غضون
- المثل المصري السيار «موت وخراب بيوت» تجلى أمس على حالة صديق تجلياً غريباً هو مثلي ـ ولا فخر ـ لم يسبق له أن مارس الجنس قبل الزواج ولم يخن زوجته بعد الزواج، والأسبوع الماضي قدم إليه ضيف وعرفه بامرأة ظهر لاحقاً أن قريتها تجاور قريته وأنها تعمل قوادة. وعشية أمس «استفخ» صديقي، وطلعت في رأسه وتحرك ذاك الشيء الذي تعرفونه فاتصل بها وتواعدا، وتلاقيا، ولكن الصفقة في الأخير لم تتم، لأن الله «أحبط عمله» وعاد إلى البيت يتصل بي وبأصدقائه يخبرهم القصة، وكان فرحاً لأن الله «أحبط عمله» كما قال.. وقلت له: أنظر.. الله يحبك.. أردت أن تعصيه، وساعدك على ذلك، ولما قررت أن تقاوم نفسك الأمارة أنقذك..- المهم صاحبي لم يفعلها.. ولكن النازلة وقعت آخر الليل مرتين.. فقد انتابته صحوة ضمير، واتصل وهو يبكي ويقول: سأخبر زوجتي بما هممت به الليلة لأتخلص من الألم الذي أشعر به الآن، لكن فلاناً قال لي «أوعى» باتخرب بيتك، فما رأيك؟ قلت لو كنت مكانك لأخبرتها.. وأخبرها فعلاً، فعاتبته هي وذكرته بخيانات سابقة من قبيل مجاملة فلانة والتأمل في ردف صديقتها وتقديم هدية لفلتانة.. - المهم اتسع الخرق على الراقع كما يقولون، وكانت ليلة ليلاء، وأصبحت أنا جزءاً من المشكلة بسبب تلك المشورة التي تطوعت بها بحسن نية، وكان علي أن أتدخل لدى زوجته وأهدئ خواطرها وأذكرها بأن زوجها «مش حق شيء»، وهي التي تعرف أنه شفاف، وهو في أسوأ الأحوال «عاشق كذاب يفرح بالتهم»..- وقد وفقني الله في مهمة المساعي الحميدة هذه، وما كدت أخبره أن فعلته كأنها لم تكن وأن آثارها زالت، وكنت قد فعلت ذلك لأخرج نفسي أيضاً من الورطة بسبب تلك المشورة.. وإذا بالخبر يأتيه الساعة الثانية بعد منتصف الليل أن جدته ماتت، فتدهورت حالته.. وكان علي في الأخير أن أقوم بدور آخر.. وصاحبي الآن راقد على الفراش.. أرجو من قراء هذا العمود الدعاء له..