صباح الخير
الفردية والقلق والأنانية سمات ملازمة للمجتمعات المتخلفة.أي عكس السمات التي تتميز بها المجتمعات المتحضرة والراقية وإذا ما تناولنا الملامح الحقيقية لشخصية شبابنا العربي في الوقت الراهن من خلال الدراسة التحليلية التجريبية الدقيقة سنلاحظ أن من بين الملامح التي غدت تتحكم بسلوك البعض من هؤلاء الشباب:الفردية والقلق والأنانية ولذلك فهذا النوع من الشباب لا يمكن له التمتع بالراحة الفكرية ولا الطمأنينة النفسية اللتين لا نجدهما في غيره من شباب العالم.ولهذين العاملين مظاهرهما الخارجية وقديماً قالوا(إن الشخصيات تتعدد بتعدد الوجوه)وقد تكون هذه المظاهر بسيطة غير أن لها دلالتها..فمثلاً قد نلاحظها في بعض الحركات العصبية المتلاحقة التي تصدر من هؤلاء الشباب في جلوسهم وفي سيرهم وفي أحاديثهم المتبرمة البائسة الثائرة.إنها دلالات واضحة وصريحة رغم بساطتها على ما يعتلج في نفوس هؤلاء الشباب من هموم وما يساورهم من قلق وحيرة واضطراب،وأغلب الظن أن السبب في ذلك عائد إلى الشعور بالفارق بين الواقع المعاش لهؤلاء الشباب والطموح الذي لم يتحقق بعد.ولذلك فهذا النوع من الشباب يشعر في قرارة نفسه بأن ما يعانيه في الأساس هو انعكاس للظروف الاجتماعية المختلفة سياسية كانت أ م اقتصادية.وأما الأنانية فهي لم تعد ملازمة لشبابنا العربي لوحده ولكنها أصبحت تعم معظم الشعب العربي لا يختلف فيها الشيوخ والشباب وهي عكس التعاون والشراكة.ولذلك فالأنانية أصبحت تشكل خطراً على الفرد والمجتمع على حد سواء.إذ أنها تحرم المجتمعات المتحضرة من جهوده المتضافرة التي لابد منها لتحقيق الأعمال الكبيرة وعظيم الغايات.ثم إنها تؤدي إلى التحاسد والتباغض،وبالتالي إلى التخريب بدلاً من الإصلاح والتعمير،..