي تصب في خدمة المصالح الجوهرية العليا المشتركة وتعطي الاهمية الكبيرة للدور الرائد الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في دعم قضايا النهوض والتنمية في الجمهورية اليمنية والدفع بالرؤى المخلصة والجهود الرامية لتأهيل بلادنا وصولاً للعضوية الكاملة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي .. والتقدم بعلاقات البلدين وقد صارت أعمق وأوثق ماتكون نحو مزيد من التميز والفعالية وفي كافة الحقول والميادين الاقتصادية والسياسة والأمنية والثقافية والاجتماعية وتتبنى تمويل عدد من المشاريع الاستراتيجية المهمة وبناء الهياكل الأساسية وتوفير الخدمات .ولاشك في أن كافة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها والمحتوى الواضح والدقيق الذي عبر عنه البيان الصادر عن أعمال هذه الدورة المباركة تضيف لبنات جديدة لصميم البناء الراسخ والشامخ لجسر التعاون والتكامل والشراكة ولعبور الشعبين في ظل القيادة الحكيمة للزعيمين على عبدالله صالح رئيس الجمهورية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وعلاقات البلدين الوطيدة والمتنامية لزمن حضاري أخوي .. وإنساني جديد .. وذلك صوناً وإثماراًً لحقائق الوجود والمصير الواحد وإنجازاً لكل طموحات وأماني المستقبل الواعد، وقد تجاوزت تلكم العلاقات إلى غير رجعة الحقب التي كانت ملبدة بالشكوك والغيوم وتحررت من الكوابح والمشكلات التي كادت أن تكون مزمنة وصارت كاملة العافية والمنعة والقوة .* وزير الإعلام
علاقات لصون وإثمار حقائق الوجود الواحد
أخبار متعلقة