إن الحديث حول الوظائف شاق جداً وخاصة في مثل هذا الزمن الصعب , فالخريجون من الكليات والمعاهد تزداد نسبتهم يوماً بعد يوم وبتخصصاتهم وكفاءاتهم العلمية والمهنية لا يجدون أعمالاً لهم فذاك الطبيب وذاك المهندس وذاك المحامي وذاك في العلوم الإدارية وذاك المدرس وجميعهم ينتظرون سنوات طويلة من أجل الحصول على وظيفة تتناسب وتخصصاتهم وكفاءاتهم العلمية أو المهنية وتمر السنون سراعاً ويشيخون وهم وكما تخرجوا قتلوا فيهم الأمل وتلاشت فيهم الأحلام وقضيتهم ما زالت كما هي ؟!كلما حاورنا مديراً عاماً أو وكيلاً .. تأسف أسفاً شديداً لا حول ولا قوة إلا بالله .. ماذا نفعل .. ما في اليد حيلة , مثل هذه الأمور تختص بها وزارة العمل والخدمة المدنية وهي المسؤولة الوحيدة في هذه القضية الإنسانية .. لأن كل الوظائف تأتي من هناك .ومسؤول آخر يقول : نحن بحاجة إلى الكثير من الكفاءات والتخصصات ولكن ماذا نفعل وبرغم الشواغر الموجودة لدينا إلا أننا أحياناً نفاجأ بتعيينات من وزارة العمل يفرضوها علينا فرضاً برغم رفع ملاحظاتنا لهم .. فلغة المفاضلة لا تتم على الوجه الصحيح .. فهناك ابتزازاً للوظائف أما من خلال التوصيات أحياناً أو عن طريق من يدفع أكثر ؟! والناس تدعو بنا وتكيلنا بالاتهامات والشتائم .وأحد المسؤولين في التربية والتعليم يقول وبصراحة العبارة .. مهنة التربية والتعليم مهمة جداً .. والعمل والخدمة المدنية تفرض علينا التعيينات لإملاء الشواغر وبرغم معارضتنا لهم في بعض هذه التعيينات المفروضة دون الأخذ برأينا مسبقاً أو حتى التنسيق المسبق .. فهناك مثلاً أبناء التربويين الذين أغلبهم كفاءات وتخصصات نادرة إلا أنهم مهملون في وزارة العمل والخدمة المدنية وتقديراً لما قدمه أباؤهم وأمهاتهم من خدمات جليلة في هذا المرفق الإنساني الهام كان لابد لوزارة العمل مكافأتهم بتوظيف أبناءهم .. وكما يقول المثل “ هذا الشبل من ذاك الأسد “ .إن قضية الخريجين والوظائف تحتاج إلى وقفة مسؤول وجادة وخاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة .نسبة البطالة تزداد يوماً بعد يوم .. ونسبة الجريمة تزداد معها .. فمن أين سيأكل الناس إذا لم يتحصلوا على وظائف تعينهم على كسب رزقهم بعرق جبينهم.وها هي العمالة الأجنبية تزداد نسبتها ولا حديث عنها .. فلماذا يترك القطاع الخاص العمالة المحلية ويذهب إلى العمالة الأجنبية وبرغم وجود الكثير من الكفاءات والتخصصات النادرة في بلادنا .إن عملية الإصلاح في كافة مناحي الحياة تبدأ من هنا .. وإن ترجمة الشعارات الانتخابية إلى أفعال وأعمال تبدأ من هنا .. فأبناؤنا أمانة في أعناق المسؤولين في وزارة العمل والخدمة المدنية قبل غيرهم .. فهل من مستمع ومجيب .
لغة المفاضلة أم لغة الممُاطلة والمُتاجرة؟!
أخبار متعلقة